قمة تعزيز الشراكات التنموية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مدينة قازان الروسية تنطلق أعمال القمة ال16 لمجموعة «البريكس» بمشاركة إماراتية وازنة بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي حظي باهتمام لافت من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبيراً عن مدى ما يربطهما من صداقة، ومدى ما للإمارات من دور مهم في مجرى العلاقات الدولية وفي مسار الروابط المتميزة بين البلدين.
المشاركة الإماراتية في هذا المنتدى الاقتصادي الدولي تمثل إضافة مهمة إلى المجموعة التي تعمل من أجل التنمية والاقتصاد وتعزيز التعددية والأمن والسلام في العالم على قاعدة الحوار وبناء الجسور للارتقاء بعمل المجموعة في مختلف المجالات، ما يبشر بآفاق واعدة للشراكة الشاملة خلال المرحلة المقبلة بشكل يخدم أولويات التنمية والازدهار لدول المجموعة والعالم، خصوصاً عالم الجنوب.
وإذ تشارك الإمارات للمرة الأولى رسمياً في القمة باعتبارها عضواً في المجموعة من بداية 2024 فإن مشاركتها تأخذ أبعاداً تتجاوز مجرد الحضور، بالعمل على تعزيز الشراكات الدولية والارتقاء بتنافسيتها عالمياً بما يخدم مصالحها باعتبار أن صوتها مسموع وفعّال وقادر على التأثير في مختلف المنتديات والمجموعات العالمية، وهي تؤمن بالعمل الجماعي في عالم متعدد الأقطاب، ومنفتحة على جميع دول العالم النامية والمتقدمة.
والقمة التي تعقد على مدى يومين بمشاركة نحو 40 دولة، منها 24 دولة ممثلة بقادتها و8 دول يمثلها مسؤولون رفيعو المستوى، إضافة إلى الأمم المتحدة، أمامها ثلاث أولويات، هي التعاون في الاقتصاد والتمويل والتبادل التجاري والشراكات الاستراتيجية، والتبادلات الإنسانية والثقافية، إضافة إلى الأوضاع السياسية التي تفرض نفسها على مختلف اللقاءات العالمية. قمة «بريكس» الحالية، إذا كانت تمثل امتداداً للقمم السابقة التي بدأت منذ إنشاء المجموعة عام 2006 وكانت تضم في البداية أربعة أعضاء (روسيا والبرازيل والهند والصين) ثم انضمت إليها جنوب إفريقيا 2011، فإنها اليوم وبعد انضمام خمسة أعضاء جدد في مطلع العام الحالي (الإمارات ومصر والسعودية وإيران وإثيوبيا) باتت تمثل قوى عالمية وازنة، تشكل قرابة 29 في المئة من الاقتصاد العالمي، وبالتالي فقد باتت مسؤولياتها أكبر في الشأن الاقتصادي العالمي وفي كيفية العمل ضمن فضاء أفضل وأكثر صدقية وشفافية لتمويل برامجها الاقتصادية والتنموية، خصوصاً بالنسبة لدول الجنوب النامية والفقيرة، بما يزيد من وزنها الاقتصادي.
انضمام الإمارات إلى هذا التجمع الدولي تكمن أهميته في الدول المشاركة فيه، حيث تتشارك جميعها في أن اقتصاداتها هي الأعلى نمواً على المستوى العالمي، وتفوق معدلاتها تلك المسجلة في مجموعة العشرين ومجموعة الدول السبع، وحتى معدل نمو الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإنها تتيح فرصة مهمة لبناء شراكات فعّالة مع بلدانها.
إن العالم يشهد تحولاً متسارعاً في ميزان القوى الاقتصادية الذي تأسس منذ قرون على مركزية نفوذ الدول الكبرى الغنية التي تتحكم في الدورة الاقتصادية والمالية العالمية، لكن مع قيام مجموعة «البريكس» بدأ العالم يتجه إلى إقامة كيانات اقتصادية جديدة تخدم القوى الناهضة والدول النامية، وذلك بعد إنشاء مجموعة من المؤسسات المالية، من بينها بنك التنمية الجديد برأسمال مبدئي قدره 50 مليار دولار على أمل الوصول إلى 100 مليار دولار، كما تم تأسيس صندوق الاحتياط النقدي الذي يتضمن احتياطات نقدية طارئة بقيمة 100 مليار دولار لدعم الدول التي تعمل على سداد ديونها.
قمة «البريكس» الحالية تشكل علامة مضيئة قد تغير المشهد العالمي اقتصادياً وتنموياً، وعضوية الإمارات فيها عضوية فعّالة وتكاملية، لا تتعارض مع الشراكات العالمية الأخرى المرتبطة بها وإنما تكملها وتبني عليها لمصلحتها ومصلحة العالم انطلاقاً من موقعها الجغرافي والاقتصادي واللوجستي الاستراتيجي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق