فرحة استثنائية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فرصة استثنائية في جمالها أن يصادف نشر مقالي في يوم عيد الاتحاد الثالث والخمسين لبلدي الحبيب دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشاركني هذه الفرحة كتّاب كثيرون، حيث الكلمة تكتسب حلاوة خاصة، والفكرة معاني أعمق، والعاطفة مشاعر أكثر حميمية وصدقاً، فنحن معشر الكتاب والأدباء والمحللين نسعى حثيثين لنرتقي إلى مقام المناسبة، في حينها أو في الأيام الأخرى، نرتقي إلى جلال الرؤية وسمو الهدف، منطلقين من مبادئ المحبة والتآزر والتسامح والعطاء والتفاني والولاء والانتماء، وجميعها تشكّل منظومة قيمية واستراتيجية تؤتي ثمارها في الانسجام المجتمعي، والتفاعل الإيجابي لكل من يتنسّم هواء الإمارات، والتفاعل مع كل مبادراتها الوطنية، والاستجابة لكل الظروف والمتطلبات.
بلد كالإمارات، بما أنجزت وما ستنجز، بكونها وكينونتها، بموقعها في القلوب والعالم، يترجم كل منتمٍ إليها تلك القيم والمبادئ والشعارات، بنفسٍ راضية، وعزيمة صادقة، لتبقى نموذجاً للآخر في احتضان الثقافات والأجناس، وتبقى واحة لتحقيق الأحلام، كونها أرض الفرص بجدارة واقتدار وامتياز، وأرض السلامة والسلام، والأمن والاطمئنان، أرض التطوّر والإبداع لكل توّاق لمعانقة الجديد والمبتكر والمتميز والمختلف، وهي فوق كل ما سبق، أرض الجمال في هندستها، والصفاء في نفسها، الحالمة المعطاءة الغيورة.
وحين نقول الإمارات، نقول القادة المخلصون الواضعون مصلحة المواطن والإنسان كأولوية قصوى، ليحقّقوا أعلى معايير العيش الكريم، في الحاضر والمستقبل، ونقول الشعب المؤمن بالاتحاد، الحريص على ديمومته واستدامته، يبذل الغالي والنفيس لإبقاء الراية مرفوعة، الشعب هو القوات المسلحة بكل قطاعاتها، العاملون في كل مفاصل الدولة، الساهرون على حركة البلاد وإيقاعاتها بدقة متناهية، الشعب طاقة التنمية والإنسان الباني للمستقبل، هو السفير للشخصية الوطنية، حامل شعلة الثقافة والحضارة والعلم والتكنولوجيا، باني مجتمع المعرفة، القارئ والكاتب والمفكّر والرائي والرؤيوي والداعي كي تبقى الإمارات جوهرة في إشعاعها.
نحن نعلم ونثق بأننا لسنا وحدنا من يحتفل بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، هنالك أكثر من عشرة ملايين إنسان يشاركوننا مشاعرنا وفرحتنا وأحلامنا وأهدافنا، ولهذه الملايين امتداد في أرجاء المعمورة، يشاركون أحبتهم وجودهم في وطن الخير والعطاء، والتقدّم والنماء، هو احتفال كوني من دون مبالغة، يباركه الله المحب لقيم الاتحاد والوحدة ومد يد العون والإغاثة والمساندة، ويحب أن يحتضن الإنسان أخاه الإنسان، ويقتسم معه رزقه.
وإن يكن حديثي يخص الجانب الشعبي، إلا أن الجانب الرسمي يوازي إشراقة الشعبي، فكل الدول من دون استثناء، تشاركنا اليوم فرحتنا، وتحرص على استقرارنا، كوننا جزءاً مهماً من هذه المنظومة الدولية، نشاركها تحدياتها وهواجسها، ونساعد في تحمّل المسؤولية، ونموذج تعاون الإمارات في الجهود المناخية وتحسين البيئة واضح للعيان، وجهودها في حفظ السلم وتعزيز السلام في مناطق الصراعات أيضاً واضحة للعيان، وفزعتها لنجدة أخوتها وأشقائها تتحدث عنها الأفعال، من حملات وبرامج وجسور جوية إغاثية، وغزة ولبنان مثالان حاضران على الأرض، والإمارات لا تطلب شكراً إنما تترجم المبادئ التي تأسست عليها الدولة منذ ثلاثة وخمسين عاماً حتى اليوم، وفي ذلك اطمئنان روحي وسلام نفسي، وواجب إنساني لا يمكن المزاودة فيه، هو سلوك طُبِعَ الإماراتيون عليه وسيبقون كذلك بإذن الله.
لم يعد من المقبول استخدام اللغة العادية في يوم غير عادي، إنه يوم يفرض بلاغته ودلالاته ومجازه في سياق الأبجدية، يحقّق الحداثة ويمنحها معناها الحقيقي، المشتق من الأصالة، كما ينجز التجاوز بما يليق بوطن التجاوز والدهشة، هي مهمة صاحب كل كلمة وريشة وكل أداة لفن تعبيري، المشهد ناصع كالنهار، دهشة تدل على ذاتها بذاتها، وما على الأقلام سوى الغرف من بيان الإنجاز والإعجاز بلغة جديدة، تواكب ما تقدمه الإمارات يومياً من ابتكارات. قليل من التأمل وسيرى كل ذي قلم سحراً يترجمه في قصيدة أو لوحة تشكيلية.
يقال إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها، الإمارات في يومها الوطني، قادة وشعباً، جزء يعمل على المحافظة على القمة، وجزء يسعى للوصول إلى قمم أخرى، إذ لا نهاية للجودة، ولا آخر للإنجاز، فكل عمل يحمل في داخله نواة التغيير والتطوير والتحسين، والإمارات ولاّدة للأحلام والأفكار والمشاريع التي ستتحول إلى إنجازات تلد أخرى، وهو منطق الحياة المتجددة، ولغة الابتكار.
الإمارات في يومها المشرق هذا، تدرك ما يحيطها وما يحيط إقليمها، لا تهدأ ولا تستكين ولا تكف عن التفكير في التحديات، إن كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، أو ثقافية، أو بيئية، وتضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمات، ولديها خطط استباقية وبرامج منتقاة لتنفيذها، وهذه سياستها الداخلية والخارجية منذ تأسيسها، هي على أهبة الاستعداد. فخلف مشهد الرخاء والنعيم والسعادة عقول لا تتوقف عن التفكير، وعيون ساهرة لا تنام، وجاهزية تامة للتصدي لكل طارئ، فلا أحد يغرّنه هذا الهدوء والفرح والمرح، ويقدم على ما سيندم عليه، والوقائع أثبتت أن المجرم ينال عقابه سريعاً، ومن يهدد أمن الإمارات سيُردع مباشرة. لنواصل احتفالنا مبتهجين مطمئنين واثقين بالله، وكل عام والإمارات واحة للأمان والاستقرار والتقدم والنجاح. وكل عام والإمارات بعز وفخر..

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق