تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بالذكرى الثالثة والخمسين لقيام اتحادها المجيد، هذا الاتحاد الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع إخوانه حكام الإمارات المؤسسين. وفي هذه المناسبة الغالية، نسلط الضوء على أحد رموز النهضة الإماراتية وقادة مسيرتها المباركة، صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يُعد نموذجاً فريداً في العطاء والبناء والتطوير، خاصة في مجالات التربية والتعليم والثقافة والتنمية الاجتماعية.
ففي زمنٍ قلَّ فيه القادة الاستثنائيون، وفي مشهدٍ نادرٍ يجمع بين الحُكم والعلم، يبرز اسم صاحب السموّ حاكم الشارقة، ومؤسس جامعة الشارقة، كأحد القادة الذين لا يجود الزمان بنظيرهم إلا فرداً بعد فرد، وحيناً بعد حين، فهو قامةٌ استثنائية، تتجلى في شخصيتها أسمى معاني الحاكم المثقف الإنسان، فهو يجمع بين الحُكم والعلم، والقيادة والفكر، والإدارة والثقافة.
لقد أرسى سموّه، بفكره النير ورؤيته الثاقبة، صرحاً علمياً شامخاً متمثلاً في جامعة الشارقة، التي غدت منارةً للعلم والمعرفة، يشع نورها في أرجاء المنطقة والعالم. ومن حسناته الطيبات الكثيرات أن فروع جامعة الشارقة استقلت اليوم، ببنيانها وقبابها، وعاضدت أمها جامعة الشارقة في خدمة المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، حتى صارت كل جامعة تتفرد بمجالاتها، وتتميز بتخصصاتها وهويتها الأكاديمية، ما يعكس عمق الرؤية التي وضعها سموّه لمستقبل التعليم العالي في الإمارة.
إن ما يميز صاحب السموّ حاكم الشارقة حقاً، هو تعدد مواهبه وتنوع إسهاماته، فهو القائد الحكيم الذي يدير شؤون إمارته بحنكة وبصيرة، وهو العالم الأكاديمي الجليل الذي يغوص في بحار المعرفة بشغف وعمق، وهو المؤرخ البارع الذي يوثق تاريخ المنطقة بدقة وأمانة، وهو الكاتب المبدع الذي تفيض قريحته بالمؤلفات القيمة التي أثرت المكتبات العربية والأجنبية، وقد أوتي -إلى هذه الفضائل والفواضل - بعداً في رؤيته المستقبلية، وبصراً بمتطلبات الواقع، وسعياً لا ينقطع في إمداد شعبه وأمته بروافد الخير والنماء من خلال مؤسساته الخيرية والاجتماعية والفكرية والأدبية، والتي أضحت اليوم محل أنظار الناس ومتعلق أفئدتهم فيما يرجونه من الرخاء والهناء.
ومن نعم الله عليَّ أنني عملت تحت قيادة صاحب السموّ حاكم الشارقة منذ عام 2005، فنهلت من معين حكمته وخبرته، واستفدت أيما استفادة من حنكته الإدارية، وحكمته الحياتية، وأخلاقه الندية، وما زلت أغترف من هذا المعين الصافي في مناسبات شتى ومجالات متنوعة، وأي شرف أجل وأعظم من قرب المرء من قائد عالم، ومربٍ فاضل..
0 تعليق