سوريون في الإمارات - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يوسف أبو لوز

دولة الإمارات العربية المتحدة.. الوطن الثاني العزيز والكريم لعشرات، بل، مئات الكتّاب والفنانين والصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب من شرق وطنهم الكبير إلى مغربه، ومن محيطه إلى خليجه بكل ترحاب واستقبال وإكرام للاسم العربي المبدع والمثقف في كل أطياف الآداب والفنون..
اليوم، أكتب عن طيف عربي مبدع من سوريا، أهل المعرفة والفكر والجمال.. «شوام» الشعر والرواية والمسرح والنقد الأدبي وصناعة الكتاب والمجلات، كما، وصناعة الجمال..
يعيش ويعمل وينتج ويفكر ويتفاءل بالحياة صف طويل من السوريين المقيمين في الإمارات، وهم جميعاً في القلب وفي المعنى النبيل لمفهوم الثقافة، والأدب والفكر.
في الثمانينات عاش في الإمارات الفنان التشكيلي الكبير عبد اللطيف الصمودي، ومن ترابها الكريم انتقل إلى مثواه الأخير، وكذلك، الناقد الأدبي السوري عزت عمر الذي غاب عن هذه الفانية قبل شهور قليلة بعدما غذّى المكتبة الثقافية الإماراتية بالعديد من الكتب البحثية الرصينة في إطار قراءات منهجية في الشعر والقصة والرواية في الإمارات..
عاش وعمل في الإمارات مسرحيون وفنانون تشكيليون ونقاد سوريون جاءوا من دمشق إلى أرض الشعر الفصيح والنبطي هنا في هذا الفضاء المفتوح لكل إبداعية عربية جميلة..
فتحت الإمارات قلبها وعقلها للروح السورية الخلّاقة منذ السبعينات وإلى اليوم، وزار الإمارات شعراء سوريون كبار مثل نزار قباني، وأدونيس، وغيرهما من الكتّاب السوريين والمسرحيين والفنانين استحقوا بجدارتهم الأدبية جوائز أدبية إماراتية رفيعة، وقامت بعض المؤسسات الثقافية الإماراتية بترجمة بعض الأعمال الأدبية السورية إلى لغات العالم من خلال مبادرات نثرية إماراتية محترمة.
الاسم العربي السوري الأدبي والثقافي، علامة جميلة من علامات الأفق الإماراتي المرحّب بكل فكر ينتمي للحياة والجمال والتسامح، وسوف نلاحظ في هذه السيرة الثقافية السورية في الإمارات مدى التفاعل الإيجابي البنّاء والحقيقي بين الروح الأدبية السورية، والروح الأدبية الإماراتية، وهما معاً أنتجتا حالة أدبية إبداعية عربية تحت عنوان الوحدة الثقافية، مرة ثانية، من المحيط إلى الخليج.
كان يُطلق على سوريا وصف الهلال الخصيب كناية عن خصب الأرض وخيراتها الزراعية، لكن سوريا هي هلال ثقافي خصيب أيضاً. منذ دمشق إحدى أقدم مدن العالم، وحتى دمشق أمس الأول التي تستعيد تاريخها ورمزيتها من اسمها الفينيقي السامي (الأرض المروية أو الأرض السمقيّة).. التي لا تجف أبداً، حتى لو انسكب عليها الكبريت والقطران..

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق