«اللحظة المناسبة».. لمن؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يبشّر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، باتفاق وشيك بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكداً أننا في «اللحظة المناسبة» لبلوغ هذه الخطوة التي استعصى على الإدارة الأمريكية إقناع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بها على مدار عام من الحرب في غزة.
ويرى جيك سوليفان، وهو أحد وجوه الإدارة الأمريكية النشطة في المنطقة هذه الأيام، وتحديداً منذ نهاية نظام بشار الأسد في سوريا، أن الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة تحققت، وهو أمر صحيح. ورغم أن الرهائن لدى «حماس» لم يستعادوا، فإن في كلام مستشار الأمن الأمريكي ما يشي بأن هذا سيكون تحصيل حاصل بعد أن فقدت الحركة كل أوراق المناورة وأنها أصبحت أكثر مرونة في التفاوض، نظراً للواقع سريع التغير حولها.
سوليفان نفسه كان يرى قبل عام بالضبط أن أمام إسرائيل شهوراً طويلة لتحقق مبتغاها من الحرب على غزة، ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، أي بعد شهرين وأيام على بدء الحرب، قال مستشار الأمن الأمريكي خلال زيارة لتل أبيب إن لما يجري في القطاع مراحل منتظرة ستستغرق وقتاً، وأهمها استهداف قيادات «حماس».
طبعاً، الاستهداف الذي تحقق بنجاح كان يبتغى منه إضعاف الحركة ودورها في غزة وتأسيس واقع سياسي جديد فيها تضمن فيه إسرائيل أمنها. والآن، وبعد عام من إعلان سوليفان هذا الهدف الإسرائيلي، يجد بنيامين نتنياهو نفسه في واقع أبعد من ذلك بكثير، فحلمه بتغييب قيادات «حماس» تحقق حاصداً الصف الأول منهم كاملاً ومعهم رؤوس «حزب الله» وبشار الأسد.
«الأمن» الذي تمناه نتنياهو من تحييد خطر غزة، حسب قناعاته، اتسعت رقعته ليشمل تدمير جبهة جنوب لبنان وقطع صلتها بمرجعيتها الإيرانية من خلال سقوط الأسد والتمدد الإسرائيلي في الجغرافيا السورية على ظهر التغيير التاريخي فيها.
وهذا كله من أجزاء «اللحظة المناسبة» التي يراها سوليفان مواتية لإكمال أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة وإتمام نشوة بنيامين نتنياهو بربيعه السياسي الذي بدأ بضربة مفاجئة من «حماس» أفرط في الرد عليها ليضمن بقاء طويلاً في ميدان السياسة، وجاءت النتائج على غير ما توقع كثيرون منا، وما انتظره رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه.
إن هذه «اللحظة المناسبة» بالمعيار الأمريكي والإسرائيلي يقابلها لا يقين في المنطقة التي كانت تنام وتستيقظ منذ بدأت حرب غزة على تحذيرات من اتساع رقعتها وجرّ مزيد من الأطراف في المنطقة إلى أتونها وفقدان السيطرة على مجرياتها. ومن غير أن يحدث هذا الاشتباك، ها هي نتائجه تترك ندوبها العميقة في ملامح المنطقة وبوتيرة أسرع مما تصور أحد.
هل يحمل عدم اليقين المنطقة إلى مزيد من دوائر الخطر، أم أن الوقائع التي قادت إليه تكفي وستفرض واقعاً جديداً يدوم طويلاً؟

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق