شهدت جهة الداخلة – وادي الذهب، بوابة المملكة المغربية نحو عمقها الإفريقي، خلال السنة التي توشك على الانقضاء، دينامية تنموية قوية على كافة المستويات.
وتفتح المشاريع المتعددة المنجزة بجهة الداخلة وادي الذهب، بفضل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، آفاقا واعدة لمنطقة ستصبح قطبا اقتصاديا واستثماريا رائدا ومركزا إقليميا دوليا حقيقيا.
وفي مجال البنية التحتية، تتقدم العديد من المشاريع الاستراتيجية بوتيرة مستدامة، أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي الذي بلغت نسبة أشغاله 26%. وتهدف هاته البنية التحتية المينائية إلى أن تصبح مركز ا بحري ا رئيسي ا في إفريقيا، يربط القارة بالأسواق الدولية.
الأمر ذاته ينطبق على محطة تحلية مياه البحر بالداخلة، التي تجاوزت نسبة تقدم الأشغال فيها 57%. وسيوفر هذا المشروع المبتكر، المزود بالكامل بالطاقة الريحية، حلا صديق ا للبيئة فيما يتعلق بإمدادات مياه الشرب والري.
وبخصوص البنية التحتية للطرق، يشكل المشروع الضخم للطريق السريع تزنيت-الداخلة (1055 كلم)، الذي يوجد في مرحلته النهائية والذي تبلغ كلفة إنجازه حوالي 10 ملايير درهم، رافعة هيكلية اقتصادية واجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة وأنها ستعمل بشكل دائم على تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي.
وعلى مستوى تنظيم أبرز الأحداث، عززت مدينة الداخلة مكانتها كوجهة مفضلة في هذا المجال، وكرست نفسها كفضاء رفيع للنقاش حول القضايا المرتبطة بمستقبل إفريقيا.
وهكذا، احتضنت لؤلؤة الجنوب، خلال سنة 2024، العديد من الأحداث الكبرى، التي جمعت شخصيات بارزة من عوالم الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة، بما في ذلك الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، والمنتدى الإفريقي لصناعات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية “Seafood 4 Africa 2024″، والنسخة الرابعة من منتدى “المغرب الدبلوماسي-الصحراء”.
وفي الجانب الثقافي، شهدت الداخلة، خلال سنة 2024، دينامية قوية ضمن هذا المشهد، بفضل سلسلة من الأحداث الثقافية والفنية، ذات الأبعاد المحلية والوطنية والدولية، ومن بينها الدورة الـ12 للمهرجان الدولي للداخلة والدورة الرابعة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب والنشر.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تميزت سنة 2024 بافتتاح القنصلية العامة لجمهورية تشاد، وانعقاد أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون المغرب-غامبيا.
كما استقبلت الداخلة، خلال السنة التي تشارف على الانقضاء، العديد من الوفود والمستثمرين الأجانب الذين حلوا بالمدينة لاستكشاف فرص الاستثمار والاطلاع عن كثب على ديناميات التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
كما أنه لم يتم إغفال العرض الصحي والرعاية الصحية في هاته الجهة، إذ تم تعزيزه من خلال افتتاح جامعة محمد السادس للعلوم والصحة (UM6SS)، التابعة لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، وافتتاح المصحة الدولية الداخلة، بالإضافة إلى خمسة مراكز صحية حضرية وقروية بإقليم وادي الذهب.
وفي المجال الرياضي، باتت مدينة الداخلة تعزز مكانتها كوجهة عالمية لمختلف التخصصات الرياضية، من خلال استضافتها بنجاح للعديد من المسابقات بما في ذلك الدورة التاسعة لتظاهرة “الداخلة داون وايند تشالنج”، والنسخة الثانية من كأس القارات في رياضة “البادل”، والنسخة الأولى من المسابقة الوطنية والدولية للصيد السياحي الرياضي والنسخة الـ 14 من كأس العالم “للكايت سورف” والنسخة الثالثة في رياضة “الوينج فويل” Wingfoil.
وتعكس دينامية التنمية القوية التي تعيشها جهة الداخلة وادي الذهب الجهود الحثيثة التي يبذلها جميع الفاعلين لجعلها مركزا حقيقيا للتبادل بين إفريقيا وأوروبا والبوابة الرئيسية للولوج نحو إفريقيا.
0 تعليق