الحافلات المدرسية.. رحلة إرهاق بدني وذهني للطلبة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: شيخة النقبي

سيناريو رحلة الطلاب في الحافلات المدرسية والتي قد تستغرق أكثر من ساعة صباحاً ومثلها خلال العودة من المدرسة يتكرر في كل عام في عدد من المدارس الحكومية والخاصة، ويضطر غالبية الطلبة إلى الانتظار في المواقع المخصصة في الشارع وأمام البنايات بعد الانتهاء من صلاة الفجر لانتظار الحافلات المدرسية، وتعتبر إحدى القضايا التي يعانيها الطلاب الذين يستخدمون الحافلات المدرسية وكذلك أولياء الأمور، الذين يقدمون الشكاوى والاقتراحات لمحاولة إيجاد حلول مع إدارات المدارس، وذلك لتفادي طول رحلة الحافلة، مطالبين بزيادة عدد الحافلات واستخدام الصغيرة لتقليل مدة الرحلة، وذلك بسبب أن العديد من الطلاب يعانون من طول مدة جلوسهم في الحافلة، إضافة إلى مشاكل لأولياء الأمور بسبب تأخر موعد وصول أبنائهم إلى المنزل، ما يترتب عليه شعورهم بالقلق والتوتر.
أحد أسباب هذه القضية أن العديد من المدارس الخاصة تدعو إلى تسجيل الطلبة في مناطق بعيدة عن موقعها الجغرافي، بهدف تحقيق مكاسب مالية في الدرجة الأولى من دون مراعاة لراحة الطلبة ومن دون النظر إلى مدى تأثر الطلبة بطول بقائهم في الحافلة وما ينتج عنه من التأثيرات السلبية.
خلال هذه الفترة، حيث ساعات النهار القصيرة يضطر طلاب المدارس إلى مغادرة المنزل صباحاً بعد صلاة الفجر للحاق بالحافلة التي قد تظل تجوب الشوارع أكثر من ساعة لجمع طلبة المدارس، ما يشكل إرهاقاً للطلبة.
تطبيق «سلامة»
مركز النقل المتكامل أطلق العام الماضي تطبيق «سلامة» الذكي، الذي يمكّن أولياء الأمور من متابعة رحلات أبنائهم، والذي يندرج تحت نظام ذكي موحد ومتكامل لإدارة النقل المدرسي، وتم تطويره بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة، ويهدف إلى الارتقاء بمستويات الأمن والسلامة للطلبة أثناء تنقلهم في الحافلات المدرسية، ورفع مستوى الطمأنينة لدى أولياء الأمور في قطاع النقل المدرسي من خلال تعزيز التواصل بينهم وبين المدارس.
ومن خصائص التطبيق، معرفة حالة وتفاصيل الرحلات المدرسية الآنية ووقت انطلاق كل رحلة واتجاهها ووقت صعود الطالب إلى الحافلة أو النزول منها مع خاصية الإبلاغ عن الغياب، فضلاً عن معرفة وقت الوصول أو ساعة الوصول المتوقعة إلى المدرسة أو المنزل، وإرسال الإشعارات عبر التطبيق قبل وصول الحافلة بوقت معين، مع توفير تفاصيل السائق والمشرفة وإمكانية التواصل المباشر مع كل من المشرفة والمشغلين.
نظام مركزي
وتتكون مخرجات المنظومة من نظام مركزي وتطبيقات ذكية مُتاحة لأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية والجهات المشغلة للنقل المدرسي والسائقين ومشرفات الحافلات، حيث يمكّن الجهات المعنية بالنقل المدرسي من مراقبة رحلة الطلبة وتنقل الحافلات المدرسية والتواصل معها بشكل آني على الطريق، الأمر الذي يعزز مستوى الثقة والطمأنينة لدى أهالي الطلاب، ويرفع من قدرة الجهات المختصة على الاستجابة السريعة للحالات الطارئة وسرعة الوصول إلى الحافلة بدقة.
كما يمكّن المشرفة من تسجيل صعود الطالب إلى الحافلة ونزوله منها ورفع تقرير عن حالة الرحلة المدرسية، ووضع أي ملاحظات في النظام الذكي حول أي أمر طارئ أثناء الرحلة فيما تتم المتابعة من خلال مركز التحكم في المركز، فضلاً عن توفير بيانات دقيقة تدعم عمليات تخطيط وتنفيذ وتطوير المشروعات الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز أمن وسلامة الطلبة والارتقاء بجودة خدمات النقل المدرسي في إمارة أبوظبي. وتوفر المنصة المركزية آلية لمراقبة وتقييم أداء الجهات المختصة في النقل المدرسي من خلال متابعة وصول الطلبة في الوقت المحدد، كما يراعي النظام الازدحام المروري حول المدارس، حيث يقوم باحتساب وقت بدء الرحلة بالفترة الصباحية منذ صعود أول طالب للحافلة ووقت إغلاق الرحلة وكذلك وقت الخروج من المدرسة، إضافة إلى مراعاة الحركة المرورية أثناء أوقات الذروة أيضاً.
أضرار نفسية
«الخليج» التقت بأخصائيين نفسيين وعدد من مديري المدارس وأولياء الأمور والطلاب للوقوف على أسباب تأخر مدة قضاء الطالب في الحافلة المدرسية ومعرفة أسبابها والإجراءات التي يتم اتخاذها لمعالجتها، للاطمئنان على سلامة الطلاب من دون أي معوقات للوصول إلى المدرسة.
الأخصائية النفسية فاطمة الصرايرة، قالت: «تأخير الطلاب في حافلات المدرسة سواء أثناء الصباح أو في العودة من الدوام يمكن أن يترتب عليه عدة أضرار نفسية، خاصة إذا تكرر بشكل مستمر، ومن هذه الأضرار القلق والتوتر، حيث إن التأخير يمكن أن يسبب شعوراً بالقلق والتوتر لدى الطلاب، خصوصاً إذا كانوا يواجهون خوفاً من العقوبات أو الخوف من فقدان بداية الدرس أو النشاطات المدرسية المهمة، والشعور بالفوضى وعدم التنظيم، وذلك لأن تأخر الطالب في الحافلة قد يعزز شعوره بعدم القدرة على التحكم في وقته، ما يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي وازدياد شعوره بالفوضى، والإرهاق الذهني والجسدي والتأخير المتكرر قد يؤدي إلى إرهاق ذهني وجسدي للطلاب نتيجة الإجهاد الناتج عن التوتر والانتظار الطويل».
وأضافت: «فيما يتصل بالتأثير في التحصيل الدراسي، التأخر في الوصول إلى المدرسة قد يسبب للطالب مشاكل في بدء اليوم الدراسي، ما يؤثر في تركيزه ويعيق قدرته على متابعة الدروس بشكل فعال، والإحساس بالعزلة لأن الطلاب الذين يتأخرون في الحافلة قد يفتقدون فرصة التفاعل مع زملائهم في بداية اليوم الدراسي أو في نهاية اليوم، ما يحد من تواصلهم الاجتماعي ويشعرهم بالعزلة».
زمن الرحلة
وقال سامح يونس مدير مدرسة خاصة: «توفر لنا الحافلات المدرسية شركة خاصة منذ 7 سنوات، وبلغ عدد الحافلات التي تحتاج إليها المدرسة 8 حافلات، ومنذ بداية العام الدراسي لم تواجهنا مشكلة، حيث قمنا بتقديم وقت خروج الطلبة ظهراً لتفادي تأخر وصولهم للمنزل، كما أن الوقت الزمني لأطول رحلة للطالب يبلغ 40 دقيقة».
وأضاف أن مدرسته وضعت حداً أقصى لزمن رحلة الحافلة المدرسية وحددته ب 45 دقيقة في الاتجاه الواحد، كما عملت على قبول تسجيل الطلاب في محيط المناطق التي تخدمها حافلاتها، ووفرت حافلات تتناسب مع أعداد الطلاب المسجلين لديها.
60 دقيقة
وقال لي داباجيا، مدير إحدى المدارس الخاصة: «منذ بداية العام الدراسي قمنا بزيادة عدد الحافلات، لضمان عدم بقاء الطالب مدة تزيد على ساعة، كما توفر المدرسة مسؤول للحافلات، حيث يقوم بتوزيع الطلاب على الحافلات وفقاً للمناطق السكنية وخط السير، للتأكد من وصولهم في الوقت المحدد، كما يتم إخبار أولياء الأمور مسبقاً بموعد وصول الحافلة صباحاً وظهراً، وذلك لعدم تأخرهم في استلام الطالب، وجميع حافلات المدرسة تستغرق في حدود 60 دقيقة منذ ركوب أول طالب بالحافلة حتى نزول آخر طالب في المدرسة، كما هي الحال في وقت انتهاء الدوام المدرسي».
حافلات صغيرة
اشتكى عدد من الطلاب من قضائهم لوقت طويل في الحافلة خلال الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، مطالبين بزيادة عدد الحافلات، كما طالب عدد من أولياء الأمور بضرورة التزام الطلاب بأوقات مرور الحافلة المدرسية صباحاً، حيث يتأخر بعض الطلاب عند ركوبهم، كما طالبو بزيادة عدد الحافلات واستخدام الصغيرة لتقليل وقت الرحلة المدرسية، موضحين أن الطالب يمضي يومياً ساعتين في الحافلة للذهاب إلى المدرسة والعودة منها.
وقالت ولية الأمر أم راشد آل علي: «ابني يضطر للنزول من المنزل بعد صلاة الفجر لانتظار الحافلة المدرسية، ويعود بعد رحلة طويلة، ولاحظت في الصباح الباكر عند وصول الحافلة المدرسية للمنازل التي بقرب منزلي تأخر بعض الطلاب في الخروج، ما يترتب عليه تأخر وصول الطلاب للمدرسة، فأتمنى التزام أولياء الأمور بوقت وصول الحافلة صباحاً وظهراً لضمان عدم بقاء الطلاب وقتاً أطول في الحافلة المدرسية».
زيادة الحافلات
وتضيف ولية الأمر أم محمود سعيد: «يومياً وعند رجوع ابني من المدرسة يكون متعباً ومنهكاً وعند سؤالي له عن السبب يقول بسبب طول وقت قضائه في الحافلة المدرسية، حيث ينتهي الدوام المدرسي الساعة 2:00 بعد الظهر بينما يصل في الساعة 3:15، وأطالب بزيادة عدد الحافلات في المدرسة، وتقليص عدد الطلاب في الحافلة واستخدام حافلات صغيرة، خاصة أننا ندفع رسوم استخدام تصل إلى 5000 درهم سنوياً».
أما ولية الأمر أم جمعة أحمد تقول: «معظم الطلاب يصلون إلى المنزل قرب العصر متعبين، حيث لا يوجد وقت للدراسة».
ساعتان يومياً
وتقول الطالبة يمامة إسماعيل: «يستغرق وصولي إلى المدرسة صباحاً ساعة كاملة بينما وصولي إلى المنزل يستغرق أكثر من ساعة، أي امضي أكثر من ساعتين يومياً في الحافلة المدرسية، وذلك لأننا في الحافلة من منطقتين مختلفتين، وكما أن عدد الطالبات في الحافلة كبير جداً، حيث إن آخر حصة دراسية تكون في الساعة الثالثة بعد الظهر وأصل إلى البيت في الساعة الرابعة وعشر دقائق، وقد أبلغت مديرة المدرسة وبالفعل تجاوبت معي بإضافة حافلة جديدة». ويضيف الطالب سليمان الزعابي: «اذهب يومياً للمدرسة بالحافلة المدرسية، واستيقظ صباحاً في الساعة 5:40، وبحكم أني حلقة ثانية تصل الحافلة مبكراً الساعة 6:20 صباحاً، وأصل للمدرسة خلال ساعة من قضائي في الحافلة، والمسافة التي تبعد من المدرسة للبيت تقريباً ثلث ساعة بالسيارة».
ويقول الطالب محمد خوري: «أذهب يومياً بالحافلة المدرسية، وهي من أكبر الحافلات، حيث يصل عدد الطلاب إلى 45 طالباً، مما يترتب عليه توقف الحافلة 45 مرة، وهذه إحدى الأسباب لمجيء الحافلة يومياً في وقت مبكر، حيث تصل الحافلة لمنزلي 6:15 صباحاً وأصل للمدرسة في الساعة 7:00 صباحاً».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق