تتواصل على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية بعمالة فاس عملية تلقيح التلميذات والتلاميذ ضد داء الحصبة (بوحمرون)، وذلك في إطار الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة.
وتشهد هذه العملية الهامة التي انطلقت مؤخرا إقبالا كثيفا للتلميذات والتلاميذ، وتعبئة وانخراطا قويا للأطر الإدارية والتربوية والطبية وجمعيات آباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ.
وكان تلميذات الثانوية التأهيلية أم البنين بفاس، صباح اليوم الخميس، على موعد مع هذه الحملة، حيث أقبلن بكثافة على عملية التلقيح من أجل الوقاية من داء الحصبة، بعدما استفدن طيلة الأسابيع الماضية من حملات توعوية تحسيسية بخطورة هذا الداء أشرفت عليها الأطر التربوية والإدارية للمؤسسة.
ولهذا الغرض، عبأت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بفاس طاقما طبيا وتمريضيا وإداريا متخصصا للإشراف على عملية تلقيح تلميذات المؤسسة، وضمان مرورها في احسن الظروف.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس قسم التخطيط والخارطة المدرسية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس – مكناس، والمكلف بتدبير المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بفاس، أحمد غنينو، أن عملية التلقيح الاستدراكي التي انطلقت منذ يومين متواصلة وتعرف إقبالا مكثفا للتلميذات والتلاميذ، نتيجة الحملة التواصلية التي قامت بها المديرية الإقليمية بتنسيق وشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بفاس والمديرية الجهوية للصحة بفاس – مكناس.
وأكد السيد غنينو على أهمية هذه الحملة، التي تتواصل بوتيرة جيدة بمختلف المؤسسات التعليمية بعمالة فاس بانخراط قوي للأطر الإدارية والتربوية وجمعيات الآباء، وبتنسيق تام مع السلطات الترابية والصحية والمجتمع المدني، في حماية التلميذات والتلاميذ والوسط المدرسي.
وأكد المسؤول التربوي، أيضا، على مواصلة التعبئة والتواصل والتحسيس حول أهمية حملة التلقيح ضد داء الحصبة لحماية التلميذات والتلاميذ والوسطين التعليمي والأسري، واستمرار الحملات التوعوية التحسيسية داخل الفصول الدراسية، مشيدا بالدور الكبير للأطر التربوية في إنجاح هذه العملية.
وأشار إلى أنه تم، على مستوى المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بفاس، تشكيل خلية لليقظة لتتبع هذه العملية عن كثب، وتعزيز التواصل مع المؤسسات التعليمية والسلطات الصحية والترابية.
من جهتها، أفادت المكلفة بالبرنامج الوطني للتلقيح بمصلحة شبكة المؤسسات الصحية بمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة فاس، سعيدة شومي، في تصريح مماثل، بأن حملة تلقيح التلميذات والتلاميذ ضد داء الحصبة ومراجعة الدفاتر الصحية تسير بوتيرة جيدة وتشهد إقبالا كبيرا، بفضل تضافر جهود المديرية الجهوية للصحة والمندوبية الإقليمية للقطاع ومصلحة شبكات المؤسسات الصحية، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية.
وأضافت أن حملة التلقيح ضد داء الحصبة تشمل في الآن ذاته المؤسسات التعليمية التي تتوفر على داخليات وكذا المؤسسات الأخرى، مشيدة في السياق ذاته بالانخراط الكبير للأطر التربوية والطبية والتمريضية لإنجاح هذه العملية.
وأشارت شومي إلى أنه منذ بدء الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في 28 أكتوبر من سنة 2024، تم تضافر الجهود لمراجعة جميع الدفاتر الصحية واستدراك التلقيحات الناقصة عند الفئة العمرية التي تشملها الحملة أي الفئة العمرية بين 0 و 18 سنة، مضيفة أنه يتم تلقيح الأطفال البالغين من العمر أقل من 5 سنوات بالمؤسسات والمراكز الصحية.
وأشادت، أيضا، بالنتائج المهمة التي تم تحقيقها في ما يتعلق بمراجعة الدفاتر الصحية واستدراك تلقيح الأطفال سواء الفئة أقل من خمس سنوات أو الفئة المتمدرسة.
واعتبرت السيدة شومي، في السياق ذاته، بأن التلقيح الذي يعتبر “آمنا وفعالا” هو الوسيلة الوحيدة للوقاية ضد داء الحصبة وأثبت نجاعته وفعاليته في محاربة هذا الداء، مشيرة إلى أنه متوفر بالمجان في جميع المؤسسات والمراكز الصحية.
يشار إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أطلقت منذ 28 أكتوبر 2024، حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الداخلية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى شركاء محليين آخرين.
وتهدف هذه الحملة التي تشمل الأطفال المتمدرسين وغير المتمدرسين، والتي تهم بالأساس، استدراك التلقيح ضد مجموعة من الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال، والدفتيريا (الخناقية)، والسعال الديكي (العواية)، والحصبة (بوحمرون)، والكزاز (التيتانوس)، إلى التحقق من استفادة الأطفال دون سن 18 سنة من جميع جرعات اللقاحات المدرجة في الجدول الوطني للتلقيح.
0 تعليق