"وباء" من نوع آخر.. دراسة تدق ناقوس الخطر بسبب السوشيال ميديا - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

2025-02-09T17:59:03+00:00

font

Enable Reading Mode

A- A A+

شفق نيوز/ توصلت دراسة أميركية استمرت 9 أعوام، إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، مرتبط بزيادة الشعور بالوحدة على المدى الطويل.

وأوضح الباحثون من جامعة بايلور، أن نتائج الدراسة، التي نشرت الجمعة الماضي، بدورية (Personality and Social Psychology Bulletin)، تؤكد أن المنصات الرقمية التي صُممت لتعزيز التواصل قد تسهم في انتشار "وباء الوحدة".

وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، إذ تتيح التواصل الفوري مع الآخرين من أي مكان. ورغم دورها في تسهيل تبادل المعلومات وبناء المجتمعات الرقمية، فإنها تحمل آثاراً سلبية محتملة على الصحة النفسية. وأظهرت الأبحاث أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات قد يزيد مشاعر العزلة والقلق، خصوصاً عندما تكون بديلاً عن التفاعل الاجتماعي الحقيقي.

وأجرى الفريق الدراسة طويلة الأمد، لفحص تأثير الاستخدام النشط والسلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشعور بالوحدة. وأظهرت النتائج أن الاستخدام السلبي كان مرتبطاً بزيادة تدريجية في الشعور بالوحدة، حيث يعزز المقارنة الاجتماعية؛ ما قد يؤدي إلى مشاعر النقص والعزلة.

كما وجد الباحثون أن الاستخدام النشط (النشر والتفاعل مع الآخرين) لم يكن كافياً لتقليل الشعور بالوحدة؛ بل كان مرتبطاً أيضاً بزيادة العزلة، نظراً لأن التفاعلات الرقمية لا تعوض عن التواصل العاطفي العميق الذي يتحقق من خلال اللقاءات المباشرة.

وكشفت الدراسة عن علاقة ثنائية الاتجاه بين الشعور بالوحدة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يميل الأشخاص الذين يعانون من الوحدة إلى قضاء المزيد من الوقت على هذه المنصات، مما يؤدي إلى تفاقم الشعور بالوحدة وخلق حلقة مفرغة.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج تؤكد أن التفاعل الرقمي لا يمكن أن يكون بديلاً كاملاً عن التواصل الشخصي، وهذا يبرز أهمية تعزيز العلاقات الواقعية والتفاعلات المباشرة للحفاظ على الصحة النفسية.

كما يمكن أن تساعد الدراسة صُنّاع السياسات والمتخصصين في الصحة النفسية على تطوير إرشادات لاستخدام أكثر توازناً لوسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يسهم في تقليل آثارها السلبية على الصحة العقلية.

وشدد الفريق على ضرورة توعية الأفراد بالمخاطر المحتملة للاستخدام المفرط وغير المدروس لوسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على تبنّي استراتيجيات أكثر صحة في استخدامها.

وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطرق تعزز الرفاهية بدلاً من تفاقم الشعور بالوحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق