2025-02-10T13:19:39+00:00
Enable Reading Mode
A- A A+
شفق نيوز/ اكتشف فريق من الباحثين في جامعة كولورادو، في خطوة غير متوقعة، أن حليب الثدي البشري قد يكون له خصائص علاجية مذهلة في تسريع شفاء جروح العين.
فقد أفادت الدكتورة إميلي ماكورت، الأستاذة المساعدة في طب العيون بجامعة كولورادو، أن والدة مريضة صغيرة أخبرتها في وقت سابق أنها استخدمت حليب ثديها بدلاً من المرهم الموصوف لعلاج حرق كيميائي في عين طفلها. وقد أثار هذا التصرف الفضول لدى ماكورت، التي بدأت التحقيق في الفوائد المحتملة لحليب الثدي في علاج الإصابات العينية.
وأظهرت دراسة حديثة، نشرها باحثو طب العيون وطلاب الطب في جامعة كولورادو، أن حليب الثدي البشري يعزز التئام جروح القرنية بشكل أسرع مقارنة بالعلاج التقليدي مثل المحلول الملحي أو الأدوية الموضعية.
وأجرت قائدة الدراسة، الدكتورة سارة بيمبل، تجارب على نماذج حيوانية فحصت فيها التأثيرات العلاجية لحليب الثدي على جروح القرنية.
واكتشف الفريق زيادة في "إعادة الظهارة"، وهي عملية تجديد الخلايا المفقودة أثناء التئام الجروح، في القرنية المعالجة بحليب الثدي.
وأشار الدكتور مارك بيتراش، الأستاذ الفخري في طب العيون، إلى أن التعافي السريع مهم بشكل خاص في حالات إصابات العين لتجنب العدوى التي قد تتسبب في مزيد من الأضرار. وأضاف: "كلما التئمت الجروح أسرع، كانت النتيجة أفضل. يبدو أن حليب الثدي يعزز هذه العملية بشكل فعال".
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى المكونات الدقيقة في حليب الثدي التي تساهم في هذا التأثير العلاجي، إلا أن ماكورت تشير إلى أن حليب الثدي قد يحتوي على مكونات مشابهة لتلك الموجودة في "دموع المصل" – وهي دموع معزولة من دم المريض تحتوي على عوامل نمو وبروتينات مشابهة لتلك التي في الدموع الطبيعية. وهذه المكونات قد تساهم في تعزيز الشفاء والوقاية من الالتهابات.
وتقول ماكورت: "يبدو أن لحليب الثدي خصائص مشابهة لدموع المصل، لكننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم السبب وراء فعاليته. وإذا توصلنا إلى معرفة كيفية الاستفادة منه، قد نتمكن من تحويله إلى علاج فعّال مثل قطرات العين".
وأكد بيتراش أن حليب الثدي يحتوي على مكونات معقدة مثل السكريات والبروتينات وعوامل النمو التي قد تساهم في خصائصه العلاجية. وقال: "نحن في بداية اكتشاف فوائد حليب الأم الطبية، والتحدي يكمن في تحديد المكونات الأساسية التي تجعل له هذا التأثير العلاجي".
وبينما تشدد ماكورت على أهمية استشارة الأطباء عند حدوث إصابات عينية للأطفال، تأمل أن تساهم أبحاثها في تطوير خيارات علاجية جديدة قائمة على حليب الأم في المستقبل.
0 تعليق