الصويرة: اختتام الدورة الثالثة لمهرجان “روح الثقافات” بالدعوة إلى التزام متجدد من أجل السلام - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

أسدل الستار اليوم الأحد ببيت الذاكرة بالصويرة، على فعاليات النسخة الثالثة لمهرجان “روح الثقافات” بالدعوة إلى التزام متجدد من أجل السلام والحوار بين الثقافات.
فعلى مدى ثلاثة أيام عاشت مدينة الرياح على إيقاع لقاءات ونقاشات وحفلات احتفت بغنى التراث الروحي المشترك بين الديانات التوحيدية الثلاث، بمشاركة ثلة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والدينية المرموقة قدموا لتبادل أفكارهم حول رهانات الحوار الديني والعيش المشترك.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، السيد أندري أزولاي، أن “هذا اللقاء ليس فقط مجرد حدث ثقافي بسيط، بل يرسخ فعل الصمود ويعد تأكيدا على أنه في مواجهة التوترات والانقسامات والتطرف الذي ينخر عالمنا، نختار أن نجتمع معا ونتحاور ونبني الجسور بدلا من الجدران “.
وقال “يجب أن لا ننسى أبدا، أن حضاراتنا عرفت كيف تجعل من التنوع قوة. منذ زمن بعيد خلال القرون ال12 و13 و14، التقت الديانات التوحيدية الثلاث لفهم بعضها البعض بشكل أكثر وتنوير العالم. واليوم في القرن ال21 مع وصول تكنولوجياتنا إلى القمة نلاحظ انحدار إنسانيتنا. هناك مفارقة مقلقة هنا وإشارة تحذير يجب أن ننتبه إليها”.
وتابع “يتعين علينا مواصلة الدفاع عن قيمنا، والتحدث، والعمل للحفاظ على ما يجعل إنسانيتنا غنية على الدوام”، مذكرا بأن المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى نموذجا متفردا في مجال التعايش السلمي.
من جانبها، أبرزت وزيرة الثقافة والرياضات بحكومة إقليم الأندلس، باتريسيا ديل بوزو فرنانديز، أهمية الحفاظ على “روح الصويرة” ونقلها إلى ما هو أبعد من هذه الأيام من اللقاء والحوار.
وقالت “لا نغادر الصويرة بنفس الطريقة التي وصلنا بها. نغادر وقد نضجنا وأصبحنا أكثر ثراء من الداخل ونحمل طاقة جديدة وأملا متجددا”.
من جانبه، شدد ممثل مؤسسة الثقافة الإسلامية والتسامح الديني (إسبانيا)، على أهمية هذا اللقاء كدلالة قوية على الإرث الأندلسي والتقليد العريق للعيش المشترك الذي يوحد ضفتي حوض المتوسط.
وأضاف أن “الصويرة تجسد هذه الذاكرة المشتركة، وهذا الجسر بين الشرق والغرب، وبين الثقافات والروحانيات. اليوم وأكثر من أي وقت مضى على عاتقنا مسؤولية إحياء هذا التراث وجعله رافعة لبناء مستقبل السلام والتفاهم المتبادل”.
وفي نفس السياق، جدد متدخلون آخرون التزامهم بجعل الصويرة فضاء دائما للحوار والتفكير حول احترام التنوع الثقافي والديني.
من جهة أخرى، تميز اليوم الختامي بتنظيم ندوة حول “دور الزوايا في نقل التدين الشعبي وتعزيز الروابط الاجتماعية”، حيث سلط العديد من المتدخلين مغاربة وأجانب، الضوء على التقارب الأساسي بين الزوايا المغربية والطرق الصوفية بإسبانيا، مؤكدين على دورها التاريخي والمعاصر كرافعة للروحانية والتماسك الاجتماعي ونقل القيم الأخلاقية والثقافية.
كما تميزت هذه النسخة الاستثنائية المنظمة تحت شعار “روحانياتنا المشتركة.. بين الأخلاق والجمال”، بعروض موسيقية وفنية سلطت الضوء على غنى التقاليد الصوفية للإسلام واليهودية والمسيحية، وعكستp قوة اللغة العالمية للفن والروحانية.
وبفضل هذه البرمجة الغنية والمتنوعة، يؤكد المهرجان الدولي “روح الثقافات”، المنظم بشراكة بين جمعية شباب الفن الأصيل للسماع والتراث والزاوية القادرية بالصويرة ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ومؤسسة ماتشادو بإشبيلية، مرة أخرى، دوره كجسر بين الثقافات والتقاليد، جاعلا من مدينة الرياح نموذجا حيا للحوار والتعايش المشترك.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق