أندريه تشارابيناك*
تشير أحدث الدراسات إلى أن سكان الإمارات يخصصون نسبة متزايدة من دخلهم لتحسين جودة حياتهم، حيث يزداد اهتمامهم بالرفاهية والاستدامة. هذا التحول الملحوظ في سلوكيات المستهلكين يترك أثراً مباشراً في قطاع العقارات، ما يتيح لشركات التطوير العقاري الفرصة لتصميم استراتيجيات عقارية ذكية تتوافق مع هذه التوجهات الجديدة، وتلبي تفضيلات سكان الإمارات المتغيرة والمتطورة.
ومن أبرز المشاريع التي تعكس هذا التحول، مشروع «مانتا باي» في جزيرة المرجان برأس الخيمة، إذ يتميز هذا التطوير بدمجه بين الابتكار المعماري والتركيز على الاستدامة، ليكون انعكاساً واضحاً للطلب المتزايد على الحياة الراقية والصحية. ويتضمن المشروع أول شاطئ سماوي على السطح في العالم، إضافة إلى مزرعة أكواريوم «المانتا راي» التي تسعى للحفاظ على البيئة البحرية، ما يجعله رمزاً مميزاً وأيقونة بارزة في المنطقة.
وشهدت الإمارات تحولاً جذرياً في أنماط الإنفاق، حيث أصبح السكان يولون اهتماماً أكبر بالتجارب التي توفر لهم رفاهية مستدامة، بدءاً من اقتناء المنتجات الفاخرة وصولاً إلى الاهتمام بالصحة والعافية. ولم يكن قطاع العقارات بمنأى عن هذا الاتجاه، إذ يتطلع المشترون إلى امتلاك عقارات لا تقتصر فقط على توفير مساحة للسكن، بل تعكس قيمهم وأسلوب حياتهم الفريد. وهذا الطلب المتزايد يدفع المطورين لتقديم ما يتجاوز مفهوم الفخامة التقليدية، والتركيز على ميزات تدمج بين الرفاهية الشخصية، والاستدامة، والتكنولوجيا الذكية.
ولضمان الريادة في هذا السوق المتطور، يجب على المطورين اعتماد استراتيجية عقارية ذكية تستجيب لتلك التغيرات. وتشمل هذه الاستراتيجية عدة ركائز أساسية:
* تصميم مستدام وصديق للبيئة: تعتمد المشاريع الحديثة بشكل متزايد على تقنيات البناء الأخضر والممارسات المستدامة. والعقارات التي تُبنى باستخدام مواد موفرة للطاقة، وأنظمة إدارة المياه المتقدمة، ومصادر الطاقة المتجددة، تجذب المشترين الذين يضعون حماية البيئة والاستدامة على رأس أولوياتهم.
* عقارات معززة للصحة: مع ارتفاع الإنفاق على الصحة والعافية، تزداد أهمية المشاريع التي تدمج ميزات مثل المنتجعات الصحية، ومراكز اللياقة البدنية، والمساحات الخضراء المتصلة بالطبيعة، حيث تلقى هذه الميزات اهتماماً كبيراً لدى المشترين الذين يسعون إلى حياة صحية متكاملة.
* تكامل التكنولوجيا الذكية: لم تعد أنظمة التشغيل الآلي للمنازل، وأنظمة الأمن المعتمد على الذكاء الاصطناعي، والأجهزة الذكية مجرد رفاهية، بل أصبحت من الضرورات الأساسية. والمنازل المجهزة بهذه التقنيات المتطورة تجذب المستهلكين الباحثين عن نمط حياة معتمد على التكنولوجيا الذكية وحلول معيشية مبتكرة.
* فخامة مُتفردة: يتطلع المستهلكون اليوم إلى الفخامة الشخصية، بما في ذلك التصاميم الداخلية القابلة للتخصيص، ووسائل الراحة الخاصة، وخدمات الكونسييرج الحصرية.
* تطوير مجتمعات حيوية: لم يعد السكن مقتصراً على المنزل الفردي، بل يتطلع السكان إلى مجتمعات توفر فرص التفاعل الاجتماعي، والراحة، والإحساس بالانتماء. والمشاريع التي تقدم مساحات اجتماعية ومراكز تجارية وتجارب ترفيهية ستكون مطلوبة بشدة.
ومع استمرار سكان الإمارات في السعي نحو تعزيز مستوى رفاهيتهم، يجب أن تعكس استراتيجيات العقاريين هذا التحول، من خلال توفير مساحات معيشية مخصصة تركز على العافية والاستدامة. عبر دمج التكنولوجيا الذكية، والتصاميم الصديقة للبيئة، والمزايا المجتمعية.
* الرئيس التنفيذي لشركة «ميجر للتطوير العقاري»