من المنتظر ان تحتضن اليوم مدينة مراكش لحظة تاريخية بتوقيع البروتوكول الرسمي لإحداث أول مقر قاري دائم للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في أفريقيا. وسيشرف على هذا الحدث رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، بحضور رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، إلى جانب نخبة من رؤساء الاتحادات الكروية العالمية ولاعبين مرموقين من أفريقيا وأوروبا.

وسيكون المقر القاري الجديد في المغرب نموذجًا مشابهًا لمقر الفيفا الإقليمي في باريس، ويمثل جزءًا من استراتيجية الفيفا التوسعية لتعزيز حضورها على المستوى العالمي، ويأتي هذا الإنجاز بعد تدشين مقر قاري في ميامي الأمريكية.

لن يقتصر دور المقر الجديد على الإشراف الإداري فقط، بل سيضطلع بمهام مواكبة استعدادات المغرب لاستضافة مونديال 2030، بمشاركة فريق إداري دولي وكفاءات مغربية.

كما يُتوقع أن يكون مركزًا لتطوير كرة القدم الأفريقية، بما يتماشى مع المبادرات التي يشرف عليها فوزي لقجع، عضو المجلس التنفيذي للفيفا، والتي تهدف إلى دعم الحكامة والبنية التحتية الرياضية في القارة.

تميز المغرب في السنوات الأخيرة بكونه وجهة مفضلة للمنتخبات الأفريقية التي تعاني من نقص التجهيزات الرياضية، حيث وفر لها ظروفًا مثالية لإجراء المباريات والمعسكرات التدريبية.

هذه الجهود، التي أشاد بها كل من رئيسي الفيفا والكاف، جعلت المغرب نموذجًا يحتذى في تطوير كرة القدم بالقارة السمراء. ويرجع هذا الإنجاز إلى التوجيهات الملكية لجلالة الملك محمد السادس، الذي وضع تطوير الرياضة في المغرب وأفريقيا ضمن أولوياته، كما أن الكفاءة الإدارية والدبلوماسية لفوزي لقجع كانت عنصرًا حاسمًا في إقناع الفيفا باختيار المملكة كمقر لهذا المشروع القاري.

ويمثل إنشاء هذا المقر القاري خطوة محورية في تعزيز مكانة المغرب كقطب رياضي عالمي، ويجسد الثقة الدولية في قدرة المملكة على قيادة مشاريع رياضية كبرى تخدم القارة الأفريقية والعالم.