أعلن المجلس الأعلى للحسابات عن فشل مخطط إحداث مدن جديدة، ويتعلق الأمر بمدن تامنصورت وتامسنا والخيايطة والشرافات.
ووفق تقريره السنوي الذي نشر الجمعة، فإن المدن المذكورة التي كانت الحكومة تهدف من خلال إحداثها إلى تخفيف الضغط على المدن الكبرى، ومواجهة تحديات النمو الديمغرافي والمجالي، تبدأ مشكلتها على مستوى تصور وتصميم المدن الجديدة، في غياب أي اتساق مع توجهات وثائق إعداد التراب الوطني والتعمير، وذلك لكون المخطط الوطني لإعداد التراب، الصادر سنة 2002، لم يوص بإحداث مدن جديدة.
وفي إطار قانوني يؤطر المدن الجديدة، تم التعامل مع مشاريعها كأنها تجزئات عقارية، أي أن إحداثها بشكل أساسي اعتمد منطقا خاضعا لتوفر الفرص العقارية.
وفي هذا الصدد، أشار المجلس إلى أن إحداث هذه المدن الجديدة، لم يندرج ضمن إطار استراتيجي موثق يحدد الأهداف المتوخاة ومؤشرات تتبع الأداء والميزانية المرصودة وجدولا زمنيا واقعيا للإنجاز.
وعلى صعيد آخر، فإنه لا تتوفر ضمانات معقولة حول توافق رؤى جميع الفاعلين مادام التدبير المؤسساتي للمدن الجديدة من قبل القطاع المكلف بالسكنى لوحده لا يتوافق مع تعدد المتدخلين بها وطبيعتها المتعددة القطاعات، وهو ما لاحظه المجلس.
وفي ما يتعلق بتمويل وتدبير المدن الجديدة، فقد تم إحداثها في غياب تصور لخطة تمويل تلتئم مع حجم الاستثمارات المطلوبة، حيث لم يتم تخصيص أي نظام تمويل ملائم خاص بالمدن الأربع المذكورة.
وبحسب المجلس، فقد نتج عن ضعف تملك مشاريع المدن الجديدة من قبل الجماعات (ذات الطابع القروي) التي تنتمي إليها مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بتدبيرها، ذلك أنه لم تتم مواكبة التحولات المجالية بهذه المدن بالوسائل اللازمة التي تسمح للجماعات المعنية بتولي مهام جديدة تتعلق بتدبير فضاءات ذات طابع حضري (الإنارة العمومية، والمساحات الخضراء، وأشغال صيانة الطرقات، وجمع النفايات، إلخ).
في نهاية المطاف، وكما يلاحظ المجلس بإحباط، بلغ مجموع عدد سكان المدن الجديدة الأربع، وإلى غاية نهاية سنة 2023، ما يناهز 169.036 ألف نسمة، أي ما يعادل %17 فقط من الهدف المتمثل في مليون نسمة عند نهاية إنجاز هذه المدن. وبلغ إجمالي عدد الوحدات السكنية المنجزة 71.486 وحدة، أي بنسبة %20 فقط من الهدف المحدد في 350 ألف وحدة سكنية. كما أنه من بين 659 مرفقا عموميا وخاصا مبرمجا، تم بناء 169 فقط، منها 150 مرفقا مشغلا، أي بنسبة إنجاز لا تتعدى %26 وبنسبة تشغيل في حدود %23.
.
0 تعليق