الشارقة: «الخليج»
أشاد وفد من الأكاديميين الأوروبيين المهتمين باللغة العربية بالجهود التي يقودها مجمع اللغة العربية في الشارقة في الحفاظ على لغة الضاد، وتيسير السبل لتعليم غير الناطقين بها، مؤكدين أن «المعجم التاريخي للغة العربية» الذي صدر من الشارقة برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يمثل إنجازاً غير مسبوق في جهود حماية العربية وتوفير مصدر شامل ومتكامل لتاريخ مفرداتها وعلومها ومعارفها. جاء ذلك خلال زيارة الوفد لمقر المجمع، استقبلهم خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام للمجمع، وعدد من أعضاء الهيئتين العلمية والإدارية.
بحث المجمع مع أعضاء الوفد الخطة العلمية لمحاور الدورة المقبلة والثالثة من «مؤتمر الدراسات العربية في أوروبا» الذي ينظمه المجمع سنوياً في «دارة الدكتور سلطان القاسمي».
وضم الوفد أكاديميين من جامعات إيطالية وإسبانية وصربية، إذ أتاح المجمع لأعضاء الوفد فرصة المشاركة العلمية في المؤتمر الدولي في اللغة العربية وآدابها الذي نظمته الجامعة القاسمية بالتعاون مع المجمع بعنوان: «تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وذلك في إطار جهود المجمع لمد جسور التواصل وتعزيز فرص التعاون والعمل المشترك مع الجامعات الأوروبية التي تعنى بدراسة وتدريس اللغة العربية في جامعاتها وكلياتها.
واستعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي -خلال الزيارة- رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، تجاه إنجاز المعجم التاريخي، وقدم شرحاً حول المنهج المتبع وحجم الجهود التي بذلت لإتمامه، مشيراً إلى أن المجمع يفتح أبوابه أمام كل المعنيين بدراسة وتعلم العربية من مختلف المؤسسات والهيئات الأكاديمية في العالم.
وقال المستغانمي: «إن اهتمام الأكاديميين في أكبر الجامعات العربية والأجنبية بالمعجم التاريخي يؤكد حجم الإضافة التي قدمها المعجم لتاريخ العربية وراهنها، وفي الوقت نفسه يحمل مجمع اللغة العربية بالشارقة مسؤوليات جديدة تجاه توسيع نطاق جهوده، وتوفير كافة السبل الممكنة لتيسير خيارات تعلم العربية والبحث في علومها للناطقين بها وغير الناطقين بها على حد سواء».
ومن جانبه، عبر أعضاء الوفد الزائر عن سعادتهم بزيارة الشارقة والمشاركة في فعالياتها العلمية، وتوجهوا بالشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على جهوده في خدمة الثقافة العربية، ومساندته للأعمال العلمية الرائدة والرصينة التي تخدم لغة الضاد، خاصة جهود سموه في دعم المراكز اللغوية وأقسام اللغة العربية في الجامعات الأوروبية.
وقال الدكتور جوليانو ميون، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة «كالياري» في إيطاليا: «أتاحت لي زيارة الشارقة الفرصة للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الذي يهتم بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وشاركت بورقة بحثية، وأسعدني اكتمال المعجم التاريخي، واطلعت على مجلداته المطبوعة، وأنا الآن أجري دراسة حول (مفهوم الدهر في اللغة العربية وفي الأدب العربي)، وقد بحثت في طيات المعجم عن لفظ الدهر ومعانيه، ووجدت معاني ودلالات كثيرة ستفيدني كثيراً في دراستي».
من جانب آخر قالت الدكتورة لورا غاغو غوميث، المتخصصة في الدراسات العربية وآدابها، والمحاضرة بجامعة «ساملانكا»، في إسبانيا: «المعجم التاريخي إنجاز كبير، وأنا الآن أنصح طلابي في الدراسات العليا بضرورة الرجوع إليه ودراسة محتواه العلمي، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك مناقشة رسالة دكتوراه أنجزت حول المعجم التاريخي للغة العربية».
0 تعليق