200 فنان في بينالي الشارقة الخميس - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: «الخليج»
تنطلق، يوم الخميس المقبل، الدورة السادسة عشرة من بينالي الشارقة بمشاركة 200 فنان من جميع أنحاء العالم يقدمون أكثر من 650 عملاً فنياً، من بينها 200 تكليف جديد، تُعرض في 17 موقعاً على امتداد مدينة الشارقة، من بينها مدن الحمرية والذيد وكلباء، إلى جانب برنامج شامل من العروض الأدائية والموسيقية والسينمائية.
وتشرف على هذه الدورة 5 قيّماتٍ، هُنّ: علياء سواستيكا، أمل خلف، ميغان تاماتي كيونيل، ناتاشا جينوالا، وزينب أوز، وتقام تحت عنوان: «رِحالنا» كمقترح يحمل في طياته أصواتاً متعددة ويفتح المجال أمام التأويلات المختلفة، إذ يركز البينالي على استكشاف أحمالنا خلال رحلاتنا الحياتية، وكيف ننقل هذه الأحمال إلى العالم من حولنا، كما يدعو المشاركين والجمهور إلى استكشاف الأساليب الفنية المتنوعة التي تتبناها القيّمات الخمس، والرؤى والتأملات التي استلهمنها من تجاربهنّ التقييمية.
ويسعى البينالي عبر عنوان: «رِحالنا» إلى محاولة فهم هشاشتنا في المساحات التي ليست لنا، أو تلك التي لا ننتمي إليها، مع الحفاظ على قدرتنا على التفاعل مع هذه الأماكن من خلال الثقافات التي نحملها معنا. وليكون العنوان أيضاً جسراً يربطُ بين أزمنةٍ متعددةٍ، حاملاً معهُ قصصاً متناقلةً عبر الأجيال وأساليب متنوعة من الإرث الثقافي، ما يطرح التساؤلات الآتية: ما الذي نحمله عندما يحين وقت السفر، الهروب، أو الانتقال؟ ما هي المسارات التي نخوضها عندما ننتقل بين الأراضي وعبر الزمن؟ ماذا نحمل عندما نبقى؟ وماذا نحمل عندما ننجو؟.
*دور أساسي
وتتيح مشاريع القيّمات مساحاتٍ تؤطرُ رؤاهن وتصوراتهن الفنية للبينالي، حيث تسلط علياء سواستيكا الضوء على التفاعلات الناشئة بين القوة والشعر والسياسة والدور المركزي والأساسي للمعرفة النسوية، إضافة إلى تصور مستقبل افتراضي من خلال التدخلات التكنولوجية.
أما أمل خلف فتقترح أن تكون المرويّات والأغاني والعرافة طقوساً للتعلم الجماعي والمقاومة في أوقات الأزمات السياسية والبيئية. وانطلاقاً من منظور السكان الأصليين تجمع ميغان تاماتي كيونيل بين مشاريع شعرية وفق مفهومين متداخلين، الأول متعلق بالأرض وأفكار عدم الثبات أو المتغير والمستقبل الافتراضي، والثاني مرتبط بالتبادل والاحترام
وتركز ناتاشا جينوالا على المواقع الساحلية في المحيط الهندي وآبار المياه في الشارقة باعتبارها مخازن تبوحُ بذاكرة الأجداد والمكان والصوت، أما زينب أوز فتسلط عدسة التاريخ على الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية التي نعيشُ ونشارك فيها، وبالأخص تلك التي تطورت كاستجابة للتغيّرات المتسارعة في التكنولوجيا والعلم.
هذا وتلتقي هذه المشاريعُ على امتداد مواقع العرض لتشكل فضاءات مشتركة، تحتضن مجموعة من الأعمال التي اختارتها القيّمات الخمس، ولتقترح إطاراً مفاهيمياً يستلهم السياق التاريخي والثقافي لتلك المواقع. وعبر هذا الجهد المشترك في البحث عن صدى للأفكار التقييمية تنشأ تعبيرات جماعية تضيف قراءاتٍ متجددة للبينالي.
وانطلاقاً من التاريخ البحري والجغرافيات الساحلية للشارقة، تتناول القيّمات عدة مواضيع مشتركة تتعلق بالمعابر والتقاطعات المائية والصلات الإقليمية وأهمية استمرارية الثقافات الأصلية والمحلية.
أعمال
يستعرض عمل الفنانة مريم م. النعيمي العلاقات التاريخية والمعاصرة في منطقة الخليج العربي مع المسطحات المائية، باعتبارها كيانات حيّة ويعيد أداء الطقوس المحلية في المواقع التي تأثرت باستصلاح الأراضي. وعبر سلسلة صوره الفوتوغرافية التي تُعرض على امتداد كورنيش الشارقة يوثق الفنان أكينبودي أكينبيي مشاهد التجارة والأنشطة المجتمعية وأوقات الاستجمام على السواحل المتنوعة، كاشفاً عن الروحانيات اليومية، والبنى التي تضج بالحياة على هذه الشواطئ. فيما تتعاون مجموعة «سيرابيس مارايتايم» الفنية التي تجمع بين الفن والتصميم والأزياء، مع منتجين وحرفيين محليين، لإنتاج مشروع يستلهم تاريخ الملاحة البحرية الإقليمي من خلال استخدام مواد من أحواض السفن والمرافق الصناعية في الشارقة. أما لوحات الفنانة كاسي نامودا، فتبرز ذاكرة الأسلاف، ومشهدية الحياة الساحلية، والإدارة الأمومية للأرض والموارد، مسلطةً الضوء على السرديات والأساطير التاريخية ذات الطابع البرتغالي-الإفريقي، ومتوغلة في تفاصيل الحياة اليومية وحكايات المدن الساحلية القديمة.
وفي حديقة بُحيص الجيولوجية، تنتصب منحوتة الفنانة ميغان كوب والتي تحمل عنوان: «كينينغارا غُوينيانبا» أو «مكان صخور المحار»، كشاهد على التاريخ الجيولوجي السحيق والبحر الضحل الذي غطى الشارقة قبل ملايين السنين.
تداعيات التكنولوجيا قديماً وحديثاً، وتأثيراتها في الاقتصاد والمجتمع والتاريخ العالمي، كانت منطلق بعض فناني البينالي في أعمالهم، فمن خلال المزج بين التندّر والسياقات التاريخية يسخر الفنان أكيرا إيكيزو من محاولات البشرية المتواصلة لتطويع قوى عصية على السيطرة، مشيراً إلى حوادث نووية فشل الإنسان في الحد من تبعاتها أو تنظيمها.
في حين تتجذر ممارسة الفنان براتشايا فينثونغ في تجاربه المتصلة بالحياة اليومية وانشغاله بالطاقة المتجددة،
لا سيما تقنية ألواح الطاقة، باعتبارها مستقبل الطاقة الخضراء، والتي يوظفها في محاولة لتحسين نمو الشعاب المرجانية حول الشارقة. أما الفنان جو نعمة فيستكشف القوى الاجتماعية والسياسية التي تُشكّل فهمنا للصوت المنظم عبر عمله التركيبي «نباتات الداب» (2024 – 2025) متعمقاً في العلاقة التاريخية بين ثقافة الراديو والزراعة.
*توظيف
و يُحيي خورخي غونزاليس سانتوس التقنيات البدائية التي توظف النار والطين ومعرفة النبات، لينشئ تضاريس تجمع بين تبادلية التعليم، ودورات الطبيعة، والطقوس، واستعادة التقاليد الأصلية. كما يدعونا المهندس الميكانيكي ورائد فن الروبوتات فرناندو بالما رودريغيز، إلى استعادة المعرفة التراثية لتصبح جزءاً من الحياة المعاصرة وخريطة طريق نحو مستقبل أكثر استدامة.
يركز البينالي أيضاً على المسارات الجماعية التي من شأنها أن تخلق منهجاً جديداً للحوار والتعاون والإنتاج المشترك، فتحت عنوان مشروع «النسيج»، سافرت الفنانات غونيش تركول وييم ين سوم وسليمة حكيم إلى القرى الجبلية في شرق أندونيسيا، لتتبع تاريخ الحياكة والنسيج، فيما يتعاون الفنان رافين تشاكون مع مغنين بدويين في عمله الصوتي التفاعلي الذي يعرض في قرية المدام المهجورة، والتي بُنيت في السبعينات كمشروع سكني للسكان المحليين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق