مهرجان طيران الإمارات للآداب يضيء على كتاب The Business of Philanthropy - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط الصعوبات التي يواجهها العالم لسد النقص في التمويل البالغ 5 تريليونات دولار سنوياً لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، اجتمع قادة بارزون من أوساط العمل الخيري والمؤسسات والقطاع الاجتماعي في مهرجان طيران الإمارات للآداب؛ لمناقشة دور هذا العمل في بلوغ هذه الأهداف.
وتعمّق الحوار في الرؤى الرائدة التي يستعرضها كتاب The Business of Philanthropy من إصدار هاربر كولينز وتأليف بدر جعفر، الذي يلقي الضوء على قوة المبادرات والأموال الخيرية وقدرتها على تسريع التغييرات الشاملة، خصوصاً في المناطق السريعة النمو مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وأدار بدر جعفر، المبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بالإمارات والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، لجنة نقاش تحدّث ضمنها سلطان سعود القاسمي، مؤسِّس مؤسَّسة بارجيل للفنون، وفادي غندور، الرئيس التنفيذي لمجموعة ومضة، وإيزابيل أبو الهول، مؤسِّسة مؤسَّسة الإمارات للآداب. وركّز الجميع على الحاجة الشديدة الملحة إلى تبني منهجيات عطاء مدروسة تستند إلى بيانات واضحة للتمكن من توجيه الأموال الخيرية بصورة سديدة وفعالة.
وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بدر جعفر، أشار إلى أهمية هذه التغييرات قائلاً: «في هذا الوقت الذي يترقب العالم فيه أضخم انتقال للثروات عبر الأجيال في التاريخ، لم يعد التحدي الأكبر توفر رؤوس الأموال، بل توجيهها بصورة استراتيجية ومدروسة لضمان استدامة النتائج واستمرارها على المدى الطويل. ولم يعد العمل الخيري يقتصر ببساطة على العطاء، بل أضحى مفتاحاً للتغيير الشامل والمتّسق». واستُوحِيَت النقاشات من المحاور الرئيسية التي تناولها الكتاب الذي عرض رؤى وتجارب لأكثر من 50 قائداً عالمياً، أكدت جميعها الدور الحاسم الذي تؤديه الثروات الخاصة والمبادئ التجارية في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية عبر العالم بما يتوافق مع ديناميكياتها وخصوصياتها. ومع الثروات المتوقع انتقالها عالمياً في العقدين المقبلين بقيمة 83 تريليون دولار، بما فيها تريليون دولار في الشرق الأوسط في السنوات الخمس المقبلة وحدها، أبرزت النقاشات المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الجيل القادم لتسخير هذه الثروات والاستفادة من الأدوات المبتكرة في التعامل مع التحديات.
وقالت إيزابيل أبو الهول: «العمل الخيري الداعم للأدب هو استثمارٌ في المعرفة والثقافة والمستقبل. إن زرعنا في أفراد المجتمع حبّ القراءة والتعلم، فسيحصدون منه القوة للنمو والتقدم والإنجاز بما يخدم مجتمعاتهم وينهض بها. ومع تغيير التكنولوجيا لمجال التعليم ووسائل التعلم، علينا أن نستفيد من هذه الابتكارات في تعزيز الأثر العالمي للآداب والتعليم، وسد الفجوات وفتح أبواب واسعة من الفرص والنجاح للأجيال المقبلة».
وشدد الحوار على دور الثقافة والتراث والابتكار في العمل الخيري، وفي هذا السياق، قال سلطان سعود القاسمي: «الثقافة ركيزة التقدم وعمادها. وبالعمل الخيري، سنحمي التراث ونلهم الأجيال الجديدة، ونوسع آفاق الفرص والإمكانيات لمستقبل أكثر ازدهاراً».
وشدد فادي غندورعلى الحاجة إلى الأعمال الخيرية الريادية، وقال: «على العمل الخيري تبني نهج فعال يحوّل المخاطر إلى فرص، ويسخر الابتكار لخدمة البشرية واستدامة الأثر. وستتحقق أقوى النتائج بالتأكيد عندما تلتزم الأعمال الخيرية بالعطاء الاستراتيجي، الذي يمكّن من التغيير ويضمن المرونة والاستمرارية على المدى البعيد»، وتُسهم الأسواق سريعة النمو عبر الجنوب العالمي بأكثر من 60% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، ومن المتوقع أن تقود هذه الدول ركب الابتكارات الخيرية والاستثمارات الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، ناقش المتحدثون كيف يمكن الاستفادة من الأدوات المبتكرة وخبرات القطاع الخاص لإحداث التغييرات الشاملة والمرنة.
واختُتِمت الجلسة بمداخلات وآراء ملهمة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، شجعت الحضور على تبني منهجيات عطاء استراتيجية. وفي الختام، قال بدر جعفر: «فلنغتنِم جميعاً هذه اللحظة المفصلية، التي تتجلى فيها مكانةُ الإمارات كمحور عالمي للعطاء الاستراتيجي، ونلتزم بتحقيق التغيير المستدام بتناغم رأس المال والاستراتيجيات المدروسة والتعاون عبر القطاعات».

أخبار ذات صلة

0 تعليق