إعداد: إيمان أبو الحديد
للملوك تاريخ طويل من التعبير عن المشاعر، من خلال المجوهرات، حيث استخدموا الألماس، واللؤلؤ، والأحجار الكريمة كوسيلة للتعبير عن الحب.
وبحسب المؤرخين الإنجليز، أرسل الأمير جورج من ويلز في العام 1785، صورة لعينيه إلى زوجته ماريا فيتزهربرت، وردت عليه بحافظة تحتوي على صورة عينيها. ومن هنا بدأ تقليد مجوهرات عين العاشق، وهي طريقة سرية ورومانسية للاحتفال بالحب، وتشير المجوهرات إلى القوة والمكانة، لكن الهدايا الملكية الشخصية تقدم في الوقت نفسه لمحة عن حياة ومشاعر أفراد العائلة المالكة بحسب تقرير نشرته صحيفة «التليجراف».
من المجوهرات التي طلبها الأمير ألبرت لملكة فيكتوريا، إلى رموز الحب الحديثة بين أميرة ويلز كيت ميدلتون وزوجها الأمير وليام، هذه هي أكثر المجوهرات العاطفية التي ارتدتها العائلة المالكة عبر التاريخ.
الملك تشارلز والملكة كاميلا
عرض الأمير تشارلز الزواج على كاميلا باركر في 2005، بخاتم ألماس من طراز «آرت ديكو» كان مُلكاً لوالدته الملكة الأم.
وأكدت تلك القطعة مكانة كاميلا كعضو شرعي في العائلة المالكة، احتوى الخاتم على ماسة بقطع إمبراطوري وزنها خمسة قراريط تحيط بها ماسات بقطع باغيت، لم يكن خاتم خطوبة الملكة الأم، حيث يعتقد الكثيرون أنها حصلت عليه بعد ولادة الأميرة إليزابيث. وارتدت كاميلا في زفافها بروشاً مكوناً من ماسة ولؤلؤ بثلاث ريش، وهو تصميم مأخوذ من الشعار الملكي لأمير ويلز.
وكانت كاميلا ترتدي هذا البروش منذ التسعينات، ما يشير إلى أنه كان أحد أولى قطع المجوهرات التي أهداها لها تشارلز.
وبالنسبة للمناسبات الملكية، غالباً ما ترتدي الملكة عقداً رائعاً من الماس المقطوع على شكل كمثرى، وماركيز، وبيضوي، تم استخراجه من تاج اشتراه تشارلز في أوائل الألفية الجديدة، بهدف صنع عقد يليق بملك مستقبلي.
واشترى الملك البريطاني أيضاً لزوجته مجوهرات كانت ملكاً لجدتها الكبرى، أليس كيبيل، بما في ذلك تاج مرصع بالياقوت والماس يتحول إلى عقد، وهو هدية من إدوارد إلى أليس في أوائل القرن العشرين.
ويليام وكيت
وكان خاتم خطوبة كيت ميدلتون المرصع بالياقوت والماس ينتمي في الأصل إلى والدته الأميرة ديانا، لكن هذا ليس الخاتم الوحيد الذي تلقته كيت من زوجها.
أعطى ويليام خاتماً مرصعاً باللؤلؤ والجمشت لكيت أثناء دراستهما في الجامعة.
بعد ولادة الأمير جورج، أضاف ويليام خاتم ألماس إلى إصبع زواجها، كما ارتدت الأميرة خاتماً من الألماس والياقوت بدلاً من خاتم خطوبتها، ويُعتقد أنه هدية من الأمير بعد علاجها من السرطان.
وطوال علاقتهما، كان ويليام يتوجه إلى صاغة المجوهرات الذين تحبهم كاثرين، وفي عيد الميلاد الأول لهما كزوجين في عام 2011، أعطاها زوجاً من الأقراط المصممة من الأميثيست الأخضر والماس من تصميم كيكّي مكدوغلو، التي صممت أيضاً زوجاً من الأقراط حسب الطلب كهدية بعد ولادة الأميرة شارلوت.
إلى جانب هذه التصاميم المعاصرة، قدم ويليام لكيت قطعاً غالية من مجموعة والدته، مثل سوار من اللؤلؤ ذي ثلاث طبقات وأقراط لؤلؤ متدلية، أصبحت من الأساسيات في خزانة ملابس الأميرة الرسمية.
الأمير فيليب والملكة إليزابيث الثانية
كان الأمير فيليب يتميز بذوق رفع في اختيار تصاميم المجوهرات، ويستمتع باختيار الهدايا الرومانسية لزوجته. وطلب من شركة «أنتروبوس» في عام 1946، تفكيك التاج الذي كان ينتمي إلى والدته لابتكار خاتم خطوبة للأميرة إليزابيث، لإعادة تشكيل الألماس المتبقي.
الأمير ألبرت والملكة فيكتوريا
تبادل الأمير ألبرت والملكة فيكتوريا مئات من هدايا الحب، وسجلت الملكة بسرور كل هدية قيمة في مذكراتها، حيث كتبت: «ألبرت لديه ذوق رائع وينظم كل شيء لي بشأن مجوهراتي».
واحدة من أكثر الهدايا فخامة كانت بروش الياقوت والماس الذي قدمه ألبرت لخطيبته قبل زواجهما في عام 1840. واعتبرت البروش هدية مثالية، وكانت ترتديه بانتظام لمدة 20 عاماً، وكانت أهميته كبيرة لدرجة أنها اعتبرته إرثاً ملكياً في وصيتها، وارتدته الملكات اللاحقات، بما في ذلك الملكة كاميلا، التي دبَّستْه على سترتها خلال زيارة إلى جزيرة مان العام الماضي.
كان خاتم خطوبة الملكة فيكتوريا عبارة عن ثعبان ذهبي مرصع بالزمرد، وكان يرمز إلى الأبدية، وبدأ الهوس الفيكتوري بالمجوهرات التي تحمل شكل الثعابين، وعندما تم إعلان خطوبتهما، أرسل ألبرت لها سواراً من الذهب والماس والزمرد.
وتنوعت هدايا الأمير ألبرت العاطفية، مثل المجوهرات التي صنعت باستخدام أول أسنان للأطفال، أو الحصى التي جمعاها على الشاطئ، وبروش يصور ابنتهما الكبرى بأجنحة مرصعة بالأحجار الكريمة، إلى مقتنيات ملكية مثل التاج المرصع بالزمرد والماس والمجموعة المتناسقة التي طلبها في عام 1845.
وورث الأحفاد من حفيدة الملكة فيكتوريا، دوقة فيف، تلك المجوهرات، وكان التاج آخر مرة يُعرض في معرض في صالة سوثبي في عام 2022
الملك جورج السادس وإليزابيث الأم
اشتهر الأمير ألبرت الذي أصبح لاحقاً ملكاً تحت اسم جورج السادس، بحبه لإليزابيث باوز ليون التي لم تكن عضواً في العائلة الملكية، رغم ذلك رفضت عرضه للزواج مرتين، لكنه قبلت في النهاية بعدما قدم لها خاتم خطوبة مرصعاً بالياقوت الكبير، استبدلته لاحقاً بحبة لؤلؤ محاطة بالماس.
وأعطاها الأمير في يوم زفافهما، بروشاً ماسياً على شكل زهرة، وهو إرث ملكي كان ورثه عن جدته، وأحبّت إليزابيث البروش وارتدته بانتظام.
لكن هدية الزفاف الأخرى للأمير، كانت عقداً مكوناً من اللؤلؤ والماس المزخرف، لكنها لم تحبه كثيراً، فبعد ستة أشهر من الزفاف، عادت إليزابيث إلى صائغ المجوهرات الملكي جارارد لتفكيك العقد، واستخدام الأحجار الكريمة لصنع تاج على شكل زهرة اللوتس، والتي ارتدته أميرة ويلز الحالية.
ترمز زهرة اللوتس إلى البدايات الجديدة والاستمرارية، ما يعد دليلاً على أن حتى هدية فاخرة خطأ يمكن أن تقدم نهاية سعيدة.
0 تعليق