دبي: مها عادل
في الهند، يعدّ الرقص أحد طقوس الحياة، وبينما نجحت «بوليوود» في تحويله إلى عالم أسطوري يتجانس مع الطبيعة والناس وعلاقات الحب والكراهية والانتقام وكل أشكال المشاعر الإنسانية، كان على الباليه الهندي بعرض «لابايادير» أن يخرج بهذا الرقص التقليدي من عالمه الأسطوري على شاشات السينما.
هذا الخروج يتجسد على أفخم مسارح العالم بشكل حي ومباشر، من خلال عرض كلاسيكي يجمع بين رشاقة ورقي فن الباليه وفخامة وإبهار الاستعراضات الهندية، وحط رحاله على مسرح دبي أوبرا للمرة الأولى.
برع هذا العرض العالمي الشهيرالذي يختتم الأحد في دبي أوبرا، في إخلاصه للتقاليد الهندية الاستعراضية ومزجها بفنون الباليه الكلاسيكية، فيما يخصّ الحماس والحيوية في الرقص الجماعي وتناغم خطوات أبطال العرض مع حركة المجموعات من الراقصين والراقصات حتى وهم يؤدون تشكيلات صعبة وغير تقليدية بالنسبة لفنون الباليه الكلاسيكي. وكانت الرقصات الفردية عبارة عن «سولوهات» أنيقة مفعمة بالمشاعر، وعندما كانت الحركات تتحول إلى ثنائيات بين البطل والبطلة كانت لغة الجسد ورشاقة الحركات تعبران بقوة وبصوت يكاد أن يكون مسموعاً عن فيض المشاعر فيغني المشاهد عن الحوار.
ومن خلال هذه التحفة الفنية، يسرد عرض «لا بايادير» القصة المؤثرة لعلاقة الحب بين الراقصة نيكيا، وسولور، المحارب النبيل؛ حيث تدور قصتهما حول التفاني والتضحية والسعي نحو المصيرالواحد. في إطارعرض فني فاخر وضخم الإنتاج مستوحى من أجواء الهند القديمة.
تميز هذا العرض العالمي الشهيربمشاركة نجمي الباليه فاديم مونتاغيروف في شخصية «سولور» وفومي كانيكو بأداء «نيكيا»، كما تشارك مجموعة مميزة من أهم راقصي الباليه بالهند مثل سيهيون آن، كلاوديا لاكوما، إيليا ميرونوف الذي جسّد شخصية الكاهن الأعظم، وإيفان بريكاسكي، آرثر أبرام، شوما أوغاساوار، إلى جانب شوما أوغاساوارا، جواو غوميز، رين إيسومورا.
وبرع صناع العرض في تقديم لوحة فنية متكاملة العناصر بمذاق هندي أصيل؛ حيث استخدم المخرج الخلطة الهندية في جذب المشاهد وإبهاره من اللحظة الأولى، بداية من الملابس التقليدية المزركشة، مروراً بالديكورات الفخمة والمعبرة عن روح القصة بامتياز، والتي ساهمت في اصطحاب الحضور لأروقة الهند القديمة، وصولاً إلى توحيد مشاعر المشاهدين من خلال موسيقى الأوركسترا الحية للملحن لودفيج مينكوس.
استفاد ياروسلاف سلافيكي، المخرج ومصمم الاستعراضات، من إمكانات مسرح دبي أوبرا ليقدّم عرضاً مبهراً بديكورات شديدة الثراء، واستعراضات حاشدة مكّنته منها المساحات الرحبة للمسرح، ولعبت المؤثرات البصرية دوراً مهماً في تغيير المشاهد والمناظر بشكل يشبه المونتاج السينمائي، الذي يقطع بين أحداث مختلفة بسلاسة.
وساهم تصميما الديكور لماريك هولير والأزياء على يد جوزيف يلينك في إثراء تجربة جمهور العرض الذي يمتد ساعتين من المتعة المتواصلة.
«لابايادير» باليه بالخلطة الهندية - ستاد العرب

«لابايادير» باليه بالخلطة الهندية - ستاد العرب
0 تعليق