بدور القاسمي لـ «الخليج»: المعرض يجسد المشروع الثقافي لحاكم الشارقة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: «الخليج»

لم يحدث أن عاد علينا معرض الشارقة الدولي للكتاب كما كان في العام الذي سبق، في كل عام وكل دورة يأتي بالجديد من حيث الكم والنوع والوظيفة والمفاهيم، ومن حيث تنوع الفعاليات والضيوف والمواضيع التي تتخلل أيامه التي يرى الكثير أنها قصيرة، وأنها لا تكفي عشاق المعرفة مهما طالت، هذا العام ونحن في يوم افتتاح الدورة ال43 من المعرض، نحاور رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، لنغوص عميقاً في معاني المعرض ودلالته ونراه بعيون رواد وقادة المشروع الثقافي الكبير الذي تحتضنه وترفع رايته إمارة الشارقة، بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
لم يحدث أن عاد علينا معرض الشارقة الدولي للكتاب كما كان في العام الذي سبق، في كل عام وكل دورة يأتي بالجديد من حيث الكم والنوع والوظيفة والمفاهيم، ومن حيث تنوع الفعاليات والضيوف والمواضيع التي تتخلل أيامه التي يرى الكثير أنها قصيرة، وأنها لا تكفي عشاق المعرفة مهما طالت، هذا العام ونحن في يوم افتتاح الدورة ال43 من المعرض، نحاور رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، لنغوص عميقاً في معاني المعرض ودلالته ونراه بعيون رواد وقادة المشروع الثقافي الكبير الذي تحتضنه وترفع رايته إمارة الشارقة، بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
بعد 43 عاماً من مسيرته المتميزة، كيف تقرأ الشيخة بدور القاسمي تجربة معرض الشارقة الدولي للكتاب ورسالته؟
- لعل الزاوية الأوضح التي يجب أن ننظر منها للمعرض ونفهم من خلالها آثاره وغاياته، هي كونه تجسيداً للمشروع الثقافي الكبير الذي أطلقه ويقوده ويرعاه صاحب السمو حاكم الشارقة، هذا المعرض هو نتاج لرؤية سموه حول المكانة التي يجب أن تحظى بها الثقافة في وجدان الأمم وحول دور المعرفة في بناء الإنسان وتعزيز حصانة الأوطان وتوثيق الروابط بين الثقافات والشعوب المختلفة، ما يميز المعرض، أنه خلاصة حكمة قائد أراد لكل منجز وكل نجاح أن يكون مرتكزاً للإنسان الذي يمتلك الوعي والمعارف والمخيّلة الكافية للإبداع والابتكار.
لقد أثبتت تجارب الشعوب أن الإنسان المؤهل معرفياً هو ثروة قومية تتقدم على كل الثروات الأخرى، لأنه يعي معنى الهوية والانتماء، ويدرك دوره في الحياة، ويلتزم بواجباته تجاه مجتمعه وبلده، ويبدع في كل مكان يتولاه سواء كان رائداً في الاقتصاد أو الثقافة أو العلوم.
بصياغة أخرى لما ذكرناه، فإن المعرض يأتي في سياق بناء الثروة البشرية لكن من زاوية مختلفة، وهي الزاوية الاجتماعية الإنسانية وليس المهنية والاقتصادية، والفرق بين هذه وتلك، هو أن الأولى تبني مجتمعات حيوية متفاعلة ومنتجة ومدركة لواجباتها تجاه مسيرة التقدم والبناء، أما الثانية فهي تبني مهارات وظيفية تخدم قطاعاً ربحياً معيناً.
لذلك نحرص على أن نقدم المعرض كما يجب أن يراه جمهوره ومحبوه، فالمعرض ليس مناسبة سنوية عابرة، ولا مجرد مساحة لعرض الكتب والفعاليات، بل مكون حضاري أصيل في ذاكرة ووجدان الأمة.
حكاية
كيف أثر المعرض في الثقافة العربية؟
- القوة المستدامة للأمم هي صلابة هويتها الثقافية ومدى تأثيرها في ثقافات العالم، وقوة الثقافة أكثر أهميةً من وفرة الموارد والتفوق التقني والصناعي، لأن التفوق المادي مهما بلغت ضخامته لا يملأ ذلك الفراغ في الوجدان والعقول، ولا يستطيع وحده أن يروي حكاية الأمة التي صنعته، لذلك كانت الحضارات القديمة تعبر عن منجزاتها بالثقافة، بالشعر والرسم والهندسة المعمارية والمسرح وغيرها من أدوات التعبير الفكري التي ظلت حاضرة بعد أن تلاشت كل المنجزات الأخرى.
من هنا كانت حكمة صاحب السمو حاكم الشارقة في إطلاق مشروع ثقافي كبير ينهض بالهوية الثقافية العربية ويعزز حضورها في المشهد العالمي حيث تقاس هويات الأمم بمدى قوة حضورها الثقافي.
لقد قدم المعرض الحضارة العربية للعالم، من خلال توفير منصة لعرض التجارب العربية الرائدة أمام جمهور من مختلف أنحاء العالم، وعرض التجارب الثقافية العالمية في المقابل للجمهور العربي.
إن فعل المعرض في هذا السياق هو فعل تراكمي، يعمل بالتدريج على تنمية كل عنصر من عناصر المعرفة، يحتضن الكُتّاب والقراء في الوقت نفسه، ويدعم الناشرين وأصحاب المكتبات ويحرص على تشجيع الترجمات وبشكل خاص من العربية إلى اللغات الأخرى، ويمد الجسور بين المثقفين العرب ونظرائهم من العالم لتبادل الأفكار والتجارب، إلى جانب كون فعاليات المعرض تحتضن المواهب الإبداعية العربية وتعمل على صقلها بالمعارف والخبرات.
أداة التنمية
تحمل الشيخة بدور هموم النشر والناشرين على مستوى العالم، وقلت عن النشر ذات مرة: إنه أداة بناء التنمية التي تحتاجها المجتمعات، كيف تدعمون في المعرض الناشرين على مستوى المنطقة وبشكل خاص في البلدان التي تشهد حروباً وتمر بظروف قاسية؟
- عندما يتعلق الأمر بالنشر والناشرين، فنحن لا نتردد عن فعل أي شيء قد يساعدهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها، فالنشر العربي يمثل أحد أهم عناصر المشروع الثقافي الكبير الذي يقوده ويرعاه صاحب السمو حاكم الشارقة، ويقع في قلب اهتمامات سموه وتوجيهاته.
وكان سموه قد وجه بإعفاء دور النشر المشاركة في المعرض، القادمة من فلسطين ولبنان والسودان، في هذا التوجيه نقرأ رسائل سموه، بأننا إلى جانب الثقافة وإلى جانب المثقفين والناشرين في وجه التحديات وأن وقوفنا معهم يعبر عن جوهر المشروع الثقافي الذي تقوده الإمارة وعن مكانة الثقافة العربية في هذا المشروع.
إذا كانت المعرفة مهمة في الأوقات العادية، فهي ضرورة ملحة في مرحلة نهوض المجتمعات من معاناتها وتعافيها مما لحق بها من أضرار، لذلك لا تتوقف جهودنا لدعم استمرارية الإنتاج الثقافي والفكري والعلمي.
منجز
كيف ترون مستقبل المعرض، وما هي أبرز الخطط لتطويره والارتقاء به من حيث الشكل والمضمون؟
نحن ننظر للمعرض بوصفه أحد أهم المنجزات العربية التي تحققت خلال ال50 عاماً الماضية، وكان له دور كبير في بناء هوية وثقافة الأمة وترسيخ حضورها ومكانتها في الساحة العالمية، لقد أصبح المعرض جزءاً من ذاكرتنا الشعبية ووجودنا الاجتماعي.
- لا يوجد فرد أو عائلة عاشت أو تعيش في دولة الإمارات إلا ولها فيه ذكريات غالية وتجارب فارقة، إلى جانب الارتباط العميق للمثقفين والكتاب والناشرين العرب بكل دورة من دوراته، هذا إلى جانب أن المعرض واحد من أهم ثلاث معارض على مستوى العالم، والأكبر على مدى ثلاث سنوات منذ العام 2021 في بيع وشراء حقوق النشر.
على هذه القاعدة ننظر لمستقبل المعرض، فهو ثروة قومية وإنسانية نحرص على حمايتها واستثمارها ومضاعفة آثارها الإيجابية، وهذا يتحقق بفضل فريق العمل الذي يعمل بكل جهد على التحضير للدورات وتنسيق الفعاليات وتطويرها وتنميتها، وتعزيز علاقته بالجمهور بحيث يظل المظلة لكل عربي وكل إنسان، ومن هنا يمكن اختصار نظرتنا المستقبلية للمعرض وهي إننا سنعمل كل ما يتطلبه الأمر لنظل نشعر بالفخر والاعتزاز كلما ورد ذكر معرض الشارقة الدولي للكتاب.

أخبار ذات صلة

0 تعليق