آمال المستثمرين معلّقة بـ «رالي سانتا كلوز» - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لويس كراوسكوبف*

رغم تحقيق الأسهم الأمريكية عاماً قوياً في 2024، فإن ديسمبر أظهر عوائد متواضعة. ومع ذلك، يتطلع المستثمرون إلى نهاية العام لتحقيق بعض الانتعاش، رغم التحذيرات من وجود تحديات محتملة.
وارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بأكثر من 24% خلال عام 2024، على الرغم من التراجع الكبير الذي شهده السوق هذا الأسبوع. وتاريخياً، غالباً ما تحقق «وول ستريت» أداءً قوياً في نهاية العام. ومنذ عام 1969، ارتفع السوق بمعدل 1.3% خلال الأيام الخمسة الأخيرة من العام والأيام الأولى من العام الجديد، وهي فترة تعرف ب«رالي سانتا كلوز».
وشهد مؤشر «إس آند بي» الأسبوع الماضي أكبر انخفاض يومي له منذ أغسطس بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أقل من المتوقع في أسعار الفائدة لعام 2025، ما فاجأ المستثمرين.
ويبدو السوق أقل صحة بشكل عام، حيث سجلت ثمانية من القطاعات الإحدى عشرة لمؤشر «إس آند بي» انخفاضات في ديسمبر. إضافة إلى ذلك، تراجع مؤشر «S&P 500 Equal Weight»، وهو مقياس للأداء المتوسط للأسهم، بنسبة 7%.
وقال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة «ميلر تاباك»، إن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية يشكل مصدر قلق إضافياً للأسهم مع نهاية العام. وبلغت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.55% يوم الخميس الماضي، وهو أعلى مستوى في أكثر من ستة أشهر.
وأضاف مالي: «نحن ننهي العام بمواجهة حقيقة أن سوق الأسهم مكلف للغاية، وأن الاحتياطي الفيدرالي لن يكون متساهلاً كما كان متوقعاً».
وعلى الرغم من التراجع الأخير، يرى بعض المحللين أنه قد يكون إيجابياً لأنه أزال بعض المشاعر المبالغ فيها في السوق، ما يمهد الطريق لانتعاش جديد.
وقال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة «هورايزون إنفستمنت سيرفيزيس»: «إذا استمر الانخفاض بشكل أكبر، فقد يشكل ذلك خطراً على الاتجاه الصعودي».
وتعتبر فترة «سانتا كلوز» مؤشراً لأداء العام بأكمله. ووفقاً لدليل «Almanac»، عندما تكون تلك الفترة إيجابية إلى جانب الأداء في يناير، ينتهي العام بتحقيق مكاسب في أكثر من 90% من الحالات خلال الخمسين عاماً الماضية.
ومع ذلك، ربما تكون القوة الموسمية قد ظهرت مبكراً هذا العام، حيث حقق مؤشر «إس آند بي» عائداً كبيراً بنسبة 5.7% في نوفمبر عقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقال كارلسون: «لقد كان عاماً قوياً للسوق، ويمكن القول إن انتعاش نهاية العام تحقق في نوفمبر بدلاً من ديسمبر». وتشير البيانات إلى أن المكاسب أصبحت أكثر تركيزاً في عدد قليل من الأسهم. وعلى سبيل المثال، ارتفعت أسهم «تيسلا» بنسبة 22% و«ألفابيت» بأكثر من 13% خلال ديسمبر. كما ارتفعت أسهم «برودكوم» بنسبة 36% بعد توقعات قوية بشأن الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ما رفع قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليون دولار.
لكن هذه المكاسب تظل نادرة، حيث يفوق عدد الأسهم المتراجعة تلك المرتفعة في مؤشر «إس آند بي 500» لمدة 13 جلسة متتالية، وهي أطول سلسلة منذ عام 2012 وفقاً لبيانات «إل إس آي جي».
كما انخفضت نسبة الأسهم التي تتداول فوق متوسطها المتحرك لمدة 200 يوم إلى 56%، وهو أدنى مستوى في العام، وفقاً لتحليل آدم تورنكوست، كبير استراتيجيي التحليل الفني في «إل بي إل فاينانشال».
وأضاف تورنكوست في مذكرة: «نوصي بالانتظار حتى يتوفر دعم واضح ويتحسن الزخم قبل الإقدام على الشراء عند التراجع».
*محلل أسواق (رويترز)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق