أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أوامر بإجلاء سكان منطقة الشجاعية، وطالبهم بالانتقال إلى غرب مدينة غزة، بالتزامن مع استمرار الغارات التي خلفت عشرات الضحايا في الساعات الماضية، وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن إسرائيل تقتل طفلاً كل ساعة من بدء العدوان، كما استمرت في استهداف المستشفيات في شمال القطاع وأحرقت عشرات المنازل في محيط مستشفى كمال عدوان، وأجبرت الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بشمال غزة، واستهدفت الطابق الثالث في مستشفى العودة بمخيم جباليا.
وبعد 14 شهراً من العدوان المستمر، كشفت وكالة «الأونروا»، عن أن إسرائيل تقتل طفلاً فلسطينياً كل ساعة في قطاع غزة. وأكدت الوكالة الأممية، في بيان أمس الثلاثاء، أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بلغ 14500 طفل في غزة بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف». وأشارت إلى عدم وجود مبررات لقتل هؤلاء الأطفال في قطاع غزة الذين يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم.
وتابعت الوكالة أن أطفال قطاع غزة «محرومون من التعلم، ينقب الأولاد والبنات في غزة بين الأنقاض. الوقت يمضي بسرعة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، إنهم يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم أملهم». وتشير معطيات مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن 44 في المئة من الضحايا الذين تمكن من التحقق منهم كانوا أطفالاً.
وفي اليوم 445 للحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 21 قتيلاً و51 إصابة بين يومي الاثنين والثلاثاء، مشيرة إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفع إلى 45338، فيما زاد عدد المصابين إلى 107764 مصاباً.
ويعيش شمال قطاع غزة أوضاعاً مأساوية للغاية، تفاقمت بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي عمليته الأخيرة في المنطقة منذ أكثر من 80 يوماً. وحذرت هيئات ومنظمات دولية من تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في مناطق الشمال عامة، منبهة إلى مخاطر المجاعة، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات الإنسانية للمنطقة بشكل دوري. وشن الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة في محيط مستشفى العودة، واستهدفت الطابق الثالث بالمستشفى، كما استهدف بوابة المستشفى الإندونيسي المحاصر شمال غزة بنيران كثيفة من دباباته بعد أن أجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى، ووصل العديد منهم إلى مستشفى آخر على بعد أميال في مدينة غزة، بعضهم سيراً على الأقدام.
والمستشفى الإندونيسي أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال القطاع الذي يتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
وأكدت إدارة مستشفى العودة، في تل الزعتر شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع، أن غارات جوية عنيفة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية في محيطه بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات واشتعال النيران في منازل قريبة منه. وأعلنت إدارة المستشفى اندلاع حريق في مستودع الأدوية المركزي، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط المكان.
وقال مدير عام وزارة الصحة في القطاع منير البرش، إن الجيش الإسرائيلي أمر مسؤولي المستشفى بإخلائه أمس الأول الاثنين قبل اقتحامه في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء وإجبار من بداخله على المغادرة.
وأضاف أن مستشفيين آخرين في شمال غزة، وهما العودة وكمال عدوان، تعرضا أيضاً لاعتداءات متكررة من قوات إسرائيلية. وقال مسعفون إن القوات الإسرائيلية تعمل في محيط مستشفى كمال عدوان منذ يوم الاثنين.
ويرفض المسؤولون في المستشفيات الثلاثة حتى الآن الأوامر الإسرائيلية بإخلائها أو ترك المرضى بدون رعاية منذ بدء الهجوم العسكري الجديد في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2024. وذكر مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية أنهم قاوموا أمراً جديداً من الجيش الإسرائيلي بإجلاء مئات المرضى والأطباء والموظفين، مضيفاً أن المستشفى يتعرض باستمرار لإطلاق نار، ما أدى إلى إتلاف المولدات ومضخات الأكسجين وأجزاء من المبنى.
وفي سياق متصل، تدهور الوضع الإنساني في منطقة الشجاعية، بعدما أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء للسكان من عدة مناطق. وقتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون.
في قصف استهدف تجمعات للفلسطينيين في حي الشجاعية، بينما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مربعات سكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. (وكالات)
0 تعليق