صعّد الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، قصفه وغاراته الوحشية على قطاع غزة، وأوقع مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم نساء وأطفال من النازحين، كما دمر ما تبقّى من بنية تحتية، في وقت دعا فيه نواب متطرفون في الكنيست إلى تهجير سكان شمالي قطاع غزة بالكامل وقتل من لا يرفع الراية البيضاء، بينما حذرت منظمة أممية من تأثير مدمر للشتاء على النازحين.
سجل اليوم ال456 من حرب الإبادة المستمرة منذ أكتوبر 2023 مجازر جديدة، وذكرت وزارة الصحة بغزة في بيان أن «عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 45717 قتيلاً و108856 مصاباً منذ بدء العدوان»، وأشارت الوزارة إلى أن «الاحتلال ارتكب 4 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 59 قتيلاً و273 مصاباً خلال 24 ساعة»، قبل أن ترتفع الحصيلة لاحقاً إلى 62 مع استمرار القصف. وأفادت مصادر محلية في غزة بتجدد القصف المدفعي الإسرائيلي لمنطقة النزلة غرب جباليا شمالي القطاع ودير البلح وسط القطاع، فيما قامت زوارق البحرية الإسرائيلية بقصف شاطئ البحر بالمحافظة الوسطى.
وقال مسعفون إن قصفاً إسرائيلياً لمنزل في مدينة غزة أودى بحياة 12 فلسطينياً في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت، وقال السكان إن 14 شخصاً على الأقل كانوا في منزل عائلة الغولة عندما وقع الهجوم، ما أدى إلى تدمير المبنى. وحتى بعد الظهر استمرت أعمال البحث عن ناجين محتملين محاصرين تحت الأنقاض، بينما قال مسعفون إن من بين القتلى عدداً من الأطفال، فيما استمر تصاعد ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من الأثاث المحترق وسط الأنقاض لعدة ساعات بعد الهجوم.
وفي وقت لاحق من أمس، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة ثلاثة ركاب في سيارة شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. وأكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل مقتل «خمسة عاملين في مجال تأمين شاحنات المساعدات... إثر استهداف سيارتهم المدنية بصاروخ من طائرة حربية فجر أمس» في وقت كانت آليتهم في خان يونس. كما قُتل ثلاثة فلسطينيين فجراً باستهداف منزل في غرب خان يونس، بحسب بصل الذي أشار إلى أن القتلى هم زوجان وابنهما. وأكد أن الجيش الإسرائيلي «يتعمد استهداف حراس شاحنات المساعدات لضرب المنظومة الإنسانية والخدمية لزيادة معاناة شعبنا». وحذر من «الوضع الخطر الذي يتعرض له الكادر الطبي والمرضى في المستشفى الإندونيسي (في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع) الذين يحاصرهم الاحتلال منذ ثلاثة أيام وسط إطلاق النار والقذائف المدفعية». وأكد أنهم «يعانون عدم توفر مياه الشرب والطعام والكهرباء».
إلى ذلك، دعا 8 أعضاء في الكنيست الإسرائيلي وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس إلى إصدار أمر بتدمير كل مصادر المياه والغذاء والطاقة، في شمال قطاع غزة.
ووفق صحيفة «هآرتس»، فقد طالب النواب الثمانية، وهم أعضاء بلجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، الجيش الإسرائيلي باستخدام الحصار وتدمير البنية التحتية وقتل أي شخص «لا يرفع راية بيضاء» في شمال غزة، واستخدام هذه السياسية في أجزاء أخرى من القطاع.
ووفقاً للصحيفة فإن أعضاء الكنيست طالبوا كاتس بما وصفوه ب«تطهير» شمال غزة من السكان، مشيرين إلى أن استراتيجية الجيش الإسرائيلي لم تكن فعالة لهزيمة حركة «حماس».
ومنذ عدة أشهر، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف شمال القطاع بحملة عسكرية شرسة تهدف إلى القضاء على كل مظاهر الحياة وتدفع نحو تهجير السكان قسراً. كما يستهدف البنية التحتية بنسف المباني وخاصة المستشفيات، ما أجبر الكوادر الطبية والمرضى والمدنيين المرافقين لهم على ترك أماكنهم والتوجه إلى أماكن مجهولة.
على صعيد آخر، أعربت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء التأثير المدمر للأمطار الشتوية ودرجات الحرارة المتجمدة على النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تضيف إلى الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.
وقالت المنظمة الأممية إن الأمطار الغزيرة والفيضانات غمرت مواقع النزوح والملاجئ المؤقتة في أنحاء قطاع غزة، ما عرّض الأسر لظروف قاسية فيما تكافح لإصلاح الخيام التالفة بعد أشهر من الاستخدام.
وشددت المنظمة الدولية للهجرة على أن الوفيات بسبب الشتاء يمكن تفاديها، وقالت إنها سلمت ما يقرب من 180 ألف عنصر من الإمدادات ولديها أكثر من 1.5 مليون وحدة من الإمدادات الشتوية الأخرى جاهزة في المستودعات ونقاط الدخول، لافتة إلى أن القيود الشديدة على الوصول تمنعها من الوصول إلى المحتاجين. (وكالات)
0 تعليق