لمحت إسرائيل مجدداً إلى احتمال شنّ حرب شاملة على الضفة الغربية المحتلة، ضمن سياق من التهديدات أخذ يتصاعد في الفترة الماضية، في وقت نفذ فيه جيش الاحتلال عملية واسعة في مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية ترافقت مع حملة اعتقالات واسعة بخمس محافظات.
وذكرت «القناة 12» العبرية، أمس الخميس، أن وزير الجيش يسرائيل كاتس عقد اجتماعاً طارئاً مع رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية، حذّر خلاله من أن المنطقة على شفا حرب، وأن إسرائيل تستعد لحالة «حرب كاملة». ولفت كاتس إلى أن الهجوم الواسع في 7 أكتوبر عام 2023، كان من المقرر أن يتضمن هجوماً مماثلاً على مستوطنات الضفة الغربية.
وفي الأثناء، وجهت إسرائيل إنذاراً نهائياً للسلطة الفلسطينية بشأن سير العملية العسكرية في مخيم جنين، مطالبةً بتسريع وتيرة العملية وإحراز تقدم ملموس، وإلا سيتدخل الجيش الإسرائيلي مباشرة لتولي المهمة.
وكشفت «القناة 12» العبرية أنه وخلال محادثات مغلقة أبلغ المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم الفلسطينيين أن العملية العسكرية الجارية تعتبر دفاعية وليست هجومية وأنها تسير ببطء ولم تحقق النتائج المرجوة، وحثوهم على زيادة وتيرة العملية وإلا فإن إسرائيل لن تنتظر طويلاً وسوف تضطر إلى التدخل.
وبموازاة ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، عملياته لليوم الثاني على التوالي في مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية
إن الجيش الإسرائيلي وسّع عملياته في مدينة طولكرم ومخيمها، حيث يواصل حصار ومداهمة منازل في مخيم نور شمس، بالإضافة إلى اقتحام أحياء عدة في المدينة.
وأضافت المصادر أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية للمخيم، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع فلسطينيين، وسماع تفجيرات بين الحين والآخر. ورافقت القوات المتوغلة جرافات عسكرية شاركت في تدمير بنى تحتية في مخيمي طولكرم.
وقال محافظ طولكرم عبدالله كميل، في بيان، إن «العملية العسكرية في طولكرم جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال، وله أهداف خبيثة، مرتبطة بخطة الاحتلال المستمرة لنشر الفوضى والتدمير والتخريب».
وأشار إلى أن العملية تهدف أيضاً «لاستنزاف دائم لمقدرات السلطة الفلسطينية، عبر تجريف البنية التحتية واستهداف المحال التجارية، والأملاك الخاصة والعامة، وخلق حالة من عدم الاستقرار».
وفي الإطار، نفذ الجيش الإسرائيلي فجر أمس الخميس سلسلة اقتحامات في مدن وبلدات بالضفة الغربية، واعتقل عدداً من الفلسطينيين في مدينة قلقيلية شمالي الضفة بحسب مصادر محلية.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في بيان مشترك، أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات بيت لحم وقلقيلية والخليل ورام الله والقدس، وأن من بين المعتقلين أشقاء وأسرى سابقون.
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال نفذت عمليات تحقيق ميداني مع 50 فلسطينياً في بلدات محافظة الخليل، ورافق حملة الاعتقالات عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين الفلسطينيين.
(وكالات)
0 تعليق