وسع الجيش الإسرائيلي، أمس، نطاق ما يسميه عملية «السور الحديدي» في الضفة الغربية المحتلة، وشن عمليات اقتحام في مدن وبلدات الضفة تخللتها اعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار عملياتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيميها، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية أن الحرب على شمال الضفة وغزة لن تحقق الأمن والاستقرار، محذرة من انفجار قد يطال المنطقة برمتها، في حين جمدت واشنطن أموالاً مخصصة للسلطة الفلسطينية.
وواصلت القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ24 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ11 وسط تصعيد عسكري من هدم وتفجير وحرق للمنازل وتدمير واسع للبنية التحتية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن القوات الإسرائيلية دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) مترافقاً مع سماع أصوات إطلاق النار وانفجارات، في الوقت الذي اقتحمت ضاحيتي ذنابة شرق المدينة وارتاح جنوباً وداهمت عدة منازل ومبان سكنية واعتقلت عدداً من المواطنين بينهم نازحون من مخيم نور شمس. كما تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية لليوم الـ 30 على التوالي، على مدينة جنين ومخيمها والتي تسببت في نزوح آلاف الفلسطينيين، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي الدفع بمزيد من تعزيزاته العسكرية مصحوبة بالجرافات وصهاريج الوقود.
وفي محافظة بيت لحم اعتقلت القوات الإسرائيلية صباح أمس الأربعاء ستة أشخاص من مناطق متفرقة من المحافظة.
وذكر مصدر أمني أن قوات إسرائيلية اقتحمت عدة بلدات في محافظة بيت لحم واحتجزت 14 مواطناً لساعات خلال مداهمة بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، مضيفاً أنها اعتقلت ستة أشخاص بينهم فتى (14 عاماً). وفي محافظة نابلس اعتقلت القوات الإسرائيلية فجر أمس الأربعاء ثلاثة مواطنين.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني اعتقال القوات الإسرائيلية منذ الثلاثاء وحتى صباح أمس 30 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية، بينهم أطفال وأسرى سابقون.
من جهة أخرى، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، أمس الأربعاء، من مواصلة إسرائيل حربها الشاملة على الشعب الفلسطيني وأرضه في الضفة الغربية، خاصة في محافظة جنين ومخيمها، ومحافظة طولكرم ومخيميها، مرتكبة المزيد من جرائم القتل والتهجير وتدمير الممتلكات. ونقلت وكالة «وفا» عن أبوردينة قوله إن «القوات الإسرائيلية تشن حملة تدمير ممنهج للمنازل، وتهجير للمواطنين، ما أدى إلى مقتل عشرات المواطنين ومئات الجرحى، في ظل صمت دولي عن مخططات إسرائيل الرامية إلى تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري، استكمالاً لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة والتي أدت إلى مقتل وجرح وفقدان أكثر من 200 ألف مواطن».
إلى ذلك، أعلنت الإدارة الأمريكية مساء أمس الأربعاء، وقف كامل التمويل المخصص لأجهزة السلطة الفلسطينية. وقالت مصادر إسرائيلية إن إدارة ترامب أوقفت تمويل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ضمن الإجراءات التي تسعى إلى تجميد المساعدات الدولية التي تقدمها. (وكالات)