تسلمت إسرائيل، أمس الخميس، جثامين أربع رهائن بينها عائلة بيباس، وعوديد ليفشتس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما سيتم الإفراج عن 6 رهائن أحياء غداً السبت مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بالتزامن مع بدء محادثات أمريكية إسرائيلية في واشنطن حول المرحلة الثانية من صفقة التبادل، في وقت تواصلت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، وقنص جنود إسرائيليون فلسطينياً عاد لتفقد منزله في حي الشجاعية، وواصلوا إطلاق النار المكثف على مناطق مختلفة في رفح، في حين عبرت أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم تمهيداً لدخولها قطاع غزة.
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس أنه تسلم جثامين أربعة رهائن بينها عائلة بيباس المؤلفة من أمّ وطفليها قتلتهم القوات الإسرائيلية مع آسريهم أثناء قصفها للقطاع.
وكانت حركة «حماس» سلمت صباح أمس الخميس، في مدينة خان يونس جثامين الرهائن الأربعة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية سيتم إطلاق سراحهم غداً السبت، وذلك تنفيذاً لاتفاق التهدئة الساري بين الطرفين في قطاع غزة. وقالت حركة «حماس» في بيان «حافظنا على حياة أسرى إسرائيل، وقدّمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم»، مضيفة أنّ «الجيش الإسرائيلي قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم».
وبعد تسلّم جثث الرهائن الأربعة، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ «آسف لأننا لم نقم بواجبنا ونعيدك إلى المنزل بأمان»، وأضاف: «هذه لحظة حزن وألم. قلب الأمة بأكملها محطم إلى أشلاء. باسم دولة إسرائيل أحني رأسي وأطلب المغفرة. آسف لأننا لم نقم بواجبنا. آسف لأننا لم نحمِكم في ذلك اليوم اللعين. آسف لأننا لم نحضركم إلى المنزل بأمان».
ومن جهته، دعا مكتب بنيامين نتنياهو في بيان، الجمهور إلى احترام خصوصية العائلات والامتناع عن نشر الشائعات والمعلومات غير الرسمية التي لا أساس لها من الصحة. وتوعد نتيياهو في كلمة عبر الفيديو ب«القضاء على حماس» وتعهد باستعادة كل الرهائن من غزة. ومن المتوقع بعد ذلك أن تطلق «حماس» سراح ست رهائن أحياء غداً السبت.
ومن جانبها، وصفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ترتيبات «حماس» لتسليم رفات أربع رهائن إسرائيليين بأنها «شائنة وقاسية». وقالت المفوضية لصحفيين إن «موكب الجثث الذي رأيناه هذا الصباح شائن وقاسٍ ويناقض القانون الدولي. نطلب أن تجري كل عمليات التسليم بسرية واحترام وعناية».
وفي هذا الصدد، دان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ما وصفه ب«ازدواجية المعايير» التي تنتهجها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تعاملها مع جثامين الأسرى الإسرائيليين والقتلى الفلسطينيين. وقال مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة «بينما يُجري الصليب الأحمر مراسم رسمية مهيبة عند تسلُّم جثث الأسرى الإسرائيليين، يُسلّم جثامين الضحايا الفلسطينيين في أكياس زرقاء تُلقى داخل شاحنات تفتقر لأبسط مقومات الكرامة الإنسانية». وأضاف في منشور على منصة «إكس»، أن «هذا التمييز الصارخ في التعامل يعكس ازدواجية المعايير ويفضح العجز الدولي عن تحقيق العدالة والإنصاف!».
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مباحثات بدأت بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومبعوث واشنطن للشرق الأوسط ستيف ويتكوف حول المرحلة الثانية من صفقة غزة. وبحسب موقع «واللا» العبري فإن ديرمر الذي يرأس الوفد في مفاوضات المرحلة الثانية بدلاً من رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع، سيعرض على ويتكوف الشروط الإسرائيلية لإنهاء الحرب على غزة منها إبعاد قيادة «حماس». وأضاف الموقع أن نتنياهو عين تساحي هنغبي لإدارة هذه المرحلة من المحادثات. وكان من المتوقع أن يتحدث ويتكوف أمس هاتفياً مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول المرحلة الثانية من الصفقة».
وفي اجتماع مجلس الوزراء السياسي-الأمني«الكابينيت» يوم الأربعاء، تمت مناقشة المرحلة الثانية من الصفقة بشكل عام. وأوضح نتنياهو خلال المناقشة أن«مواقف إسرائيل فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من الصفقة تستند إلى أهداف الحرب التي حددها مجلس الوزراء». ومن المتوقع أن تطلب إسرائيل ألا تستمر«حماس» في السيطرة على غزة، وأن يتم نزع السلاح الثقيل من غزة، وأن يغادر كبار قادة الجناحين العسكري والسياسي للحركة في غزة القطاع إلى المنفى.
في غضون ذلك، عبرت أول دفعة من المنازل المتنقلة أمس الخميس، إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لدخولها قطاع غزة.
وذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»أنه جرى إدخال جرافة مع 15 منزلاً متنقلاً مقسمة على 5 شاحنات إلى قطاع غزة، مشيرة إلى دخول الدفعة ال17 من المرضى والمصابين بقطاع غزة لمعبر رفح البري للعلاج في المستشفيات المصرية.
إلى ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية، خروقاتها لوقف إطلاق النار في اليوم 32. وقتل محمد إياد سمير عبيد 23 عاماً قنصاً برصاص الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وسقطت أربع قذائف صوتية مع إطلاق نار مكثف جداً من الآليات محيط مسجد بلال في شارع القدس بتل السلطان غرب رفح جنوب القطاع.