أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس الخميس، أن الفساد بات ثقافة، ولن يتوقف إلا بالمحاسبة، مشيراً إلى أن «لبنان ليس مفلساً، بل دولة منهوبة»، فيما ساد الهدوء في الجنوب بعد الخروقات الإسرائيلية المستمرة، في وقت يكثف لبنان جهوده الدبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، بالتزامن مع تأكيد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني استمرار تقديم الدعم للشعب اللبناني، ولا سيما تزويد بيروت بالوقود وفق ترتيبات ثنائية خاصة.
وقال عون، خلال استقباله، وفد الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، برئاسة القاضي كلود كرم «همي الكبير هو مكافحة الفساد، الذي نخر إدارات الدولة وصار ثقافة، ولا يوقِف هذا الفساد إلا المحاسبة». كما توجه بالقول إلى الوفد «لا تتردّدوا في تطبيق القانون، وليكن الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت، ودوركم أساسيّ في المرحلة المُقبلة، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، بدءاً من رئيسِ الجمهورية».
كما أكد عون، خلال ترؤسه اجتماعاً للجنة الاستشارية الدستورية والقانونية لرئيس الجمهورية، أمس، أن «مهمتكم المساعدة في أداء المهام الدستورية والقانونية الملقاة على عاتق رئيس البلاد، وذلك استناداً إلى المصلحة العامة، بهدف استكمال تطبيق الدستور ومعالجة ثغراته، انطلاقاً من خطاب القسم والبيان الوزاري».
وبموازاة ذلك، ساد الهدوء جنوباً أمس بعد تصاعد الخروقات الإسرائيلية براً وجواً، واستكمل الجيش اللبناني الانتشار في جميع البلدات الحدودية بالتنسيق مع اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار وقوات «اليونفيل»، ويعمل على مواكبة عودة الأهالي إلى أراضيهم، عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرقات بعد الدمار الواسع الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة.
وأكدت قيادتا حركة «أمل» وجماعة «حزب الله»، أمس الخميس، «الرفض المطلق»، لبقاء إسرائيل فوق أي جزء من أراضي الجنوب، وعبَّرتا عن إدانتهما «للاستباحة» الإسرائيلية المستمرة لسيادة البلاد. ونقلت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» عن قيادتَي «أمل» و«حزب الله» القول في بيان إن ممارسات الجانب الإسرائيلي تعكس «نياته المبيتة تجاه لبنان وسيادته وأمنه واستقراره».
ودعت القيادتان الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى التحرُّك فوراً «لإلزام إسرائيل بتنفيذ بنود القرار (1701) والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، وكبح جماح عدوانيتها على اللبنانيين، ووقف استباحتها لسيادة لبنان».
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره اللبناني نواف سلام أمس، استمرار العراق في تقديم الدعم للشعب اللبناني، خاصة في مجال توفير الوقود. وأفاد المكتب الإعلامي للسوداني، بأن الجانبين بحثا تعزيز العلاقات المشتركة ومتابعة آخر تطورات الأوضاع في المنطقة.
وأكد السوداني استمرار العراق في تقديم الدعم للشعب اللبناني، خاصة في مجال توفير الوقود، تنفيذاً لقرارات مجلس الوزراء بدعم صمود لبنان وتعزيز قدراته في مواجهة مختلف التحديات. وبحسب اتفاقية مبرمة بين البلدين في سنة 2021 يزوّد العراق لبنان بالوقود بطريقة سداد طويلة الأجل، بينما أكد سلام حرص حكومته على تنمية العلاقات مع العراق في مختلف الصعد والمجالات، وتأكيد العمل المشترك من أجل توفير الأمن والاستقرار في المنطقة.