بيروت: «الخليج»
انسحب الجيش الإسرائيلي من القرى التي كان يحتلها في جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر الماضي والممدد حتى أمس 18 فبراير الجاري، إلا أنه احتفظ بخمس مواقع استراتيجية تشرف على المستوطنات، وذلك بالتزامن مع دخول الجيش اللبناني والأهالي إلى هذه البلدات المنكوبة.
بالتزامن مع تكثيف بيروت اتصالاتها بباريس وواشنطن، أعلن الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام في بيان مشترك أن استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلال، فيما اعتبرت المنسقة الأممية في لبنان ورئيس بعثة «اليونيفيل» إن تأخير الانسحاب الإسرائيلي والاحتفاظ بالمناطق الخمس يعد انتهاكاً للقرار 1701.
وانسحب الجيش الإسرائيلي من بلدات يارون ومارون الرأس وبليدا وميس الجبل وحولا ومركبا والعديسة وكفركلا والوزاني، وأبقى على خمس نقاط رئيسية على طول الحدود بحجة حماية المستوطنات الإسرائيلية بالرغم من موافقة لبنان على أن تتسلم قوات «اليونفيل» هذه النقاط وهي، تلال اللبونة في خراج الناقورة تقابلها أبرز مستوطنات الجليل الغربي من روش هانيكرا إلى شلومي ونهاريا، وجبل بلاط بين مروحين ورامية وتقابله مستوطنات شتولا وزرعيت، وجل الدير، وجبل الباط في خراج عيترون وتقابلهما مستوطنات أفيفيم ويفتاح والمالكية، ونقطة الدواوير على طريق مركبا – حولا وادي هونين ومستوطنة مرغليوت، وتلة الحمامص التي تقابل مستوطنة المطلة.
ورغم الانسحاب واصلت إسرائيل خروقاتها وتعدياتها أمس، حيث قامت قواتها بعمليات تمشيط من مركز المنارة في اتجاه منطقة كركزان شمال شرق بلدة ميس الجبل ما أدى إلى سقوط جريحين لبنانيين، بينما نقلت قوات إسرائيلية مواد متفجرة إلى بلدة كفرشوبا، وقامت بتفجير كبير في حرش الصوان، وقصفت بالمدفعية منطقة الحافور في أطراف البلدة.
في المقابل، أزال الجيش اللبناني السواتر الترابية عن عدد من الطرق في القرى الحدودية، وباشر بالبحث عن الألغام والقنابل والذخائر غير المنفجرة، تمهيداً لدخول السكان إلى بلداتهم التي دخلوها لاحقاً بنثر الأرز والزغاريد، بعد انقطاع عنها دام لأكثر من عام، فيما القاسم المشترك بين هذه البلدات هو دمار المنازل والأراضي المجروفة والبنى التحتية المدمرة.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أن وحداتها العسكرية انتشرت في بلدات العباسية، والمجيدية، وكفركلا – مرجعيون في القطاع الشرقي، والعديسة ومركبا وحولا وميس الجبل وبليدا ومحيبيب – مرجعيون في القطاع الأوسط، ومارون الراس والجزء المتبقي من يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط. كما انتشرت في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوات «اليونيفيل»، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي.
ومع دخول الجيش إلى هذه القرى، استمر توافد الأهالي لتفقد منازلهم وأرزاقهم. ودخل عدد كبير من الأهالي إلى بلداتهم سيراً على الأقدام وعبر الدراجات النارية والجرارات، إلا أنهم يواجهون صعوبة في الوصول إلى ما تبقى من منازل، بسبب عمليات التجريف والتخريب للطرقات الفرعية والعامة، وتدمير معظم المرافق العامة.
إلى ذلك، عقد رئيس الجمهورية جوزيف عون اجتماعاً استثنائياً في القصر الجمهور في بعبدا أمس، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام. وقد أكد المجتمعون الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية، مشددين على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وجاء في بيان الرؤساء الثلاثة أنه «إزاء تمادي إسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون... التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقرَّ القرار 1701؛ لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية».
وأكد البيان تمسُّك الدولة اللبنانية «بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، وتأكيد حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب الجيش الإسرائيلي».
كما شدد على دور الجيش اللبناني وجاهزيته الكاملة لتسلُّم مهامه على الحدود الدولية المعترف بها، بما يحفظ السيادة الوطنية، ويحمي أهل المنطقة.
وذكّر بأن الفقرة 12 من اتفاق وقف إطلاق النار، التي أكدت بوضوح تام تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، على ألا يتجاوز ذلك 60 يوماً.
وأضاف «أمام تنصل إسرائيل من تنفيذ التزاماتها، قرّر المجتمعون التوجه إلى مجلس الأمن الدولي الذي أقرَّ الـ(1701) لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزامها الانسحاب حتى الحدود الدولية».
واعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، «إن أي تأخير آخر في الانسحاب الاسرائيلي يناقض ما كنّا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكاً مستمراً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701»، وقالا في بيان مشترك أمس:«لا ينبغي لهذا الأمر أن يحجب التقدّم الملموس الذي تم إحرازه منذ دخول التفاهم حيّز التنفيذ في أواخر نوفمبر ، فقد انسحب الجيش الإسرائيلي من المراكز السكانية في جنوب لبنان، وانتشرت القوات المسلحة اللبنانية في ظروف صعبة، ودعمت عودة المجتمعات المحليّة وعملت على استعادة الخدمات الأساسية، وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون والحكومة عازمان على بسط سلطة الدولة بشكل كامل في كل المناطق في الجنوب وتعزيز الاستقرار لمنع عودة النزاع إلى لبنان، وهم يستحقون الدعم الثابت في هذا المسعى».
انسحاب إسرائيلي منقوص من جنوب لبنان.. والسكان يعودون للبلدات المنكوبة - ستاد العرب

انسحاب إسرائيلي منقوص من جنوب لبنان.. والسكان يعودون للبلدات المنكوبة - ستاد العرب
0 تعليق