أكد المشاركون في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، الذي عقد تحت عنوان «أمة واحدة.. مصير مشترك» في البحرين، أهمية تعزيز الوحدة الإسلامية والتفاهم المشترك بين المذاهب لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة.
ودعا المتحدثون في الجلسة الأولى للمؤتمر إلى ضرورة تجاوز الخلافات التاريخية والعمل على ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي، مستندين إلى التجارب الناجحة في التقريب بين المذاهب. وأشاروا إلى أن هناك عوائق رئيسية تعرقل الوحدة الإسلامية منها ضعف المعرفة المتبادلة والمعلومات المغلوطة التي تكرس الصور النمطية السلبية، الأمر الذي يتطلب مواجهة هذه التحديات بنشر الوعي وتعزيز الحوار وإبراز القواسم المشتركة مثل وحدة الكتاب والقِبْلة وأركان الدين الأساسية. وشدد أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف المصري على أن التنوع المذهبي والفكري على أن الخلافات الفقهية لا ينبغي أن تتحول إلى صراعات أو قطيعة بين أبناء الأمة الواحدة.
وأجمع المشاركون في ختام الجلسة على أن تحقيق الوحدة الإسلامية ليس أمراً مستحيلاً، بل يتطلب جهوداً مشتركة على المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية، موضحين أن الإعلام يجب أن يكون أداة لتعزيز التقارب بين المذاهب لا وسيلة لإثارة النزاعات.
وخلال الجلسة الثانية للمؤتمر، أكد علماء ومفكرون من الدول الإسلامية، أهمية تعزيز ثقافة التفاهم والتسامح بين المذاهب، وأن العلماء والمرجعيات الدينية يتحملون مسؤولية محورية في تجاوز عوائق التفاهم ومد جسور التواصل بين أتباع المذاهب. وحذروا من أن التوظيف السياسي للتنوع هو ما يؤدي إلى الانقسامات الحادة. وأكدوا ضرورة تعزيز ثقافة المواطنة والعدل والمساواة بين أبناء الأمة. وأكد نظير عياد، مفتي مصر أن «المواطنة» ليست فكرة غربية وافدة كما يُصوّرها البعض، بل هي دعوة إلى التعارف وتحقيق العدالة ومد جسور المحبة بين الأطياف المختلفة. واقترح تأسيس رابطة عالمية مستقلة لتوحيد جهود التقريب بين المؤسسات، وتعزيز التفاهم والمواطنة وضمان استقلاليتها عن الأجندات الطائفية، فضلاً عن تعزيز العمل الإنساني المشترك في مجالات الإغاثة ومكافحة الفقر والجهل.  (وام)