أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري ل«حماس»، أمس الأربعاء، أنه سيتم اليوم الخميس تسليم 4 جثث رهائن إسرائيليين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما أبدت الحركة استعدادها لإطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين المتبقين دفعة واحدة في المرحلة الثانية من التهدئة مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين، فيما اندلعت حرب بين أركان إسرائيل من خلال اتهامات بين جهازي «الموساد» و«الشاباك» من جهة، ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة أخرى، على خلفية الطريقة التي أجريت فيها المفاوضات.
انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد مكتب نتنياهو واصفاً بيانه بالجبان والكاذب، في وقت واصلت إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار حيث قتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في جنوب القطاع، وأعلن الأردن عن بدء إرسال بيوت متنقلة إلى قطاع غزة.
وقالت «كتائب القسام»، في بيان، إنه سيتم اليوم الخميس تسليم جثث أربع رهائن اسرائيليين، من بينهم ثلاث من عائلة بيباس، مشيرة إلى أنهم «كانوا جميعاً على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات إسرائيلية بشكل متعمد». وبينما اعتبر نتنياهو أن اليوم الخميس سيكون «يوماً مؤلماً» لإسرائيل مع تسلمها جثث أربع رهائن احتجزتهم «حماس» منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى احترام الخصوصية والكرامة قبل التسليم المتوقع لجثث الرهائن.
ومن جهته، قال المستشار الإعلامي لرئيس «حماس» طاهر النونو إن الحركة «أبلغت الوسطاء أنها مستعدة ضمن اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى في المرحلة الثانية دفعة واحدة وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى... في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون إسرائيل». وأضاف النونو أن الحركة «أبدت للوسطاء أنها مستعدة لعملية تبادل واحدة لكل الأسرى بإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الذين لديها ولدى الفصائل الفلسطينية، الأحياء والجثث، بمن فيهم كبار الضباط العسكريين». ولم يوضح عدد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى «حماس» أو فصائل مسلحة أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم بعد انتهاء المرحلة الأولى للتبادل. وأوضح أن هذه الخطوة «للتأكيد على جديتنا واستعدادنا التام للمضي قدماً في إنهاء هذا الموضوع وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف إطلاق النار وصولاً للوقف المستدام».
ومن المقرر أن تفرج «حماس» بعد غد السبت عن ستة رهائن أحياء على أن يتم تسليم أربع جثث أخرى الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، شن مسؤول كبير في مكتب نتنياهو، أمس الأربعاء، هجوماً لاذعاً على رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، ورئيس الموساد ديدي برنياع، دون أن يسميهما على وجه التحديد، بسبب الطريقة التي أجريت بها المفاوضات حتى الآن. ووفقاً للقناة ال 12 الإسرائيلية، يأتي هذا الهجوم في ظل مزاعم مقربين من نتنياهو بأنه ينوي قريباً إقالة رئيس الشاباك. وقال المسؤول الكبير في مكتب نتنياهو: «النجاح في الاتفاق الذي أدى إلى إطلاق سراح ستة من أسرانا الأحياء دفعة واحدة، إلى جانب استعادة أربعة متوفَّين اليوم الخميس، هو نتيجة قرار رئيس الوزراء بتغيير تركيبة فريق التفاوض». وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، سيقود المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق إطلاق سراح الرهائن مع «حماس». وذكرت القناة ال 13 الإسرائيلية أنه لم تتم أيضاً دعوة برنياع وبار إلى مناقشة أمنية حاسمة في مكتب نتنياهو مساء الثلاثاء، بينما تصوغ القيادة الإسرائيلية موقفها من المحادثات بشأن المرحلة الثانية.
ومن جهته، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد «التصريح الجبان» الذي هاجم فيه «مسؤول كبير» رئيسي جهازي الموساد والشاباك الأمنيين اللذين قادا المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار. وقال لابيد في بيان إن «الإعلان الصادر عن مكتب نتنياهو يثير مخاوف بشأن استقرار حكمه»، معتبراً أن «هذا بيان جبان وأيضاً كاذب».
وكان نتنياهو قرر الثلاثاء بدء المفاوضات الرسمية حول المرحلة الثانية من صفقة التبادل خلال الأسبوع الجاري، عقب اجتماع مجلس الشؤون الأمنية والسياسية «الكابينيت».
وأبلغ نتنياهو الوزراء الإسرائيليين بقراره وأكد أن أي نقاش جوهري حول المرحلة المقبلة سيُعرض على الكابينيت مسبقاً للموافقة عليه.
في غضون ذلك، قتل الطفل محمود أبو زكار برصاص قوات إسرائيلية بمنطقة المطار شرقي رفح. هدمت قوات إسرائيلية ستة منازل تعود لعائلة قشطة قرب الكراج الشرقي وسط مدينة رفح.
إلى ذلك، أعلنت الهيئة الخيرية الأردنية بدء إرسال البيوت المتنقلة إلى قطاع غزة بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية. وقالت الهيئة الخيرية الأردنية في بيان أمس الأربعاء إن هذه الخطوة النوعية تأتي ضمن سلسلة الجهود الإغاثية التي ينفذها الأردن منذ بداية الأزمة الإنسانية في غزة، بهدف توفير مأوى آمن للعائلات المتضررة من الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. وفي الإطار ذاته، ذكرت مصادر فلسطينية أن خمس آليات ثقيلة دخلت إلى قطاع غزة أمس الأربعاء عبر معبر رفح.
(وكالات)
«حرب» بين أركان إسرائيل بشأن مفاوضات الهدنة في غزة - ستاد العرب

«حرب» بين أركان إسرائيل بشأن مفاوضات الهدنة في غزة - ستاد العرب
0 تعليق