«الخليج» - وكالات
أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقوم بنشر منظومة الدفاع الأمريكية «ثاد» المتطورة والمتخصصة في اعتراض الصواريخ الباليستية، داخل إسرائيل، بالإضافة إلى الجنود اللازمين لتشغيلها، لتعزيز دفاعاتها الجوية ضد أي هجمات صاروخية محتملة.
وتنشر الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي في الشرق الأوسط وأوروبا، بما في ذلك أنظمة «باتريوت»، ورغم أن «ثاد» تعتبر مكملة لمنظومة باتريوت، فإنه يمكنها الدفاع عن مساحة أكبر واعتراض الصواريخ الباليستية على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر.
وبحسب رأي مراقبين عسكريين فإن هذا النظام الدفاعي المتقدم للغاية هو الوحيد في الولايات المتحدة المصمم لاعتراض الأهداف خارج الغلاف الجوي.
ويأتي اسم منظومة «ثاد» التي ظهرت عام 1992 من الطريقة التي يعمل بها نظام الدفاع الجوي، وهي اعتراض الصواريخ الباليستية المقبلة خلال المرحلة النهائية، كما أن لديها القدرة على اعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه.
خصائص «ثاد»
وصممت شركة «لوكهيد - مارتن» نظام «ثاد» الدفاعي لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، داخل وخارج الغلاف الجوي.
تتكون كل بطارية «ثاد» من أجزاء رئيسية، هي: الصواريخ الاعتراضية، وقاذفات الصواريخ، والرادار، ونظام الاتصال وإدارة النيران، بالإضافة إلى ملحقات أخرى، مثل مولّدات الطاقة.
يبلغ طول الصاروخ الاعتراضي في منظومة «ثاد» أكثر من 6 أمتار، ويصل وزنه إلى أكثر من 650 كيلوغراماً، ويعمل على مرحلة واحدة، ويحتوي جزء المحرك الصاروخي على الوقود الصلب، بينما يحتوي الرأس الحربي على وقود سائل.
ولا يحتوي رأس الصاروخ على موادّ متفجرة، ويعتمد في اعتراض الأهداف المعادية على «الطاقة الحركية»، أي الاصطدام بالهدف خلال طيرانه بسرعة كبيرة؛ ما يؤدي لتدميره.
ويمتلك الصاروخ الاعتراضي نظام تتبُّع للأهداف بالأشعة تحت الحمراء، وعندما يقترب من الهدف ينفصل جزء المحرك الصاروخي، ويغير الرأس الحربي اتجاهه بواسطة نفاثات جانبية حتى يعترض الهدف.
وتُثبَّت قاذفة الصواريخ على شاحنة ثقيلة حتى يسهل تحريكها من مكان لآخر، وتحتوي كل قاذفة على 8 أنابيب إطلاق للصواريخ تحمل كل منها صاروخاً واحداً يتجاوز طوله 6 أمتار. وفي العادة تضم بطارية «ثاد» 6 قاذفات للصواريخ بإجمالي 48 صاروخاً. وتستغرق كل قاذفة نحو 30 دقيقة لإعادة تذخيرها بصواريخ جديدة.
ما هي مميزات وعيوب المنظومة؟
ويتميز نظام ثاد للدفاع الجوي بقابليته للنقل والنشر بسرعة، وقد برهن على قدراته في عدد من التجارب الناجحة، بالإضافة إلى أنه يستخدم تكنولوجيا تدمر فيها الطاقة الحركية رؤوس الصواريخ المقبلة.
كما يستطيع إسقاط الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى في أثناء المرحلة النهائية من رحلتها، ويمكن تشغيله مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي الأخرى.
وتكامُل النظام مع صاروخ «بي إيه سي-3» يوفّر له إمكانية اعتراض الصواريخ على ارتفاعات تصل إلى 25 كيلومتراً ومدى يصل إلى 40 كيلومتراً، كما يوفر النظام دقة عالية في التحكم، ما يعزز فعاليته في اعتراض الأهداف، يستخدم نظام «ثاد» وقود الهيدرازين المزدوج، وهو ما يعزز أداءه.
وتعد الميزة البارزة لأنظمة ثاد هي أنها لا تحمل رؤوساً حربية. وبدلاً من ذلك، فإنها تعتمد على طاقة تأثيرها الحركية لتدمير الصواريخ المقبلة. وأظهرت بيانات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن رادارات ثاد قادرة على اكتشاف وتتبع الصواريخ المقتربة على مدى يتراوح بين 870 إلى 3000 كيلومتر.
وعلى الرغم من هذه المميزات الفائقة التي تتمتع بها المنظومة الأمريكية للدفاع الجوي، فإنها تحتاج بعد عملية النشر إلى 30 دقيقة لإعادة تجهيز كل عربة منها، ما قد يؤثر في قدرته على الاستجابة الفورية.
كيف تصطاد أهدافها ؟
وتعمل منظومة ثاد فور التقاط الرادار الهدف ثم تحديد ومتابعة مسار طيرانه، ومن ثم إرسال المعلومات عن طريق نظام الاتصال وإدارة النيران إلى القاذفات.
وفي أعقاب هذه الإجراءات الاستباقية، تطلق القاذفة صاروخاً اعتراضياً أو أكثر، حسب طبيعة الأهداف، وعندما يقترب الصاروخ الاعتراضي من الهدف ينفصل الجزء الخلفي من الصاروخ الاعتراضي ويترك للرأس الحربي حرية المناورة حتى اعتراض الهدف.
مرَّ نظام «ثاد» بالعديد من الاختبارات في عقد التسعينات، حتى نشر الجيش الأمريكي أول بطارية منه في موقع عسكري بتكساس حتى يُتاح لجنود وضباط الجيش التدريب على تشغيل المنظومة وصيانتها. ونشر الجيش الأمريكي المنظومة خارج الولايات المتحدة في جزيرة غوام وكوريا الجنوبية ولبعض الفترات في أوروبا.
0 تعليق