بحث وفد أمريكي وصل إلى دمشق، أمس الجمعة، مع زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني في لقاء غير مسبوق، رفع «الهيئة» من قائمة الإرهاب الأمريكية، إضافة إلى العقوبات المفروضة على سوريا وقانون «قيصر»، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية، فيما تم إلغاء المؤتمر الصحفي للوفد الأمريكي «لأسباب أمنية».
وتحدثت تقارير إخبارية عن أن الحكومة المؤقتة بدأت التحضير لإطلاق حوار وطني خلال أيام، في حين دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى «القضاء» على المنظمات الإرهابية في سوريا، مشيراً إلى استعداد تركيا لمساعدة إدارة سوريا الجديدة في بناء الدولة والدستور.
وقالت مصادر إعلامية إن الجولاني عقد «لقاء إيجابياً» مع وفد دبلوماسي أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، وفق ما كشف مصدر من السلطة الجديدة. وقال المصدر من دون الكشف عن هويته رداً على سؤال صحفي بشأن اللقاء: «نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابياً، وستصدر عنه نتائج إيجابية إن شاء الله».
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية تفاصيل زيارة الوفد الدبلوماسي الأمريكي العاصمة السورية. وقال متحدث باسمها إن دبلوماسيين أمريكيين التقوا مع ممثلين عن «هيئة تحرير الشام» في دمشق، أمس الجمعة، موضحاً أنهم بحثوا مبادئ انتقال السلطة في سوريا والتطورات الإقليمية والحاجة إلى محاربة تنظيم «داعش». وأضاف أن الدبلوماسيين الأمريكيين أجروا أيضاً محادثات مباشرة مع المجتمع المدني السوري وناشطين وأفراد من الطوائف المختلفة.
وتابع أن الدبلوماسيين ناقشوا القضايا المتعلقة بمصير الصحفي المفقود أوستن تايس وغيره من المواطنين الأمريكيين الذين اختفوا في عهد النظام السابق.
وكان من المفترض أن تعقد مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط مؤتمراً صحفياً، لكن تم إلغاؤه «لأسباب أمنية». وبعدما انتظر الصحفيون لأكثر من ساعة في أحد فنادق العاصمة السورية، تمّ إبلاغهم بإلغاء المؤتمر. وقالت رنا حسن من طاقم السفارة في دمشق: «للأسف.. تم إلغاء المؤتمر الصحفي لأسباب أمنية»، من دون أن تحدد ماهيتها.
وأوضحت المصادر الإعلامية، أن «الاجتماع بين الوفد الأمريكي والجولاني الذي عقد بأحد فنادق العاصمة دمشق»، ناقش رفع العقوبات عن الشعب السوري ومن بينها قانون قيصر، إلى جانب رفع «هيئة تحرير الشام» عن قوائم الإرهاب. وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن «الوفد الأمريكي وصل إلى مقر إقامة قائد هيئة تحرير الشام (الجولاني) أحمد الشرع في أحد فنادق العاصمة السورية».
وفي التفاصيل، أوضحت الوكالة أن «قافلة سيارات رباعية الدفع تحمل لوحات أردنية وترفع العلم الأمريكي وصلت إلى الفندق. ووضع على الزجاج الأمامي لكل سيارة ورقة كتب عليها بالعربية والإنكليزية هذه قافلة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية».
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إخبارية أن الحكومة المؤقتة تعمل على عقد اجتماع موسع في دمشق لإطلاق حوار وطني شامل خلال الأيام المقبلة. وأكدت التقارير أن الاجتماع سيحضره كل الهيئات وممثلون عن الشعب السوري ومكوناته، كما ستتم دعوة ممثلي التجمعات السياسية والمجتمع المدني والكفاءات العلمية ومستقلين، مبينة أنه سيشارك في الاجتماع أيضاً ممثلون عن الفصائل العسكرية. وأفادت بأن الاجتماع سيضع أسس النقاش بشأن المرحلة الانتقالية وآلية إدارة شؤون الدولة في الفترة المقبلة، مؤكدة أن الحكومة السورية أكملت تحضيراتها للاجتماع وسيتم عقده خلال الأيام المقبلة.
في غضون ذلك، قال أردوغان في تصريحات إعلامية أدلى بها لدى عودته من قمّة في القاهرة إنه «ينبغي القضاء على «داعش» وحزب العمال الكردستاني وشركائهما الذين يهددون وجود سوريا»، مشدداً على أن «الوقت قد حان لتحييد المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا». وأعلن الرئيس التركي أن حكومته تتخذ «تدابير وقائية» إزاء المجموعات التي تمثّل تهديداً لتركيا.
وقال: «من المستحيل أن نقبل بخطر من هذا القبيل»، معرباً عن أمله ألا تلجأ القيادة السورية الجديدة للعمل مع هذه الوحدات. وأشار إلى أن تركيا ستساعد الإدارة السورية الجديدة على بناء هيكل الدولة وصياغة دستور جديد، مضيفاً أن أنقرة تتواصل مع دمشق بشأن هذا. كما كشفت مصادر صحفية تركية، أمس الجمعة، عن أن أردوغان يستعد لزيارة سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة. وقالت صحيفة «تركيا» الرسمية، نقلاً عن مصادر سورية، إن أردوغان قد يقوم بزيارة «تاريخية» إلى دمشق في غضون الأسبوعين المقبلين. وأوضحت الصحيفة أن جدول زيارة أردوغان المحتملة، قد يشمل أداء الصلاة في الجامع الأموي، ولقاء مع الجولاني. (وكالات)
0 تعليق