حذَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن أي هدنة مع روسيا دون ضمانات أمنية لكييف لن تؤدي إلى سلام مستدام، في وقت تتزايد فيه الدعوات الغربية لوقف القتال بعد التقارب الروسي الأمريكي، فيما دعا الكرملين إلى «إرغام» زيلينسكي على تحقيق السلام، بينما لوّح مسؤولون جمهوريون مقرّبون من الرئيس دونالد ترامب بضرورة تغيير القيادة الأوكرانية. فيما حذَّرت باريس من أن «الطموحات الروسية» تدفع خط المواجهة تدريجياً نحو دول الاتحاد الأوروبي، في الأثناء أسفر هجوم روسي على ساحة تدريب بأوكرانيا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وجاء تصريح زيلينسكي خلال مقابلة مع وسائل إعلام بريطانية، عقب حضوره قمة في لندن بدعوة من رئيس الوزراء كير ستارمر، حيث شارك فيها قادة دول حليفة لكييف، وشدد زيلينسكي قبيل مغادرته بريطانيا على أن «إرغام أوكرانيا على وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية جدية سيكون إخفاقاً للجميع»، مشيراً إلى أن روسيا قد تنتهك أي اتفاق، مما سيؤدي إلى تبادل الاتهامات لسنوات حول الطرف الذي خرق الهدنة أولاً.
في المقابل، دعا الكرملين إلى «إرغام» زيلينسكي على تحقيق السلام، وانتقد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف زيلينسكي قائلاً إنه يفتقر إلى الدبلوماسية، مشيراً إلى أن الحلفاء الأوروبيين بحاجة إلى تهدئة ترامب بعد حديثه مع الرئيس الأوكراني.
وفي السياق، لمّح مسؤولون جمهوريون مقربون من ترامب إلى ضرورة تغيير القيادة الأوكرانية. إذ صرح مستشار الأمن القومي مايك والتز قائلاً: «نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتفاوض مع الروس لإنهاء الحرب».
وردّ زيلينسكي بالتأكيد على أن استبداله «لن يكون بهذه السهولة»، مشيراً إلى أن المسألة لن تقتصر على تنظيم انتخابات، بل ستتطلب منعه من الترشح، وهو ما وصفه بالمهمة «المعقدة».
وأضاف، أنه سبق أن عرض التنحّي في حال انضمام بلاده إلى حلف الناتو، قائلًا: «إذا تحقق ذلك، فهذا يعني أنني أنجزت مهمتي».
وفي تطور متصل، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أن «خطر الحرب في القارة الأوروبية لم يكن يوماً بهذا المستوى من الخطورة»، مشيراً إلى أن «الطموحات الروسية» تجعل خط المواجهة يقترب تدريجياً من دول الاتحاد الأوروبي.
وأعرب بارو عن ارتياحه لنتائج قمة لندن، التي شهدت تعهداً أوروبياً بمواصلة دعم كييف عسكرياً، مشدداً على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية وعدم الاعتماد بالكامل على الولايات المتحدة في الأمن الإقليمي.
وفيما يخص الهدنة المقترحة من قبل باريس ولندن، اعتبر الوزير الفرنسي أنها «اختبار لمدى جديّة روسيا في إنهاء الحرب موضحاً أن المقترح لا يتضمن انسحاباً روسياً فورياً من الأراضي الأوكرانية، لكنه يمهّد لمفاوضات سلام حقيقية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في تصريحات لصحيفة «لو فيغارو» أن فرنسا وبريطانيا اقترحتا هدنة لمدة شهر تشمل وقف الهجمات الجوية والبحرية، واستهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا. لكن وزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة، لوك بولارد، نفى وجود اتفاق بين لندن وباريس بهذا الشأن.
ميدانياً، أسفر قصف روسي بصاروخ باليستي من طراز«إسكندر-إم» على موقع تدريب عسكري في منطقة دنيبروبيتروفسك وسط أوكرانيا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكد قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن الهجوم استهدف وحدة عسكرية أثناء تدريبها، مشيراً إلى أن القوات الروسية استخدمت ذخائر عنقودية انتشرت على نطاق واسع في موقع الاستهداف.
ورغم عدم إعلان السلطات الأوكرانية رسمياً عن عدد الضحايا، أفاد المدون العسكري الأوكراني يوري بوتوسوف بمقتل ما بين 30 و40 جنديًا، وإصابة نحو 90 آخرين.
وعلّقت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا على الحادثة، متهمة القيادة العسكرية الأوكرانية ب«الإهمال»، بينما أعلن الجيش الأوكراني فتح تحقيق في الواقعة وتعليق مهام قائد الوحدة المستهدفة ومسؤول التدريب فيها. (وكالات)
تلويح أمريكي بتغيير زيلينسكي.. وفرنسا تخشى اتساع الحرب - ستاد العرب

تلويح أمريكي بتغيير زيلينسكي.. وفرنسا تخشى اتساع الحرب - ستاد العرب
0 تعليق