تهديدات «الموت» وتداعياتها على اتفاق غزة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة ـ (أ ف ب)
رأت حركة حماس، الخميس، أن التهديدات التي أطلقها دونالد ترامب تشجّع إسرائيل على تقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعدما توعّد الرئيس الأمريكي سكان القطاع الفلسطيني المحاصر بـ«الموت» ما لم يتم الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين فيه.
وأتى تهديد ترامب بعيد تأكيد الولايات المتّحدة أنّها أجرت، بالتشاور مع إسرائيل، اتصالات سرية مباشرة مع الحركة الفلسطينية تركزت على الرهائن الأمريكيين في القطاع، وذلك في تغيير جذري عن سياسة طويلة الأمد للولايات المتحدة.


ووجّه ترامب إلى حماس «آخر تحذير» لكي تطلق الرهائن الأحياء والأموات، وتغادر قيادتها قطاع غزة المدمّر بفعل الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس.
وكتب ترامب على منصّته «تروث سوشل» «إلى سكّان قطاع غزة: «هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح».
وأضاف: «أرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم.. هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة للقيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة».
وردّ المتحدث باسم حماس حازم قاسم الخميس بالتأكيد أن تهديدات ترامب «تشجع» إسرائيل على «عدم تنفيذ بنود» اتفاق الهدنة الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأوضح أن التهديدات «تعقد المسائل المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، وتشجع على عدم تنفيذ بنوده»، طالباً من الإدارة الأمريكية «الضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية حسب ما نص عليه الاتفاق» الذي أبرم بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.

- ترامب يعني ما يقول -
وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
ومع انقضاء المرحلة الأولى في نهاية الأسبوع، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف إبريل/نيسان بناء على مقترح أمريكي، في حين تمسكت حماس بضرورة التفاوض حول المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع نهاية للحرب.
وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حماس على أخد تهديدات ترامب على محمل الجد. وقال إن الرئيس «لا يقول هذه الأمور من دون أن يعنيها، كما يكتشف ذلك الناس في العالم. إذا قال إنه سيقوم بأمر ما، فسيقوم به».
وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن هذه الاتصالات السرية مع حماس، ردت بأن المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر الذي «يشارك في المفاوضات، لديه السلطة للتحدث إلى أي كان».
ورفضت تقديم تفاصيل بشأن المباحثات، مشيرة إلى أن «أرواح الأمريكيين على المحك». وأكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع الأمريكيين.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو «خلال المشاورات مع الولايات المتحدة، أبدت إسرائيل رأيها بشأن إجراء مناقشات مباشرة مع حماس».
وبحسب موقع أكسيوس الذي كان أول من كشف عن هذه الاتصالات، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص هذه المشاورات في الأسابيع الأخيرة في الدوحة. وركزت على إطلاق سراح خمسة رهائن أمريكيين ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة، أربعة منهم تأكد مقتلهم ويعتقد أن خامساً لا يزال على قيد الحياة.

- «ناقوس الخطر» -
وفي ظل الخلافات بشأن المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة، أعلنت إسرائيل تعليق إدخال المساعدات، في خطوة لقيت تنديداً واسعاً، نظراً لتداعياتها السلبية على سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والذين يواجهون أساساً ظروفاً إنسانية كارثية.
وطالب وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، الأربعاء، إسرائيل بإيصال المساعدات إلى سكان غزة «بشكل كامل وسريع وآمن ومن دون معوقات». كما اتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل باستخدام «التجويع سلاحاً في الحرب».
ويخشى سكان القطاع من تأثير انقطاع المساعدات على الأوضاع اليومية فيه. وقال رئيس بلدية دير البلح نزار عياش: «ندق ناقوس الخطر خوفاً من قطع الوقود الذي تحتاج إليه البلدات في معالجة الصرف الصحي وضخ المياه من الآبار، كذلك رفع النفايات».
من جهته، قال أبو همام الحسنات أحد سكان مدينة دير البلح: «لا توجد مياه حلوة.. الناس يشتكون من قلة المياه. النفايات لا نستطيع أن نتخلص منها مما يؤثر على المياه الجوفية داخل الأرض».

- مهمة «لم تنته» -
وتشدد إسرائيل على أن هدفها المعلن بـ«القضاء» على حماس لم يتحقق بعد. وقال رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال تسلمه منصبه من هرتسي هاليفي الأربعاء: «هذه ليست عملية تسليم وتسلم عادية، هذه لحظة تاريخية.. حماس تعرضت بالفعل لضربة قاسية، لكنها لم تُهزم بعد». وتابع «المهمة لم تنته بعد».
وتصطدم المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة بمواقف الطرفين المتعارضة.
ووفقاً للاتفاق، من المفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن جميع الرهائن الأحياء مقابل إفراج إسرائيل عن المزيد من المعتقلين الفلسطينيين. أما المرحلة الثالثة للاتفاق فيفترض أن تكون مخصصة لإعادة إعمار القطاع.
وأقر قادة عرب خلال قمة طارئة عقدت في القاهرة الثلاثاء، خطة لإعادة إعمار غزة تستبعد عملياً حماس وتنص على عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع الذي طردتها منه الحركة في 2007. لكن إسرائيل رفضت هذه الخطة، وهي ردّ عربي على مقترح ترامب لغزة الذي ينصّ على ترحيل سكان القطاع إلى مصر والأردن، والذي أثار تنديداً واسعاً.
واستبعد المحلل السياسي والوزير الفلسطيني السابق غسان الخطيب، أن تلقى الخطة العربية قبولاً إسرائيلياً.
وأوضح «من غير المنطقي أن تتخلى إسرائيل عن خطة ترامب وتتبنى خطة العرب. لا مجال لحصول ذلك».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق