بيروت «الخليج»، وكالات:
تواصَلَ التصعيد الميداني المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل، أمس الثلاثاء، مع بدء مفاوضات التسوية ووقف إطلاق النار، بهدف تكريس مبدأ التفاوض بالنار من جهة، وفرض الشروط من جانب كل طرف على الطرف الآخر، من جهة ثانية، إذ إن توسيع الغارات الإسرائيلية وتكثيفها على الجنوب والبقاع وبيروت، وتكثيف الضغط العسكري على محاور التوغل البري، قابله تصعيد مماثل من قبل «حزب الله» الذي استهدف العمق الإسرائيلي في عكا وحيفا وتل أبيب بالصواريخ النوعية وبالمسيرات، بموازاة التصدي لمحاولات التوغل البري في أكثر من محور، في وقت أكدت قوات «اليونيفيل» أن قدرتها على القيام بمهام المراقبة في المنطقة أصبحت محدودة للغاية نتيجة الصراع المستمر، وأشارت إلى أن الأرجنتين سحبت ثلاثة من عسكرييها.
شن الطيران الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، غارة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من دون سابق إنذار. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية مبنى مؤلفاً من 4 طبقات في منطقة الشياح، ودمّرته ما أدى إلى مقتل شخصين، فيما أعلن الجيش اللبناني أن ثلاثة من جنوده قتلوا، أمس الثلاثاء في غارة إسرائيلية استهدفت موقعهم في الصرفند بجنوب لبنان
وفي الجنوب، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مبنى في مدينة صور، من دون إنذار مسبق، كما أغار على بلدة الغازية جنوبي مدينة صيدا، وعلى عشرات البلدات الجنوبية في المحافظتين. كما شن الطيران الإسرائيلي غارتين على بلدتي لبايا وزلايا في البقاع الغربي.
في المقابل، لا تزال المعارك بين عناصر «حزب الله» والقوات الإسرائيلية محتدمة على محور بلدات شمع، طيرحرفا، البياضة، وسط تعرض المناطق والقرى المذكورة لقصف مدفعي متقطع ولنيران الرشاشات الإسرائيلية الثقيلة. كما استهدف القصف الفوسفوري أطراف بلدات زبقين، والقليلة، ومجدل زون، والبياضة، مع محاولة تقدّم القوات الإسرائيلية من شمع باتجاه البياضة غرباً ووادي حسن ووادي مظلم شمالاً.
وسبق أن تصدى مقاتلو «حزب الله» لمحاولات التقدم الإسرائيلية نحو وطي الخيام وأجبروا القوة المتوغلة على التراجع. وقصفوا التجمعات الإسرائيلية جنوبي الخيام للمرّة الخامسة، وللمرة الثانية شرقي الخيام، في وقت أعلن «حزب الله» تنفيذ هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواءي الناحل والمظليين وتبعد عن الحدود اللبنانية 90 كلم)، شرق مدينة نتانيا، كما استهدف طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع «هرمز 450» في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض جو وتم إسقاطها وشوهدت تحترق.
كذلك، استهدف مقاتلو «حزب الله» مستوطنة «مرغليوت» للمرّة الثانية، ومستوطنة كريات شمونة بصليات صاروخيّة، وأيضاً قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي)، وتبعد عن الحدود اللبنانية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، كما استهدفوا قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة «كرمئيل»، وتجمعات للجنود في مستوطنات «المنارة» و«كفار بلوم» و«أفيفيم»، وعند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة. وكان «حزب الله» شنّ هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة «رامات ديفيد» (قاعدة جويّة رئيسية في الشمال وتضُم أسراباً قتالية حربية وتبعد عن الحدود 50 كلم)، جنوب شرقي مدينة حيفا. كما قصفوا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 التي تبعد عن الحدود 110 كلم)، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصلية من الصواريخ النوعية.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل جندي وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح خطرة في معارك داخل الأراضي اللبنانية. وكان الجيش أعلن إصابة 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الماضية. كما أعلن مقتل قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة ل«حزب الله» في بلدة كفرجوز.
من جانبه، أعلن مستشفى صفد وصول 3 جنود جرحى إلى المستشفى من معارك في جنوب لبنان، كما أعلن مستشفى رمبام وصول جريحين وصفت حالتهما بالخطيرة، فيما أفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 7 إسرائيليين إثر رشقة صاروخية أطلقت باتجاه وسط إسرائيل.
إلى ذلك، أعلنت قوات «اليونيفيل»، سحب الأرجنتين ثلاثة من جنودها العاملين ضمن قواتها، وذلك في خطوة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً أمنياً متزايداً. وأشارت في بيان إلى أن قدرتها على القيام بمهام المراقبة في المنطقة أصبحت محدودة للغاية نتيجة الصراع المستمر، والأضرار التي لحقت بأبراج المراقبة التابعة لها. وأشارت في بيان آخر، إلى إطلاق جنود إسرائيليين النار، على موقع مراقبة تابع لهم في بلدة الضهيرة الحدودية. وعادت إيطاليا وحملت «حزب الله» المسؤولية عن الهجوم. وادعى مصدر في وزارة الدفاع الإيطالية أن الوزير غويدو كروسيتو الذي ندد ب»هجوم غير مقبول» من جانب إسرائيل، لم تكن لديه المعلومات الصحيحة.
0 تعليق