أكدت أوكرانيا قصفها منطقة بريانسك الروسية الحدودية بصواريخ «أتاكمس» الأمريكية، واعتبرت موسكو أن الضربات تمثل «مرحلة جديدة» في النزاع، ملوّحة باستخدام الأسلحة النووية، ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، مرسوماً يضفي طابعاً رسمياً على عقيدته النووية الجديدة، وأوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن هذه الصواريخ لم تُطلق من دون مساعدة أمريكية، واصفاً الخطوة بالتصعيد الخطر، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي التهديد النووي الروسي «غير مسؤول».
ووقع بوتين مرسوما يعدل بموجبه العقيدة النووية وتوسيع نطاق اللجوء إلى الأسلحة النووية، ليشمل استخدامها الرد على هجوم جوي «كثيف» تشنه دولة لا تملك أسلحة نووية، لكن تدعمها قوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.
من جانبه، اتهم لافروف كييف والغرب بالسعي إلى التصعيد، لافتاً إلى أن أوكرانيا لم تكن لتطلق صواريخ بعيدة المدى على روسيا من دون مساعدة الأمريكيين. وحض وزير الخارجية الروسي الغرب على الاطلاع على العقيدة الروسية الجديدة لاستخدام السلاح النووي «كاملة».
بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، مع مرور ألف يوم على النزاع، أن العام 2025 سيحسم من سينتصر موسكو أو كييف. وقال زيلينسكي «في المراحل الحاسمة يجب ألاّ نسمح لأي شخص بالتشكيك في صمود دولتنا، وتلك المرحلة ستحدد هوية المنتصر».
وأكد زيلينسكي خلال مداخلة عبر الفيديو أمام البرلمان الأوروبي أن الرئيس الروسي «لن يتوقف من تلقاء ذاته وهو يركز على الانتصار، كلما حصل على مزيد من الوقت، تدهورت الظروف».
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان أن «أوكرانيا لن ترضخ أبداً»، معتبرة أنه لا يمكن إحلال الأمن الدولي «من دون استعادة وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها».
ميدانياً، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا «ضربت موقعاً في منطقة بريانسك بستة صواريخ بالستية، وبحسب بيانات مؤكدة فإنه تم استخدام صواريخ أتاكمس التكتيكية الأمريكية الصنع».
وأضافت الوزارة الروسية في بيانها أن دفاعاتها الجوية أسقطت خمسة صواريخ، بينما سقطت شظايا من صاروخ سادس على «منشأة عسكرية» ما تسبب بحريق محدود ولم تقع إصابات أو أضرار».
وأحرزت روسيا تقدماً متواصلاً على الجبهة، وأعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا هي نوفوسيليديفكا الواقعة قرب كوراخوفيه، وتقع هذه البلدة على مشارف مدينتي وكوبيانسك، وبوكروفسك التي تشكل مركزاً مهما للسكك الحديد وطرق إمداد القوات الأوكرانية.
دولياً، قالت بولندا ودول أوروبية أخرى إنها تريد ضمان الدفاع الأوروبي والدفاع عن أوكرانيا في حال تراجع الدعم الأمريكي.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بعد اجتماع في وارسو مع نظرائه الفرنسي والألماني والإيطالي والإسباني والبريطاني: إن «الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي مستعدة لتحمل عبء دعم أوكرانيا عسكرياً ومالياً في سياق تراجع محتمل للالتزام الأمريكي». (وكالات)
0 تعليق