بيروت: «الخليج»، وكالات
تصاعدت حدة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل، أمس الاثنين، بعدما وسعَّت إسرائيل نطاق غاراتها الجوية في بيروت وضاحيتها الجنوبية والجنوب والبقاع مخلفة العديد من المجازر والدمار الهائل، في وقت يتواصل التوغل البري في أكثر من محور، حيث يتصدى مقاتلو «حزب الله» لكل هذه التوغلات، ويقومون بتكثيف الهجمات بالصواريخ والمسيرات ضد التجمعات الإسرائيلية والمستوطنات والقواعد العسكرية وصولاً إلى عكا وحيفا وتل أبيب.
تواصلت الاشتباكات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي عند محاور الخيام، شمع طيرحرفا والبياضة ويارون في جنوب لبنان، وإطلاق صواريخ على نهاريا والجليل الغربي شمال إسرائيل. وواصل الجيش الإسرائيلي محاولاته للسيطرة على بلدة الخيام في القطاع الشرقي، وتعزيز انتشاره بالدبابات في ديرميماس التي كان قد تسلل إليها منذ يومين، إلا أن مقاتلي الحزب استهدفوه 4 مرات بصليات صاروخية، في وقت قامت القوات الإسرائيلية بعمليات تفجير في البلدة. ودارت اشتباكات شرسة في محيط بلدية الخيام بعدما تقدمت قوات إسرائيلية مدعومة بالدبابات من جهة الشاليهات والمعتقل في الأطراف الجنوبية تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي والفوسفوري على وسط الخيام وعلى أطرافها لناحية ابل السقي وجديدة مرجعيون. وفي القطاع الأوسط، اندلعت اشتباكات بين مقاتلي «حزب الله» والقوات الإسرائيلية عند مثلث مارون الراس عيناتا بنت جبيل. أما في القطاع الغربي فتقدمت قوة إسرائيلية مؤللة فجر أمس الاثنين من شمع باتجاه البياضة غرباً، وبعد اجتيازها مئات الأمتار استهدفها عناصر «حزب الله» وأصابوا دبابتي ميركافا، وقصفوا تجمعات الجيش الإسرائيلي في محيط البياضة بعدما سبق أن دارت الاشتباكات عندما حاولت قوة إسرائيلية معززة بدبابات الميركافا الدخول إلى البياضة عن طريق شمع وطيرحرفا لجهة وادي حامول ما أدى إلى احتراق أكثر من أربع دبابات ميركافا بالصواريخ الموجهة والى سقوط قتلى وجرحى. وقد شوهدت النيران وسحب الدخان الأسود تندلع من تلك الدبابات ما دفع رتلاً من 30 آلية عسكرية إسرائيلية للتراجع من جنوب البياضة- الديكان بعد محاولته الالتفاف والسيطرة على البياضة وبلدة الناقورة على وقع القذائف الصاروخية واضطرت للانسحاب باتجاه شمع وطيرحرفا تحت غطاء مدفعي.
أطلق حزب الله، أمس الاثنين، عشرات الصواريخ باتجاه الجليل الأعلى والغربي، وتركزت الرشقات الصاروخية باتجاه نهريا وعكا، فيما واصل الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية على مناطق مختلفة في لبنان بما في ذلك بيروت والضاحية الجنوبية. وأعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا بصليات صاروخية تجمّعاً لقوات إسرائيلية عند مثلّث دير ميماس- كفركلا بصليةٍ صاروخيّة، وتجمّعاً في مستوطنة ميرون لمرتين، وتجمعاً في مستوطنة «افيميم»، وقصفوا قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا. وكشف «حزب الله» في بيان، أنّ مقاتليه استهدفوا تجمّعاً لقوّات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة ميرون، للمرة الثّانية، بصليةٍ صاروخيّة.
كما أعلن أنه أثناء انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من بلدة البياضة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها، وبعد رصد مجموعة تحصنت في أحد المنازل عند الأطراف الجنوبية للبلدة، استهدفها مقاتلوه بالأسلحة المباشرة، ما أدى إلى تدمير المنزل ووقوع أفراد المجموعة بين قتيل وجريح. وكشف الإسعاف الإسرائيلي عن سقوط مصاب في نهاريا جراء سقوط شظايا صاروخ. كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في نهاريا وبلدات بالجليل الغربي.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على محيط حارة حريك وحيي صفير وبئر العبد، وتجددت الغارات بعد الظهر مستهدفة منطقة المشرفية وحارة حريك والغبيري. وبررت إسرائيل أمس الاثنين، الغارة التي شنتها طائراتها على منطقة البسطة في وسط بيروت السبت، بأنها استهدفت مركز قيادة تابعاً ل«حزب الله».
أما في الجنوب، فقد شنّت المسيرات الإسرائيلية 3 غارات على مدينة صور، الاولى استهدفت دراجة نارية على طريق صور البص - حي السكةً والثانية استهدفت ساحة صور- البوابة، والثالثة استهدفت سيارة قبالة مصرف لبنان وقد أدت الغارات الثلاث إلى سقوط 12 قتيلاً وجرح 17 شخصاً، نقلهم الدفاع المدني وكشافة الرسالة للإسعاف الصحي والصليب الأحمر إلى مستشفيات صور. وأغار الطيران الإسرائيلي على عشرات البلدات في الجنوب سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى.
وفي البقاع، شنت الطائرات الإسرائيلية 10 غارات خلال 20 دقيقة فقط، استهدفت بعلبك والهرمل والعديد من المناطق في محيطهما شرقي لبنان.
واستهدفت الغارات مدينة الهرمل ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد كبير من الإصابات، وعلى حي العسيرة ببلدة النبي شيت واللبوة وبوداي ووادي أم علي وتمنين الفوقا في محيط بعلبك. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه شنّ ضربات جوية على نحو 25 هدفاً تابعاً لحزب الله في لبنان خلال ساعة واحدة، أمس الاثنين.
إلى ذلك، علّقت وزارة التربية، أمس الاثنين، الدروس حضورياً في بيروت وعدد من المناطق في محيطها، وقررت الاستعاضة عنها بالتعليم عن بُعد، «بسبب الأوضاع الخطرة الراهنة» الناجمة عن الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
0 تعليق