دبي: ملحم الزبيدي
كشف عبدالله بن لاحج، رئيس مجلس إدارة «آمال» ذراع التطوير العقاري التابعة لمجموعة «أيانا القابضة»، أن الشركة تملك خططاً لتطوير مشاريع جديدة بقيمة استثمارية إجمالية تصل إلى 5 مليارات درهم، خلال فترة تمتد بين 3 و5 سنوات.
وأشار بن لاحج، في حوار مع «الخليج»، إلى أن الشركة تدرس الفرص الاستثمارية في أسواق محلية أخرى مثل أبوظبي ورأس الخيمة، ضمن شراكات استراتيجية توفر القيمة المضافة لشتى الأطراف، لافتاً إلى أن الشركة تتبع مختلف الحلول التمويلية لدعم خططها المستقبلية.
وقال: «إن الشركة تعتمد رؤية استراتيجية متكاملة لتطوير المشاريع العقارية، تستند إلى الشراكات المثمرة مع ملاك الأراضي، والاعتماد على بيانات دقيقة لتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق والمجتمع».
أوضح بن لاحج أن الشركة لا تقتصر على تطوير مشاريع عقارية تقليدية، بل تسعى إلى تقديم حلول متكاملة تتناسب مع متطلبات الحياة العصرية. وقال: «نحن لا نبني مباني فقط، بل نركز على تجربة المستخدم من الداخل والخارج. نحرص على تقديم مجتمعات متكاملة توفر الرفاهية والراحة للسكان، مع الأخذ بعين الاعتبار أحدث توجهات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات العملاء وتحسين الخدمات المقدمة لهم».
وأضاف: «التكنولوجيا أصبحت عاملاً رئيسياً في تطوير المشاريع العقارية، من خلال الاستفادة من البيانات وتحليلها، يمكننا تحسين تصميم المجتمعات لتتناسب مع احتياجات السكان، مما يتيح لنا تقديم مشاريع ذات قيمة مضافة وعوائد مستدامة على المدى الطويل».
شراكات استراتيجية
أشار بن لاحج إلى أن الشركة تعتمد بشكل كبير على بناء شراكات استراتيجية مع ملاك الأراضي لتطوير مشاريع نوعية. مبيناً أن هذا النهج يحقق منافع متبادلة للطرفين، حيث يمكن لملاك الأراضي الاستفادة من خبرة الشركة في التطوير العقاري، لتحقيق عوائد أعلى من قيمة أراضيهم.
وقال: «نسعى لتطوير مشاريع بالشراكة مع ملاك الأراضي، مما يقلل من التكاليف الأولية للتطوير ويزيد من العوائد لكلا الطرفين. هذا النموذج يتيح لنا التركيز على تقديم مشاريع نوعية ذات تأثير إيجابي على المجتمع».
كما أكد أهمية التعاون مع المستثمرين وشركات التمويل. وأضاف: «منفتحون على التعاون مع أي جهة ترغب في الاستثمار أو التطوير العقاري. لا نضع حدوداً لإمكانياتنا أو لشراكاتنا، سواء مع الجهات الحكومية أو مع المستثمرين».
تمويل مرن
حول تمويل المشاريع، أشار بن لاحج إلى أن الشركة تعتمد على مزيج من الاستراتيجيات لضمان نجاحها. وقال: «نستخدم نموذج تمويلي مرن يجمع بين المبيعات المسبقة، الشراكات مع المستثمرين، والتمويل المصرفي. هذه الاستراتيجية تتيح لنا تقليل المخاطر وتوسيع نطاق مشاريعنا، مما يسهم في تسريع عملية التطوير وتحقيق النمو المستدام».
وأضاف: «لدينا القدرة على العمل على مشاريع متعددة في الوقت نفسه. على سبيل المثال، عملنا على سبعة مشاريع كبيرة بالتوازي، وهو ما يعكس خبرتنا وقدرتنا على إدارة العمليات بكفاءة».
أبواب التعاون
وكشف بن لاحج أن الشركة تدرس الفرص الاستثمارية في إمارات أخرى، مثل رأس الخيمة وأبوظبي، لتطوير مشاريع نوعية. وقال: «نسعى لتوسيع نطاق عملنا إلى خارج دبي. أجرينا نقاشات مع رأس الخيمة وأبوظبي، حول تطوير أراضٍ جديدة، ولدينا خطط لتقديم مشاريع مبتكرة، تلبي احتياجات تلك المناطق. لدينا القدرة على إعداد مخططات رئيسية لمدن بأكملها، خلال فترة وجيزة، بفضل الأدوات التكنولوجية التي نوظفها».
وأوضح أن الشركة تعمل وفق منظومة شاملة تضمن سهولة وسرعة تنفيذ المشاريع. وأضاف: «في دبي، لدينا بيئة تنظيمية تسهّل عملية التطوير العقاري. يمكننا إنجاز تصميم لمشروع ضخم خلال أسبوعين فقط، وهذا يعكس كفاءة البنية التحتية ونظام العمل في الإمارة».
الاستدامة والتكنولوجيا
وشدد بن لاحج على أن الشركة تولي اهتماماً كبيراً لتقديم مشاريع تعتمد على حلول مستدامة وذكية، حيث تركز على دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في مشاريعنا. نريد أن نجعل المباني أداة ذكية تعمل ك «مركز بيانات»، يمكن من خلاله تحليل سلوك السكان واحتياجاتهم لتقديم خدمات مخصصة تلبي توقعاتهم.
وأضاف: «التوجّه نحو استخدام البيانات يساعدنا أيضاً في تصميم مشاريع أكثر ملاءمة للأنماط السلوكية المختلفة للسكان. على سبيل المثال، يمكننا تخصيص خدمات تلبي احتياجات فئات معينة من العملاء بناءً على تفضيلاتهم».
مستقبل واعد
اختتم بن لاحج: «لا نضع حدوداً لطموحاتنا، ونتطلع لتطوير مشاريع تصل قيمتها إلى 5 مليارات درهم كمرحلة أولى، خلال السنوات الخمس المقبلة، ونعمل على وضع خطط رئيسية لمزيد من المشاريع في المستقبل. رؤيتنا تتمثل في تحقيق توازن بين الابتكار والاستدامة، مع التركيز على بناء شراكات قوية وتعزيز ثقة العملاء». وأكد أن الشركة ستواصل استكشاف فرص جديدة داخل وخارج الإمارات، لتحقيق رؤيتها في أن تكون واحدة من أبرز الشركات العقارية الرائدة في المنطقة.
0 تعليق