شهد يوم أمس الثلاثاء المزيد من التصعيد والاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المتطرفة، خصوصاً في شمال مدينة حماة، حيث يتباطأ الهجوم المباغت الذي بدأته الأربعاء الماضي فصائل متطرفة انطلقت من إدلب، بينما اندلعت معارك بين القوات الحكومية والمسلحين الأكراد في دير الزور، في وقت أعلنت فيه القوات الروسية تدريبات في شرق البحر الأبيض المتوسط تم خلالها إطلاق صواريخ بعضها فرط صوتي.
واقتربت الفصائل المتطرفة من مدينة حماة في وسط سوريا، بينما يحاول الجيش السوري منعها من الوصول إلى المدينة، بدعم من الطيران الروسي. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدات الجيش تعمل على «تدعيم الخطوط الدفاعية والإسناد» على المحور الشمالي بريف حماة، تمهيداً لبدء الهجوم المضاد ضد التنظيمات المسلحة في تلك المنطقة.
ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك وجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى وتدمير «آلياتهم وأسلحتهم» بحسب الوكالة السورية. وأسفرت الضربات، وفق المصدر، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين وتدمير آليات وأسلحة تابعة لهم. أما في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، فقد أصبحت للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في عام 2011، خارج سيطرة الحكومة السورية، في ظل سيطرة الفصائل المتطرفة على كل الأحياء التي كانت تنتشر فيها القوات الحكومية.
وأكد مصدر طبي في حلب خروج عدد من مشافي المدينة عن الخدمة بشكل جزئي أو كلي نتيجة نقص المعدات وغياب الكادر الطبي مثل مشفى زاهي أزرق ومشفى الرازي ومشفى ابن رشد.
وأوضح مصدر رسمي أن الكوادر الطبية تعمل في هذه المشافي بكل استطاعتها لاستمرار الاستجابة للحالات الطارئة رغم تضرر بعض الأقسام فيها أو توقفها عن العمل بشكل مؤقت.
ولفت إلى أن هناك عشرات المصابين والجرحى لا يزالون عالقين في الطرقات بمحيط مدينة حلب، ولا يوجد أي طريق لتأمينهم إلى خارجها.
وأكدت مصادر محلية أن المجموعات المسلحة بدأت منذ الليلة قبل الماضية بتفكيك المنشآت الصناعية في منطقة الليرمون الصناعية في حلب ونقلها إلى إدلب.
وفي ذات السياق، أفادت «الوكالة العربية السورية للأنباء» بأن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تصدّت، أمس الثلاثاء، لهجوم شنته قوات تابعة ل«قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من الولايات المتحدة، في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور.
ومع اشتداد القتال، يشهد طريق حلب - الرقة السريع منذ يوم الاثنين، حركة واسعة للمهجرين الذين استقلوا مركبات محملة بأمتعتهم فارين من المناطق الواقعة على مشارف مدينة حلب الشمالية، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» وسيطرت عليها فصائل مسلحة.
وأعلنت الأمم المتّحدة، أمس الأول الاثنين، أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في النزاع في شمال غرب سوريا أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان إنّه «حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني، نزح أكثر من 48,500 شخص، مشيراً إلى أنّ«وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يومياً من أرقام جديدة».
على صعيد آخر، أعلنت موسكو، أمس الثلاثاء، أنها أجرت تدريبات تتضمن إطلاق صواريخ، من بينها صواريخ فرط صوتية، في شرق البحر الأبيض المتوسط. وتأتي التدريبات في وقت تساند قوات روسيا حليفتها سوريا إثر خروج أراض عن سيطرتها بعد هجوم مباغت شنته فصائل متطرفة تستوطن منذ سنوات محافظة إدلب القريبة من تركيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «تم إطلاق صواريخ عالية الدقة باتجاه البحر والجو في شرق البحر المتوسط خلال تدريب يهدف إلى اختبار أساليب العمل المشترك للقوات البحرية والجوية الروسية».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مشاركة أكثر من ألف عسكري و10 سفن و24 طائرة، بما في ذلك حاملات صواريخ«كينجال»، في تدريبات الأسطول الروسي والقوات الجوية-الفضائية الروسية التي تجري في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن التدريبات تتم وفقاً للمعايير الحالية للقانون الدولي، وكذلك الاتفاقيات المبرمة مع الدول الأجنبية بشأن منع الحوادث في البحر خارج المياه الإقليمية، وكذلك في المجال الجوي فوقها. (وكالات)
0 تعليق