تبليسي - أ ف ب
تظاهر الآلاف في العاصمة الجورجية تبليسي، السبت، لليوم العاشر على التوالي احتجاجاً على قرار الحكومة إرجاء محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي في أعقاب انتخابات متنازع عليها. وأعلنت الشرطة الجورجية اعتقال 48 شخصاً خلال تصديها للمتظاهرين المؤيدين للاتحاد الأوروبي، الجمعة.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف الأشخاص الذين تجمعوا أمام البرلمان في تبليسي، مساء الجمعة، مطالبين بإجراء انتخابات جديدة والعودة إلى طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي.
واندلعت الاضطرابات في الدولة القوقازية منذ أعلن حزب الحلم الجورجي الحاكم فوزه في الانتخابات العامة التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر.
والأسبوع الماضي، قالت الحكومة التي يتهمها منتقدون بالاستبداد وتوجيه البلاد نحو روسيا، إنها ستعلق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما أثار موجة جديدة من التظاهرات الغاضبة.
وشاهد مراسل وكالة، فرانس برس، محتجين يطلقون الأبواق والصفارات وهم يسيرون من جامعة تبليسي الحكومية باتجاه البرلمان في ليلة جديدة من التظاهرات، حيث تسببوا بإغلاق طريق رئيسي في المدينة.
وقال المتظاهر جورجي رومانادزه البالغ 19 عاماً: «إنهم يحاولون اعتقالنا ومعاقبتنا، لكننا لن نتراجع، نحن لسنا خائفين. هذه فرصتنا الأخيرة لنكون أحرارا وسعداء. نريد أوروبا، وأوروبا فقط».
وقالت ناتيا ترابادزي المصممة البالغة 55 عاماً إنها ليست ناشطة سياسياً بشكل عام، لكن السلطات «أجبرتها» على النزول إلى الشارع.
وأضافت: «لا أشعر بالحماية، ليس لدي حقوق في هذا البلد»، مشيرة إلى أنها تخشى على مستقبل ابنتيها.
وأثار رد الفعل العنيف من جانب السلطات غضباً في الداخل وإدانات دولية متزايدة.
واتهم أمين المظالم لحقوق الإنسان في البلاد الشرطة بتعذيب المعتقلين، بعدما أفاد عشرات منهم بإساءة معاملتهم أو وجود آثار تعذيب ظاهرة على أجسادهم.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس، تظاهرات ليل الجمعة كانت سلمية إلى حد كبير إلى أن تدخلت شرطة مكافحة الشغب لإخلاء المنطقة.
ووقعت مناوشات اعتقلت الشرطة على إثرها بعض المتظاهرين الذين أطلقوا الألعاب النارية على قوات الأمن.
وقالت وزارة الداخلية إن السلطات فرقت الحشد بعد أن «اتخذت تصرفات بعض المتظاهرين طابعاً عنيفاً»، حيث أساء بعضهم لفظياً إلى ضباط الشرطة ورشقوهم بالحجارة. وأضافت أن شرطياً أصيب بسبب الألعاب النارية.
وقال أمين المظالم لحقوق الإنسان ليفان ايوسيلياني إن الشرطة «لا أساس قانونيا لديها لتفريق تظاهرة سلمية».
معركة طويلة
ومع استبعاد الجانبين التوصل إلى تسوية، بدا من المستحيل تلمس طريق واضح للخروج من نفق الأزمة.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا من بين الدول الغربية التي دانت حملة العنف ضد الاحتجاجات، لكن الحكومة الجورجية رفضت التراجع.
وقبل تظاهرة، الجمعة، أشاد رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه بقواته الأمنية «لنجاحها في تحييد قدرة المحتجين على العنف».
وأضاف في مؤتمر صحفي مستخدماً لغة تشبه تلك التي يستخدمها الكرملين ضد خصومه السياسيين: «انتصرنا في معركة مهمة ضد الفاشية الليبرالية في بلدنا».
وتابع كوباخيدزه: «لكن المعركة لم تنته بعد. يجب هزيمة الفاشية الليبرالية في جورجيا بالكامل، والعمل سيستمر نحو هذا الهدف». ومع ذلك، ظل المتظاهرون متحدين ورفضوا وصف كوباخيدزه لحركة الاحتجاج.
وتظاهر الآلاف أيضاً في باتومي، ثاني أكبر مدن البلاد على ساحل البحر الأسود.
وقال آدي البالغ 37 عاماً ويعمل في صناعة النبيذ أثناء احتجاجه في العاصمة: «الناس مستعدون للقتال مهما طال الوقت».
ويشعر معارضو حزب الحلم الجورجي بالغضب حيال ما يصفونه خيانته محاولة تبليسي الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهي عملية منصوص عليها في الدستور ويدعمها نحو 80% من المواطنين.
واستقال العديد من السفراء ونائب وزير الخارجية بسبب قرار تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
0 تعليق