واصلت إسرائيل، أمس الأربعاء، اعتداءاتها على سوريا وقصفت مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق، فيما اعتبرت روسيا أن الإجراءات الإسرائيلية في الجولان تشكل انتهاكاً لاتفاق فصل القوات عام 1974، في حين دعت فرنسا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة العازلة.
وذكرت تقارير إخبارية أن طائرات إسرائيلية شنت غارات على مطار المزة العسكري، جنوب غرب العاصمة دمشق، بعد أن قصفته مرات عدة خلال الأيام الماضية. وكان الجيش الإسرائيلي ذكر أنه وجه أكثر من 480 ضربة استهدف المقدرات العسكرية السورية في مختلف أنحاء البلاد منذ فجر الأحد الماضي. وأكد أن تلك الغارات «دمّرت أهم المواقع العسكرية»، وأصول الجيش السوري. وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي طال أيضاً مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية. كما أعلنت إسرائيل ضرب منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية، شمال غربي البلاد.
من جهة أخرى، دعت فرنسا إسرائيل، أمس الأربعاء إلى الانسحاب من المنطقة العازلة في هضبة الجولان واحترام سيادة كامل أراضي سوريا، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية. واعتبرت الخارجية في بيان أن كل انتشار عسكري في المنطقة الفاصلة بين إسرائيل وسوريا يشكّل انتهاكاً لاتفاق فضّ الاشتباك للعام 1974، الذي يجب أن يتم احترامه من قبل الموقّعَين عليه، إسرائيل وسوريا.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي «نود أن يستقر الوضع في البلاد في أسرع وقت ممكن، بطريقة أو بأخرى»، مضيفاً أن الضربات والتحركات في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة لا تساهم في ذلك. كذلك أكد بيسكوف أن روسيا تتواصل مع السلطات الجديدة في سوريا بشأن الوجود العسكري والتمثيل الدبلوماسي لموسكو بعد سقوط الأسد. وقال «نبقي على تواصل مع أولئك الذين يسيطرون على الوضع في سوريا، لأن لدينا قاعدة عسكرية هناك وبعثة دبلوماسية. والأسئلة المتعلقة بسلامة هذه المنشآت بالغة الأهمية».
ومن جانبها، أكدت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الإجراءات الإسرائيلية في سوريا تنتهك شروط فصل القوات ولا تؤدي سوى إلى تفاقم الوضع الصعب أصلاً في البلاد. وتابعت زاخاروفا في إفادة صحفية: «إن تصرفات القوات الإسرائيلية، التي احتلت المنطقة العازلة في الجولان وعدداً من المناطق المجاورة، تنتهك بشكل واضح شروط الاتفاق السوري الإسرائيلي بشأن فصل القوات لعام 1974. وبطبيعة الحال، فإن المجتمع الدولي يعرب عن قلقه البالغ إزاء التصرفات التي تقوم بها القوات الجوية الإسرائيلية، التي تشن هجمات واسعة النطاق بالصواريخ والقنابل على أهداف عسكرية ومدنية على الأراضي السورية. وتطورات الوضع الراهن في سوريا صعبة للغاية». ووفقاً لزاخاروفا، تعتقد موسكو أنه في ظل الظروف العسكرية والسياسية الصعبة للغاية التي تجد سوريا نفسها فيها يحتاج جميع أعضاء المجتمع الدولي، لا سيما الدول المجاورة، إلى ضبط النفس وأعلى درجات المسؤولية، وأكدت ضرورة ألا يتسبب أي طرف بأفعاله في مزيد من تدهور الوضع في سوريا. (وكالات)
0 تعليق