تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وارتكبت مجزرتين على الأقل، فيما وصلت قافلة مساعدات، بالتزامن مع إطلاق الأمم المتحدة أمس نداءا إنسانيا عاجلا دعت فيه لحشد 4.07 مليار دولار، لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا لنحو 3 ملايين شخص في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية خلال عام 2025.
وفي اليوم ال432 للعدوان على غزة، قتل 49 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، بينهم 34 شخصاً في شمال القطاع. واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مناطق في القطاع، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، بينهم الصحفية إيمان الشنطي وابنها بلال، الذين قتلا جراء قصف مبنى سكني في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 44805 قتلى و106257 مصاباً. وقُتل سبعة أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات في ساعات مبكرة من صباح، أمس الأربعاء.
أما شمال القطاع، فقد قُتل 22 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، في غارة إسرائيلية في بلدة بيت لاهيا. وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن طائرات حربية إسرائيلية قصفت منزلاً لعائلة «أبو طرابيش» في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وهو بناية سكنية مكونة من عدة طوابق يقطنها نحو 30 نازحاً، سوتها الطائرات الإسرائيلية بالأرض. كما استهدفت الغارات أيضاً المستشفى الإندونيسي عدة مرات بالرغم من وجود المرضى والكادر الطبي بداخله، ما أدى إلى إصابة 6 مرضى، كما استهدفت مولدات الوقود والطاقم الذي حاول إصلاحها. وناشدت المصادر الطبية، المنظمات العالمية لتوفير الحماية للمرضى والطاقم الطبي، «غير أن حكومة الاحتلال لا تستجيب لأحد»، بحسب ما أوردت الوكالة الفلسطينية. ووصف سكان للمناطق الشمالية من غزة الليلة قبل الماضية، ب «الصعبة جداً»، قائلين: إنها شهدت عشرات عمليات النسف والتفجير وحرق المنازل في مخيم جباليا وبيت لاهيا من قبل القوات الإسرائيلية، وفقاً لشهود عيان.
وفي جنوب القطاع، وتحديداً رفح، تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال عدة جثث بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن أربعة صواريخ أطلقت من قطاع غزة تجاه الغلاف من صباح أمس، سقط اثنان منها بمناطق مفتوحة، فيما جرى اعتراض الآخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة «إكس»: «تم رصد صاروخين اجتازا من وسط قطاع غزة وسقطا في مناطق مفتوحة، دون وقوع إصابات»، بينما قالت إذاعة الجيش: «تم رصد إطلاق صاروخين إضافيين من قطاع غزة، وتم اعتراضهما». ولم تحدد المصادر الإسرائيلية مكان انطلاق الصاروخين الإضافيين.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الأربعاء، وصول قافلة مساعدات إلى قطاع غزة، وسط تحذيرات من كارثة جوع.
وقالت «الأونروا»، في بيان صحفي: إن قافلة مشتركة تابعة للأمم المتحدة قامت أمس بإيصال مساعدات غذائية عاجلة إلى السكان في جنوب ووسط قطاع غزة.
وأضاف البيان، أن القافلة التي تتكون من 105 شاحنات ساعدت على توفير الغذاء لنحو 200 ألف شخص، حيث عملت فرق الوكالة الأممية أمس الأول بلا كلل، للتأكد من توزيع كامل الكمية التي وصلت من المساعدات الغذائية على النازحين.
وقال البيان: إنه بتنسيق مع السلطات الإسرائيلية وجهد من المجتمع المحلي نجحت القافلة في استخدام ممر فيلادلفيا، لتسهيل إيصال المساعدات الضرورية إلى الأشخاص الأكثر حاجة في جنوب قطاع غزة.
وجاء وصول قافلة المساعدات بعد انقطاع مؤقت في إيصال المساعدات عبر معبر (كرم أبو سالم/ كرم شالوم) وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن استخدام ممر فيلادلفيا أظهر كيف يمكن للجهود المنسقة التغلب على العقبات اللوجستية والتشغيلية وقد وفر هذا المسار البديل ممراً أكثر أماناً.
وعقد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الليلة قبل الماضية جلسة مغلقة بشأن غزة، تناولت الأوضاع الإنسانية بما فيها إيصال المساعدات وإعادة فتح معبر رفح.
وقالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ: إن«الوضع في غزة مدمر تماماً والصورة قاتمة مع استمرار معاناة المدنيين في القطاع». وأوضحت كاخ، في تصريحاتها للصحفيين في مقر الأمم المتحدة عقب تقديم إحاطتها، أن المدنيين في غزة يعيشون في ظروف «لا إنسانية»، مشيرة إلى أن «إخواننا من المدنيين يحاولون البقاء على قيد الحياة، صغاراً وكباراً».
وحذرت من أن العوائق التي تواجهها الأمم المتحدة والمدنيون في القطاع «تحول دون تحقيق الهدف النهائي، وهو إيصال المساعدات إلى المدنيين». (وكالات)
0 تعليق