أعلنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، أن وساطة قادتها أفضت إلى تمديد هدنة بين مقاتلين موالين لتركيا وقوات كردية سورية في منطقة منبج شمالي سوريا، وأنها تسعى إلى إرساء تفاهم أوسع نطاقا مع أنقرة، في وقت تعهد رئيس الحكومة السورية الانتقالية بإعادة هيكلة وزارة الدفاع، بينما أعلن مسؤول حقوقي وجود مقبرة جماعية خارج دمشق تحوي 100 ألف جثة على الأقل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في تصريح لصحافيين إن الهدنة في منبج والتي كانت قد انقضت مدتها «تم تمديدها حتى نهاية الأسبوع»، مشددا على أن واشنطن «ستعمل على تمديد وقف إطلاق النار إلى أقصى حد ممكن في المستقبل».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، نقلت عن مصادر أن القوات التركية أو الموالية لها، تشمل قوات كوماندوز تركية ومدفعية بأعداد كبيرة ومقاتلين من فصائل مسلحة، وتتركز هذه القوات قرب كوباني (عين العرب)، على الحدود الشمالية مع تركيا. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن عملية تركية عبر الحدود «قد تكون وشيكة». واعتبر المسؤولون أن تعزيز التواجد التركي الذي بدأ بعد سقوط النظام السابق، مشابه للتحركات العسكرية التركية قبل دخولها شمال شرقي سوريا عام 2019. وقال مسؤول أمريكي آخر: «نركز على الأمر ونضغط من أجل ضبط النفس».
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ذهب إلى تركيا الأسبوع الماضي، لمناقشة مستقبل سوريا مع أردوغان، ولطلب ضمانات بأن أنقرة ستقلل من العمليات ضد المقاتلين الأكراد، حلفاء واشنطن. لكن محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الأكراد السوريين والفصائل المدعومة من تركيا في كوباني انهارت أمس الأول الاثنين من دون اتفاق، وفقاً لمتحدث باسم «قسد».
من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير، أمس الثلاثاء، إن وزارة الدفاع السورية ستعاد هيكلتها من خلال ضم فصائل مسلحة والضباط المنشقين.
وقال البشير في تصريحات صحفية، إن «وزارة الدفاع سيعاد تنظيمها وهيكلتها من قبل مقاتلي الفصائل والضباط المنشقين عن النظام السابق».
في غضون ذلك، أعلن رئيس منظمة حقوقية سورية مقرها الولايات المتحدة وجود مقبرة جماعية خارج العاصمة دمشق تحوي ما لا يقل عن 100 ألف جثة لأشخاص قتلهم النظام السابق، حسب قوله. وقال معاذ مصطفى رئيس المنظمة السورية للطوارئ في مقابلة هاتفية مع رويترز من دمشق إن الموقع في القطيفة على بعد 40 كيلومترا شمال العاصمة السورية كان واحداً من خمس مقابر جماعية حددها على مر السنين.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إنه بعث برسالة إلى السلطات السورية الجديدة للتعبير عن استعداده للتعامل معها والسفر إلى سوريا للحصول على أدلة قد تدين كبار المسؤولين في إدارة الرئيس السابق بشار الأسد. (وكالات)
0 تعليق