أطلقت روسيا «هجوماً كثيفاً» في منطقة كورسك لطرد الجنود الأوكرانيين منها، وأعلنت السيطرة على بلدة جديدة في الشرق الأوكراني، فيما تبنت كييف المسؤولية عن اغتيال جنرال كبير في الجيش الروسي أمس الثلاثاء، بانفجار قرب مبنى سكني في جنوب شرق موسكو، وتوعد مسؤولون روس أوكرانيا بعقاب لا يرحم. وقال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، إنه يجب على القيادة العسكرية والسياسية الأوكرانية أن تنتظر الانتقام الحتمي بعد مقتل كيريلوف.
وقال القائد العام للجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي أمس الثلاثاء إن روسيا أطلقت «هجوماً كثيفاً» في منطقة كورسك في غرب البلاد، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية أنها كبدت الأوكرانيين خسائر فادحة، من دون أن تشير إلى مزاعم كييف عن
«استعانتها بقوات كورية شمالية»، لكن مصادر روسية تحدث سابقاً عن «هجوم واسع النطاق» يجري التحضير له.
وتحتل كييف جزءاً من المنطقة الحدودية منذ آب/أغسطس عندما أطلقت عملية مفاجئة عبر الحدود للسيطرة على أراض روسية.
ويتزامن الهجوم الروسي المضاد في كورسك مع تقدّم القوات الروسية في شرق أوكرانيا، حيث أعلن الجيش الروسي سيطرته أمس على قرية صغيرة أخرى في منطقة دونيتسك في الشرق على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب مدينة كوراخوفي الغنية بالموارد التي باتت موسكو أيضاً على وشك السيطرة عليها.
وأفاد سيرسكي أن «الوضع الأكثر صعوبة» هو حالياً في محيط كوراخوفي ومدينة التعدين بوكروفسك، وهما منطقتان تهدف روسيا للسيطرة عليهما.
إلى ذلك، قُتل مسؤول كبير في الجيش الروسي صباح أمس الثلاثاء بانفجار قرب مبنى سكني في جنوب شرق موسكو، في هجوم تبنته كييف. وقالت لجنة التحقيق الروسية المكلّفة التحقيقات الرئيسية في البلاد في بيان «انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة في دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني صباح 17 كانون الأول/ديسمبر في شارع ريازانسكي في موسكو».
وأضافت «قُتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية إيغور كيريلوف ومساعده» في الانفجار، مشيرة إلى أن «تحقيقاً جنائياً فُتح في اغتيال العسكريَّين في موسكو».
ويُعد كيريلوف الذي يخضع لعقوبات من المملكة المتحدة، أكبر مسؤول في الجيش الروسي يستهدف على الأراضي الروسية منذ شن الكرملين هجومه في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وبالمقابل، أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية مسؤوليتها عن اغتيال كيريلوف، واتهمت الجنرال الروسي بارتكاب «جرائم حرب» لأنه أعطى أوامر، بحسب كييف، باستخدام أسلحة كيميائية ضد القوات الأوكرانية. وأكد مصدر في الجهاز لوكالة فرانس برس أن الهجوم «هو عملية خاصة لجهاز الأمن الأوكراني».
وكتبت صحيفة كوميرسانت الروسية على موقعها الإلكتروني «جريمة غير مسبوقة ارتكبت في موسكو». وسرعان ما صدرت ردود الفعل من القادة الروس. وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن «محاولات تخويف شعبنا ووقف تقدم الجيش الروسي وزرع الخوف محكوم عليها بالفشل».
بدوره، أشاد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين بمسيرة كيريلوف قائلاً إنه كان «جندياً محترفاً» و«وطنياً». ووقف نواب الدوما دقيقة صمت حداداً على كيريلوف.
وأعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام عن أسفها لفقدان جنرال «شجاع» حارب «من أجل الوطن ومن أجل الحقيقة»، كذلك، توعد نائب رئيس مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، كونستانتين كوساتشيف «بمعاقبة القتلة. دون أدنى شك وبلا رحمة».
وقال الناطق باسم الحكومة البريطانية «لن نبكي وفاة شخص شارك في هجوم غير قانوني وجعل الشعب الأوكراني يقاسي المشقّات والموت». (وكالات)
0 تعليق