بيروت ـــ «الخليج»:
تواصلت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وتسلل متطرفون إسرائيليون مؤيدون للاستيطان إلى داخل الأراضي اللبنانية، ونصبوا خياماً ورفعوا لافتة مكتوباً عليها «لبنان لنا»، في وقت تكثفت الاتصالات والمشاورات للتوافق على مرشح يسد الشغور الرئاسي، وذلك قبل 21 يوماً فقط من الجلسة المقررة لانتخاب الرئيس في 9 يناير المقبل.
وتقدمت ظهر أمس آليات للجيش الإسرائيلي داخل بلدة بني حيان مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة وفجرت بعض المنازل ومسجد البلدة.
واستمر الجيش الإسرائيلي بتفجير المنازل الذي يحتلها في القرى الحدودية ويمعن في هدمها كلياً. كما استمرت الجرافات الإسرائيلية لليوم الثالث بهدم أحياء في بلدة الناقورة، وفجرت القوات الإسرائيلية منازل في منطقة طير حرفا، الجبين وشيحين، ومارون الراس بما في ذلك مسجدها، وقد سمع دوي الانفجارات في كافة المناطق حتى صور.
وحلق الطيران الإسرائيلي المسَيَّر بشكل متواصل في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية، على علو منخفض، وكان صوته يصم الآذان ويوتر الأعصاب. ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات وهمية فوق النبطية وإقليم التفاح، كما حلّق بشكل مكثف فوق منطقة حاصبيا العرقوب ومزارع شبعا وصولاً حتى مرتفعات جبل الشيخ.
وتسلل يمينيون إسرائيليون مؤيدون للاستيطان إلى داخل الأراضي اللبنانية، ونصبوا خياماً، قبل أن يخرجهم الجيش الإسرائيلي من المكان. وأظهرت صور متداولة متطرفين وهم داخل لبنان، ويرفعون لافتة «لبنان لنا»، ونصبوا ما لا يقل عن خيمتين. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، «اعترف الجيش لأول مرة بأن إسرائيليين تمكنوا من عبور الحدود إلى لبنان ونصب خيام هناك».
وأضافت «بعد ادعاء الجيش أن الناشطين لم ينصبوا خياماً داخل لبنان، يبدو وبعد تحقيق أنهم تجاوزوا بالفعل عدة أمتار عبر الخط الأزرق (الفاصل) في منطقة مارون الراس، قبل أن تخرجهم قوات الجيش من المكان».
وذكرت أن هؤلاء اليمينيين ينتمون إلى جمعية «عوري هتسفون»، وهي تدعو إلى استيطان إسرائيلي في جنوبي لبنان. ولم تحدد الإذاعة اليوم الذي تسلل فيه هؤلاء اليمينيون إلى أراضي لبنان في انتهاك لسيادته.
إلى ذلك، عقدت لجنة الإشراف والمراقبة الخماسية اجتماعها العملياتي الأول في مقر قوات الأمم المتحدة «اليونفيل» في الناقورة أمس، وناقشت الخروقات الإسرائيلية وسط مطالبة لبنان بوقف الانتهاكات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي براً وجواً، لاسيما تجريف ونسف المنازل والغارات على بعض المناطق، خاصة وأن القوات الإسرائيلية لا تزال منتشرة على التلال المقابلة منذ ظهر أمس الأول وتقوم بأعمال تجريف للمنازل.
من جهة أخرى، تواصل الحراك الداخلي للتوصل إلى توافق على مرشح رئاسي، وبدأت الكتل مشاوراتها لحسم اسم هذا المرشح بعد الدخول في بورصة الأسماء، وتُجرى اتصالات لبلورة موقف موحد من قبل «الثنائي الشيعي» وحلفائه والتيار«الوطني الحر» مقابل محاولة المعارضة التفاهم على اسم محدد.
0 تعليق