جمال القصاص: "وردة الطواسين" لا ينشغل بالبحث عن لغة موازية للغة الصوفية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

“قليل من المحبة”، محور الجلسة الثانية ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمؤتمر قصيدة النثر المصرية، برئاسة الشاعر عادل جلال، ويقام في رحاب مؤسسة “الدستور” الصحفية، وتستمر فعالياته حتى غدا الخميس.

خلال الجلسة تناول الشاعر جمال القصاص ديوان الشاعر محمد فريد أبو سعدة “وردة الطواسين”، والذي يحتفي مؤتمر هذا العام به. 

وردة الطواسين لا ينشغل بالأحوال والمقامات

قال القصاص: “لا ينشغل الديوان بالأحوال والمقامات، والبحث عن لغة موازية للغة الصوفية، وإنما يمتلك بصيرة يقظة، يتحرك بحيوية في فضائها، حيث الذات قشعريرة المكان وروحه، فالماضي لا يتحدث عن نفسه، إنما يترك للحاضر حرية مساءلته ومعايشته،  بملامس إدراك جديدة”.

أوضح القصاص عن ديوان وردة الطواسين: “بدافع من هم هذه البصيرة يخوض فريد مغامرة تكاد تشارف الأسطورة في ديوانه (ذاكرة الوعل)، خاصة مع فكرة الإله وفعل الخلق، محاولا مزجها بعوالم الميتافيزيقا والخرافة، وبحسية نزقة، تبحث عن غرابة الأشياء في ألفتها، عبر كلمات ورموز قديمة ناتئة، مهجورة وحوشية، متمثلةً صفات الإله وأسماءه المقدسة، ما أثقل النص إلى حد ما، وجعل جسده مفارقا للغته الحميمة التي يفيض بها، كما بدا مفارقا أيضا لتاريخه الخاص الذي يمكن أن نتـأمله من خلاله، ونتحاور مع هوامشه وظلاله، وكأنها أصوات وعلامات تستقي وجودها وفعاليتها من نسيج النص نفسه، دون فصل بينه وبين محمولاته التراثية والشخصية”.

308.jpeg

فريد أبو سعدة يخلص لسؤاله الشعري  

استكمل القصاص: “في دواوين (أبو سعدة) اللاحقة ومنها (معلقة بشص)، (جليس لمحتضر)، (سماء على الطاولة)، (أنا صرت غيري)، يصل فريد أبو سعده إلى سؤاله الشعري ويخلص له، عبر تدفقات الذهن والحس معا، وبراح فضاء قصيدة النثر، كأنه يوقظ أعماقا مغايرة في داخلنا، فعلى السطح وفي العمق تبني الصورة عالمها بشفافية لافتة، بينما يتخلى الماضي عن فكرة الترجيع، أو أنه صدى لأشياء بائدة، هو صدى للنص نفسه، وما يرشح عنه، ما يعلق في وعينا ولا وعينا معا، من انكشاف النص نفسه لذاته أولا، قبل أي شيء آخر”.

309.jpeg

يضيف، أنه في هذا المشهد يتسع على نحو خاص حضور الأنثى وعناصر الطبيعة ونثريات الواقع والأشياء العابرة المهمّشة المنسية، تصبح الحسية أداة للمعرفة والسؤال، وفي الوقت نفسه يخلع النص قناع الآخر، ويتوحد بقناعه هو “قناع الشاعر الذي يعرف كيف ومتى يخلعه ويلقيه خلفه وكيف يلجأ إليه”، كنوع من التمويه والتخفي والهرب من فوضى العالم ومشاعيته الفظة، وفي سياق هذا المشهد يقول في ديوانه "سماء على الطاولة:  
" أسرف في الشرب 
متجاهلا أوامر الطبيب

تحامل 
وهو يودع أصدقاءه 
العرق يسيل من فروة رأسه 
و يتدفق تحت ثيابه

ذهبوا 
وظل وحده 
على صدره جبل 
وتحت جلده مناقير تنهش في القلب  
كان يجأر 
ويترنح

قضى عمرًا ليصل إلى الباب 
أراد بعض الهواء 
أراد أن يراه أحد 
أراد أن يهبط السلم 
لكنه تعثر 
وكاد أن يسقط على وجهه
لولا أن أمسكت بجلبابه أكرة الباب

هكذا رآه القادمون في اليوم التالي 
مائلا بجسده كمن يهم بالطيران
عيناه جوهرتان  
ويداه تمسكان بالفراغ".

أخبار ذات صلة

0 تعليق