لدى الإعلام الرقمي الجديد ووسائل المعلومات الحديثة والتواصل الاجتماعي دورًا قويًا في نشر مفاهيم موجهة في مجتمع ما، والعمل على تعزيزها وإقناع الجمهور المتلقي بها، لكن الخطورة تكمن في عدم توافق تلك المفاهيم مع المعايير المجتمعية.
ويزيد خطورة الأمر استغلال تلك المنصات للترويج لثقافات تخالف المجتمعات أو نشر معلومات خطأ تستهدف في المقام الأول الأطفال، وتؤثر في سلوكهم الاجتماعي.
فما تأثير وسائل الإعلام في ظل تداول المعلومات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة مع التطور التكنولوجي المتنامي.. الدستور تُجيب في التقرير النالي..
خبير: «الوسائل الرقمية سريعة في نشر المفاهيم الخطأ»
شاكر الجمل، خبير الإعلام الرقمي وأمن المعلومات، رأى أن الوسائل الرقمية الآن، سواء الإعلامية أو التواصل الاجتماعي، لها تأثير كبير على المجتمعات، موضحًا أن منصات التواصل الاجتماعي تحديدًا قدرة على إشاعة ونشر المعلومات والمفاهيم المغلوطة والمخالفة لثقافة المجتمعات.
وأوضح لـ«الدستور» أن العصر الحالي أصبح رقمي بالأساس في كل شيء وهو سلاح ذو حدين، مبينًا أنه يناسب التطور الحالي ولكن في نفس الوقت يساهم في هدم وترويج معلومات ومفاهيم مخالفة لقيم المجتمعات، لا سيما أن الإعلام وساحات تداول المعلومات وغيرها لها تأثير قوي على سلوك البشر داخل المجتمعات.
وقال: «الاعتماد على وسائل الإعلام الرقمي في نشر المفاهيم أمر حساس للغاية، لأن هناك من يستغلها للعمل على تشويه سمعة بلد أو نشر مفاهيم أخلاقية مخالفة لعموم المجتمع، وذلك عبر اللجان الإلكترونية الغرض منها الترويج لتلك الفتن.
وبين أن الإعلام الرقمي لا سيما مع انتشار الذكاء الاصطناعي له دور قوي في نشر استراتيجيات التضليل الفكري، فلا بد من محاربة ذلك عبر المؤسسات الدينية الرسمية وغيرها من الكيانات الرسمية للدولة وفتح نقاشات في تلك المفاهيم المغلوطة والمعلومات المضللة.
وأشار إلى أن للأسرة دور في التوعية للأبناء ونشر الوعي المجتمعي بينهم، بحيث يكون الابن أو الابنة لديهم حذر تجاه تلك المفاهيم التي يتم الترويج لها والمعلومات المتداولة وعدم المساهمة في نشر المفاهيم التي تخالف المجتمع أو المعلومات المضللة وغيرها لا سيما في المعلومات التي تخص الدين والمعتقد والقيم،
وضرب مثالًا على تأثير الإعلام الرقمي على الأطفال مثل الألعاب الإلكترونية التي يكون بها إيحاءات جنسية أو تحريض إلى العنف أو التحدث عن قضايا شاذة عن المجتمع المصري مستهدفة الأطفال عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى التأثير على فكرهم في المستقبل.
دراسة: «هناك تأثير قوي بين وسائل الإعلام وآراء الشباب»
وخلصت دراسة قامت بها الدكتورة بسمة علي يحيى، أستاذ الإعلام المتفرغ بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، تحت عنوان: «سلوكيات الشباب وعلاقاتها بالممارسات التفاعلية للإعلام الجديد» إلى أن الإنترنت ووسائل الإعلام الجديدة لها تأثير قوي على سلوكيات الشباب والأطفال في العصر الحالي.
كما أثبتت نتائج الدراسة قدرة وسائل الإعلام الحديثة في التأثير على اتجاهات الأفراد، ووجود علاقة قوية بين استخدام الشباب لوسائل الإعلام الجديد وما يتضمنه من تطبيقات مختلفة، وتشكيل آراءهم واتجاهاتهم نحو القضايا المجتمعية والأحداث السياسية والإجتماعية.
0 تعليق