درعا – حليم محمد
تعرضت محطة ضخ المياه في مدينة نوى بريف درعا الشمالي لعملية سرقة من قبل مجهولين، استهدفت الكوابل المغذية لمضخات مياه الشرب، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
وترتبط المحطة بمركز ضخ “الأشعري” في ريف درعا الغربي، وتشرف على تغذية مدينة نوى بمياه الشرب، وكذلك تغذي قرى السكرية وعدوان وتسيل، أي ما يقارب 200 ألف نسمة من سكان هذه المناطق.
وتعتبر المحطة احتياطية بعد تفعيل مشروع خزان “الأشعري” من قبل المجتمع المحلي في مدينة نوى، وربطه بخزان آخر في سفح تل الجموع.
واشتكى عدد من سكان مدينة نوى من نقص مياه الشرب بعد كثرة التعديات، سواء في الشبكة الداخلية أو استخدام المياه الواردة للمدينة من قبل مزارعين في المنطقة الواصلة ما بين الأشعري ومدينة نوى، في مسافة تقدر بأكثر من 15 كيلومترًا.
سرقات متكررة
عطا الله الصوالحة، موظف في المحطة، قال لعنب بلدي، إن اللصوص قطعوا جميع الكوابل التي تصل المضخات بلوحات التشغيل، وسرقوا بعض القواطع من هذه اللوحات.
وأضاف أن المحطة خرجت عن الخدمة في كانون الأول 2024، وتحتاج إلى كوابل جديدة حتى تعود للعمل من جديد.
وطالب حكومة دمشق المؤقتة بتفعيل حراسة على المحطة، إذ تعرضت لأكثر من ثلاث سرقات حتى رممها برنامج الأغذية العالمي عام 2019، ثم وضع النظام السوري السابق حاجزًا على مدخلها، لحمايتها خلال السنوات الماضية.
جهود محلية
في حزيران 2024، أطلق أهالي مدينة نوى حملة تبرعات لحل إشكالية مياه الشرب في المدينة، وجمعوا ما يقارب مليارين و675 مليون ليرة سورية (نحو 206 آلاف دولار أمريكي)، وفق ما قاله عضو اللجنة المحلية في مدينة نوى جمال خطاب.
وأضاف خطاب لعنب بلدي أن اللجنة المحلية بنت خزانًا على سفح وادي اليرموك، وغذّته بخط كهرباء دائم التشغيل، ثم ربطت الخزان بخزان “تل الجموع” في أعلى سفح التل، والذي يعمل بشكل ذاتي بناء على قوة دفع الانحدار.
وذكر أن محطة الضخ أصبحت مصدرًا احتياطيًا في حال حدوث عطل على الخزان الرئيس في “الأشعري”.
ويقع تل الجموع جنوبي مدينة نوى، ويبعد عنها نحو أربعة كيلومترات.
وتدفع اللجنة المحلية في مدينة نوى ثلاثة ملايين ليرة سورية (230 دولارًا) أجور حراسة شهرية لحماية الخزان الرئيس في “الأشعري”، ولا قدرة حاليًا على دفع مبلغ مماثل لحراسة محطة الضخ قرب تل الجموع، بحسب اللجنة المحلية في المدينة.
بدائل مكلفة
وليد عمارين، وهو مدرّس في مدينة نوى، يدفع معظم راتبه الشهري ثمن مياه شرب، يشتريها من الصهاريج الجوالة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال وليد لعنب بلدي، إنه بعد تنفيذ المشروع الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ منذ ثلاثة أشهر، لم تعد المياه تصل إلى بيته، ما دفعه لشراء المياه من الصهاريج الجوالة.
وتعد مدينة نوى من أكبر التجمعات السكنية في محافظة درعا، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 120 ألف نسمة.
ويحتاج وليد إلى نحو نصف متر مكعب من المياه يوميًا، ويصل سعر المتر إلى 25 ألف ليرة سورية (دولاران).
في حين قال نزار (53 عامًا)، إن المياه لا تصله إلا مرة كل ثلاثة أشهر، لذلك أصبح اعتماده على مياه الآبار، التي بمعظمها كلسية وغير خاضعة للتعقيم.
ويتحكم بائعو المياه بالأسعار، إذ يبيع بعضهم الصهريج (25 برميلًا) بـ120 ألف ليرة سورية، وآخرون بـ150 ألفًا.
ويعتبر خط الخزان الجديد مشتركًا ما بين مدينة نوى وقرى تسيل وعدوان والسكرية، إذ يخصص يوم لمدينة نوى، ويوم لباقي المناطق، إلا أن تعداد سكان مدينة نوى ضعف عدد سكان تلك المناطق، التي رفض وجهاؤها إعطاء يومين لمدينة نوى مقابل يوم لمناطقهم، بحسب خطاب.
تجاوزات على خط الدفع
أرجع عدد من السكان ممن التقتهم عنب بلدي نقص كميات المياه إلى تجاوزات المزارعين على خط الدفع الواصل ما بين خزان “الأشعري” وخزان “تل الجموع”.
وقال جمال خطاب، إن هناك عدة تجاوزات على الخط المغذي، تستخدم بقصد السقاية للمشاريع الزراعية.
وأضاف أنه رغم تدخل الوجهاء وفصائل مسلحة في المدينة، لم يتمكنوا من ضبط هذه التجاوزات، التي تؤدي إلى تناقص كميات المياه الواردة.
وذكر وليد عمارين أنه كان هناك مقترح وهو حفر آبار في محيط تل الجموع وربطها بالخزان مباشرة لتفادي خطر التعدي على الخط الرئيس، إلا أن اللجنة رفضت وعملت على بناء خزان “الأشعري”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.
حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.
0 تعليق