نقص الدم والأدوية يهددان مركز تلاسيميا دمشق - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

“لا نريد أن يعيش الجيل الجديد ما عشناه، نأمل أن تكون وزارة الصحة الجديدة متعاونة”، بهذه الجملة استهلت مريضة التلاسيميا سحر، البالغة من العمر 41 عامًا، والتي تشخصت بمرض التلاسيميا منذ كان عمرها عامًا واحدًا، حديثها لعنب بلدي.

يعاني مركز التلاسيميا في دمشق نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية كالأدوية ومضخات الدم، وخاصة بعدما ألغت وزارة الصحة السورية في حكومة تصريف الأعمال شرط التبرع بالدم لاستكمال الوثائق الحكومية، والذي كان يعد مصدرًا رئيسًا لسد حاجات المركز من الدم بشكل يومي.

تحتاج سحر إلى نقل الدم كل 15 يومًا، وبعد تخلى عنها “بنك الدم“، كما تقول، تحتاج مع كل عملية نقل إلى متبرع، بينما زاد نقص تزويد المركز بالأدوية أعباء جديدة لعدم توافرها وغلاء سعرها.

“استعنت بمعارفي وجيراني، ولم يعد أحد يريد التبرع لي مرة أخرى”، أضافت سحر.

مركز تلاسيميا دمشق - 10 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مركز التلاسيميا في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق – 10 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مطالب كبيرة واستجابة خجولة

رفعت رئاسة مركز التلاسيميا عدة طلبات لمديرية الصحة في 24 من كانون الأول 2024، اطلعت عليها عنب بلدي، منها تزويد المركز بكادر صحي ومستلزمات طبية نظرًا للنقص الحاد في الكادر ومواد المخبر، إضافة إلى إعادة النظر في آلية صرف الدم للمرضى والاستغناء عن إيصالات التبرعات أي يُصرف الدم حسب حاجة المريض دون للجوء للمتبرعين.

رئيس المركز، الدكتور حسن ظاهر، قال لعنب بلدي إن المديرية لم تتجاوب مع هذه الطلبات حتى الآن، بينما زُود المركز بـ 75 مضخة دم من أصل 200 مضخة مطلوبة، ونظراً لقلة عددها سُلمت المضخات للحالات الحرجة.

المركز طالب بزيادة عدد ساعات وصل الكهرباء في المركز في أثناء نقل الدم، وجرى تزويده بساعتين من الكهرباء يوميًا، وفقًا لرئيس المركز.

تحديات يواجهها مركز التلاسيميا

“لم نتوقف عن العمل منذ سقوط النظام”، قال مدير مركز التلاسيميا، الدكتور رامي نصر الله، لعنب بلدي، لكن المشكلة ليست فقط نقص في توريد الدم، إنما بنقص الكهرباء أيضًا، فالمريض يحتاج إلى التدفئة في أثناء عملية نقل الدم، لأن المريض يتعرض للحساسية عند دخول كمية من الدم البارد إلى جسده، ما يؤدي إلى تسرع في ضربات القلب، قد يحتاج المريض إثرها إلى الإسعاف إلى أقرب مشفى.

وأضاف نصر الله أن المركز بحاجة إلى الكهرباء بمعدل أربع ساعات يوميًا، لتشغيل التدفئة وأجهزة المخبر.

يعمل في المركز خمسة ممرضين، ثلاثة منهم مسؤولون عن تركيب القسطرة لحالات نقل الدم المتكرر لمن يعانون من تصلب في الأوردة.

ووفقًا لنصر الله، يحتاج المركز إلى ثمانية ممرضين لتغطية الخدمات، وطبيب أمراض دم للاستشارة، وأخصائي أطفال.

مركز تلاسيميا دمشق - 10 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مركز تلاسيميا دمشق – 10 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

تهميش لمرضى التلاسيميا

“أبو حسام”، والد مريضة اعتادت على نقل الدم في المركز بشكل شهري منذ 35 عامًا، التقت به عنب بلدي، يصف المركز بـ”المهمش”.

مرضى التلاسيميا كانوا مهمشين في عهد النظام السابق، ونأمل ألا يتم تهميشهم الآن أيضًا، بحسب ما قاله “أبو حسام”، مضيفًا أن أغلب المرضى الذين يأتون إلى المركز هم أبناء الطبقة الفقيرة، مشيرًا إلى أن الوزارة زودت المركز بمضخات دم لكن شروط توزيعها تنطبق على من هم “بحكم الأموات”، حسب وصفه.

يؤمن “أبو حسام”، كغيره من المرضى، لوازم المضخات التي تكلف حوالي 200 ألف إلى 300 ألف ليرة سورية، وقال، “نحن لا نريد حاجتنا، ولكن على الأقل ننقلها لكم، فقد اعتادت وزارة الصحة السابقة تقديم 10% من احتياجات المرضى، والباقي يؤمنه المريض نفسه”.

يأمل المرضى بإيجاد حلول للمشاكل التي يعانون منها داخل المركز - 10 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

يأمل ذوو المرضى بإيجاد حلول للتهميش الذي يعانونه في مركز التلاسيميا – 10 شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مركز تلاسيميا دمشق

ويقدم مركز التلاسيميا في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق خدمات لـ 1233 مريض تلاسيميا، و610 مرضى تلاسيميا منجلي، و504 مرضى فقر الدم المنجلي، إضافة إلى تقديم خدمات تحاليل ومتابعة علاج وخدمات نقل دم لـ84 مريضًا غير مصنف.

كما يحتوي على 45 سريرًا، وحوالي 60 كرسيًا لنقل الدم، ومختبر شبه معطل بسبب نقص الأجهزة ومواد التحليل.

وقررت وزارة الصحة السورية في حكومة تصريف الأعمال إلغاء وثيقة التبرع بالدم كشرط لاستكمال المعاملات الحكومية، كالحصول على رخصة القيادة ومصدقة التخرج، والكثير من المعاملات التي تحتاج إلى وثيقة التبرع بالدم.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

أخبار ذات صلة

0 تعليق