فلسطينيون يعانون لقطاف الزيتون بين الحرب وهجمات المستوطنين - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بورين"رويترز": تحلم مزارعة الزيتون الفلسطينية ختام النجار بموسم واحد فقط يتسنى لها فيه قطف محصولها بسلام. لكن ذلك لن يتحقق هذا العام.

فقد قالت إنه عند اقترابها مع ابنها من بساتين الزيتون قرب قرية بورين في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي أوقفهما جنود إسرائيليون وأبلغوهما أنه غير مسموح لهما بقطف الزيتون في ذلك الجزء من الوادي.

وقالت ختام "هاي أرضنا. جينا بأمان ابني لحالنا يعني مفيش حدا معنا، جينا نخرط (نقطف الزيتون)... شو بحس؟ بحس إنو أنا مش عايشة.. أنا ميتة".

وفي وقائع أكثر عنفا منذ بداية موسم قطف الزيتون هذا الشهر، هاجم مستوطنون إسرائيليون مسلحون مزارعين فلسطينيين وقطعوا أشجارا وأشعلوا النيران في بساتين الزيتون.

وتشكل أحدث موجة من هجمات المستوطنين وحصار الجيش الإسرائيلي جزءا من اتجاه تقول جماعات حقوق الإنسان إنه يزداد سوءا مع استمرار الحرب في قطاع غزة، إذ يبدو أن المستوطنين يتشجعون ببعض وزراء اليمين المتطرف، في الحكومة الإسرائيلية، الذين يسعون إلى ضم الضفة الغربية.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على سؤال لرويترز عن الاتهامات التي وجهت للجنود بمنع مزارعي الزيتون من الوصول إلى أراضيهم. ويقول الجيش إنه يحاول ضمان قدرة الفلسطينيين على الحصاد مع تجنب حدوث اشتباكات مع المستوطنين وإن الحرب في قطاع غزة أدت إلى زيادة التوتر في الضفة الغربية، مما تسبب في وضع أمني يصعب إدارته.

ويرى العديد من الفلسطينيين، فضلا عن جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية، أن الجيش يحرض المستوطنين على شن الهجمات.

وقال مصعب صوفان، أحد سكان بورين، "يعني من أول الحرب لحدة هذه اللحظة شايف عليَ، منعوا أي مزارع يجي على أرضه..هما بيتحججوا أن هاي منطقة عسكرية مغلقة وأمنية فامنع جميع المزارعين يجوا على زتونهم.. حتى أنا في الباب داري بسرق زيتون سرقة. كل يوم أخرج زيتون جوات البيت على هو أن ربنا يفرج علينا إن شاء الله".

ودُمرت مساحات واسعة من قطاع غزة، وهو إقليم ساحلي منفصل يبعد نحو 100 كيلومتر عن الضفة الغربية، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل منذ عام على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). لكن الضفة الغربية تعاني في الوقت ذاته من أسوأ أعمال عنف منذ سنوات.

واستشهد مئات الفلسطينيين، منهم مسلحون وشباب يلقون حجارة ومارة من المدنيين، في اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية. كما قُتل العشرات من الإسرائيليين في هجمات فلسطينية بالشوارع على مدار العام الماضي.

ووقع موسم قطف الزيتون، الذي يستمر تقريبا بين سبتمبر ونوفمبر، في خضم هذا العنف.

وتقول الأمم المتحدة إن مئات من أشجار الزيتون أُحرقت أو جرى إتلافها أو سُرقت بأيدي مستوطنين هذا العام منذ بدء موسم الحصاد.

وأصدرت مجموعة من الدول الغربية، بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بيانا مشتركا في 14 أكتوبر قالت فيه إن قطف الزيتون أصبح "خطيرا" بسبب عنف المستوطنين ودعت إسرائيل إلى السماح للفلسطينيين بقطف محصولهم.

تمثل أشجار الزيتون بالنسبة للفلسطينيين ارتباطا شديدا بالأرض ومصدرا مهما للدخل وعلامة مميزة للمطبخ الوطني.

ويحرص الكتاب والشعراء الفلسطينيون، مثل الشاعر الراحل محمود درويش، على إضفاء رمزية أشجار الزيتون الفلسطينية على أعمالهم منذ فترة طويلة. ويعد موسم الحصاد فرصة للأسر الريفية وأحيانا للزوار من مراكز المدن للعمل معا على الأرض.

وقال إبراهيم عمران رئيس المجلس القروي في بورين "والله الموسم سيء من بدايته، والله قبل يومين الناس بدأوا بقطف ثمار زيتونهم، هذا الموسم كان المزارع الفلسطيني ينتظره على أحر من الجمر... ولكن الآن أصبح هذا الموسم مغمس بالدم... إحنا صرنا نسرق الزيتون يا جماعة الخير وكأننا لسنا أصحاب الأرض... مع إنهم هم اللصوص هم الذين يقومون بسرقة الزيتون يوميا".

وقالت حركة ‘السلام الآن‘ الإسرائيلية الحقوقية في تقرير هذا الشهر إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية، التي تضم مستوطنين يديرون جوانب من الأمن والشؤون المالية والإدارة الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية المحتلة، أشرفت في الفترة الأخيرة على عمليات استيلاء "غير مسبوقة" على أراض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقبلية عليها.

وفي الوقت نفسه، يزيد عنف المستوطنين من قلق حلفاء إسرائيل في الغرب. وتفرض عدة دول، بينها الولايات المتحدة، عقوبات على المستوطنين الذين يمارسون أعمال عنف ودعت إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهد لوقف هجماتهم.

ويرى كثير من المستوطنين أن لليهود حقا إلهيا في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 والتي تتوسع المستوطنات عليها منذ عقود.

ويقول الفلسطينيون إنهم لن يغادروا أراضيهم.

وأضافت المزارعة ختام النجار "هاي أرضي، أنا عايشة علشان أرضي علشان وطني، إذا معنديش أرض معنديش وطن شو ها العيشة هاي؟ معنديش هوية؟ أرضي هويتي".

أخبار ذات صلة

0 تعليق